شفا – يبدو أن الأطباء الذين يعالجون مرضى فيروس كورونا المستجد في أحد مستشفيات مقاطعة تشيشير غربي إنجلترا، قد تمكنوا من تقليل معدل الوفيات من جراء الفيروس وزادوا من فرص الشفاء السريع.
ويعود هذا الأمر، بحسب ما أفادت شبكة “سكاي نيوز”، الجمعة، بعدما طور الأطباء، أجهزة التنفس التي تستخدم عادة لمواجهة اضطرابات النوم لتؤدي مهمة جديدة: التنفس الاصطناعي، لمساعدة مرضى غير قادرين على التنفس بأنفسهم.
وعمل الأطباء في مستشفى وراينغتون على تعديل الأجهزة المعروفة بـ”الصناديق السوداء” التي تعالج مشكلة انقطاع النفس أثناء النوم، وتعني توقف تدفق الهواء وعودته إلى الجسم.
وأصبح هؤلاء أقل اعتمادا على أجهزة التنفس الاصطناعي، التي تشهد نقصا على مستوى العالم، عبر استخدام البديل: الصناديق السوداء.
وقال أحد مستشاري المستشفى إنهم بدأوا من “نقطة الصفر” في كيفية إدارة الوباء.
وأوضح الدكتور مارك فورست “راقبنا على كثبت ما جرى في دول أخرى، وخاصة في إيطاليا، وتعلمنا منها”.
محاولات عديدة
وأدرك الفريق الذي خصصته المشتشفى لإدارة الأزمة، وهم سبعة استشاريين، أن أجهزة التنفس الاصطناعي ليست الحل السحري لمعالجة مرضى “كوفيد- 19″، خاصة أن المستشفى تملك 12 جهازا للتنفس الاصطناعي فقط، الأمر الذي دفع الطاقم إلى التفكير بحلول خلاّقة.
وكان من بين هذه الحلول أن أعاد الفريق إلى العمل 5 أجهزة قديمة، كما استعانوا بمعدات أخرى تستخدم أثناء الرعاية الحرجة.
ومع ذلك، لم يكن الأمر كافيا من أجل مواجهة الأعداد المتزايدة من المرضى الذين يعانون من التهابات رئوية تحتاج إلى أجهزة تنفس اصطناعي.
ومن التجربة علموا أن أجهزة التنفس الاصطناعي التي تتطلب إدخال أنبوب أكسجين إلى حلق المريض مع وضعه تحت التخدير، لا تحقق معدل تعاف عال، وإنما فقط 50 في المئة.
وتجنب الأطباء استخدام أجهزة التنفس الاصطناعي المعروفة بـCPAP، ( أجهزة تضخ الأكسجين، تحت ضغط مستمر، إلى الرئتين من خلال قناع وجه مغلق) لأنها تحافظ على فتح المسالك الهوائية للمرضى القادرين على التنفس بمفردهم. ومع ذلك كان هناك عدد محدود من هذه الأجهزة.
وعلموا بتقارير أن فريق الهندسة التابع لشركة مرسيدس فورموا 1،وأطباء في مستشفى جامعة كلية لندن يحاولون تطوير هذه الأجهزة لتراعي احتياجات مرضى كورونا، لكن بدا أن الأمر سيستغرق وقتا.
وقال الدكتور فورست “بدا أن الأمر (تطوير الأجهزة) سيحدث بعد أشهر. نحن نريد أجهزة الآن”.
لكن فريق المستشفى أدرك شيئا جديدا، وهو أن الأجهزة المعروفة بالصناديق السوداء المستخدمة في عيادة اضطراب النوم تم بناؤها على نفس الافتراض الذي تقوم عليه أجهزة بـCPAP.
وبالفعل بدأ الأطباء في تطوير هذه الأجهزة، التي يقول الدكتور ميثون مورثي،رئيس قسم الجهاز التنفسي بالمستشفى إنها كانت مسؤولة عن إنقاذ حياة المئات من المرضى.
وشمل التطوير، إضافة أقنعة فائقة للوجه لمراعاة حالة المرضى، وربطها بأنبوب الأكسجين.
نتائج طيبة
وتعتبر هذه الأجهزة رخيصة الثمن مقارنة بغيرها من الأجهزة، وسهلة للاستخدام لدرجة أن المرضى يمكن أن يستعلموها في منازلهم.
وقال الدكتور فورست: “غالبًا ما نشهد رد فعل إيجابيا في غضون 15 دقيقة”.
وقام فريق الجهاز التنفسي في المستشفى باختبار الأداة الجديدة على عدد من الموظفين، قبل تجربته على المرضى.
وأشار مورثي إلى أم لطفلين كانت في وحدة العناية المركزة، وتم تجريب الجهاز عليها لتقول إنها شعرت بتحسن كبير على صحتها فورا.
وأعرب عن اعتقاده أن الجهاز الجديد ساهم في إنقاذ حياة مئات المرضى الذين وصلوا مستشفى وراينغتون في مقاطعة تشيشير الإنجليزية.