شفا – قالت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، اليوم الخميس، إنّ يوم الأسير الفلسطيني “يهل علينا هذا العام وأسرانا وأبناء شعبنا في كل معتقل وموقع أكثر إصرارًا على استمرار النضال من أجل انتزاع الحرية والكرامة والعودة والاستقلال وتقرير المصير”.
وأكَّدت في بيانٍ لها، أنّ “هذا اليوم الذي تعّمد بدماء شهداء الحركة الأسيرة وأوجاع الأمعاء الخاوية التي شكّلت عنوان التحدي والمقاومة لعسف السجان والجلاد الصهيوني، وعنوان معركة الإرادات وتحقيق الإنجازات حتى باتت المعتقلات والسجون مدارس في الفكر والتنظيم والتعبئة واجتراح أساليب للمقاومة من العدم”.
وتابعت: “في هذا اليوم نرفع إلى شهداء الحركة الأسيرة كل التحية والإجلال، نجدد لهم العهد، ولكل شهداء شعبنا الذين سطروا ملاحم في البطولة والتضحية والعطاء الاستثنائي، باستمرار التمسك بالحقوق والأهداف التي ناضلوا من أجلها، كما نوجه تحيات الفخر والاعتزاز لجميع الأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال وفي مقدمتهم الرفيق القائد الوطني أحمد سعدات “أبوغسان”، ومروان البرغوثي، حسن سلامة، بسام السعدي، وجدي جودة، باسم الخندقجي، وليد دقة، كريم يونس، خالدة جرار، ميس أبو غوش، سامر العربيد، عباس السيد، وإسراء جعابيص، والأسرى الأطفال: موسى حامد، ومحمد دلاش، وصلاح رياحي وقائمة طويلة من الأسرى، نعانقهم اسمًا اسمًا. كما نتوجه بتحية الإكبار إلى أسرهم وعائلاتهم الصامدة الصابرة، ونعاهدهم أن نبقى على عهد الوفاء لحريتهم الكاملة وغير المنقوصة”.
وبيّنت الشعبيّة أنّ “مناسبة يوم الأسير هذا العام تأتي في ظل تسارع وتيرة الأحداث، وفي خضم الحرب الأمريكية الصهيونية للانقضاض على حقوقنا وثوابتنا الوطنية تحت مسمى “صفقة القرن”، وما جرى ويجري داخل المعتقلات من ممارسات وإجراءات وإقرار قوانين عنصرية، والتي هي جزءٌ لا يتجزأ من الحرب المعلنة على شعبنا وأبنائه الأسرى، ليضاف لها خطرًا مباشرًا وداهمًا يهدد الأسرى وحياتهم، مع اجتياح فايروس كورونا لأراضينا المحتلة، وإصرار العدو الصهيوني على الاستمرار في تكبيل حريتهم، بالترافق مع سياسة الإهمال الطبي المتعمد والممنهج، والذي ينذر بخطر شديد على حياتهم، خاصة على من يعاني منهم أمراض مزمنة، وهم بالعشرات، ويتكدسون في غرف لا يتوفر فيها الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة التي تضمن سلامتهم من هذا الفايروس القاتل، بحيث بات هذا الوضع المستجد يضع الحركة الوطنية الفلسطينية أمام تحدٍ جديد ومحطة نضالية هامة، في نصرة قضية الأسرى والوقوف والدعم الجماعي لهم، والنضال الجدي من أجل ضمان سلامتهم وحريتهم في آن”.
ودعت الجبهة إلى “المشاركة الواسعة في الفعاليات الداعمة والإسنادية التي أطلقتها لجنة القوى الوطنية والإسلامية التي ستنطلق يوم غد 17 من نيسان، على طريق تحويل قضية دعم وإسناد الأسرى إلى نضال جماهيري دائم لكل إنسان وكل بيت فلسطيني، عبر استمرار فعاليات الدعم والإسناد الشعبي والمؤسساتي لهم”، داعيةً أيضًا “لجان التضامن الدولية وحركة المقاطعة والمؤسسات الحقوقية والإنسانية وجماهير شعبنا في الشتات إلى بذل جهود متواصلة في إسناد المعركة التي يخوضها أسرانا في ظل جائحة كورونا، وممارسات الاحتلال الإجرامية، بما في ذلك الضغط على كل المؤسسات وفي المحافل الدولية من أجل ضمان سلامتهم الصحية وضمان حقهم في الحرية”.
كما شدّدت أنّ “ضمان حقوق الأسرى وذويهم وأسرهم ومستحقاتهم، كما قضيتهم الوطنية والإنسانية لا يجب أن تخضع للابتزاز والمساومة والحسابات الفئوية، وعليه نطالب بوقف وإنهاء الإجراءات التي أقدمت عليها السلطة الفلسطينية بحقهم، وإعادة الرواتب المقطوعة لمستحقيها من الأسرى والأسرى المحررين وذويهم”.
وأكَّدت على “ضرورة الإسراع بصوغ إستراتيجية وطنية موحدة، تجمع بين أشكال العمل الرسمي والشعبي والمجتمعي والمؤسساتي، بما يضع قضية الأسرى وحقوقهم في واجهة النضال على مختلف الصعد الدولية والإقليمية والمحلية، نصرة لقضيتهم وحقهم في ظل هذه الكارثة الصحية التي تهدد حياتهم، بالانطلاق من كون قضية الأسرى هي قضية شعبنا بكل قواه ومكوناته، وهذا يتطلب أن تسمو قضيتهم على أي خلافات وتعقيدات فرضها الانقسام ونتائجه الكارثية المستمرة”.
وحمَّلت الشعبيّة “منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية الدولية، وخاصة الجنائية الدولية المسؤولية الكاملة عن حياة أسرانا في سجون الاحتلال، نتيجة عدم ضغطها الكافي، وعجزها في إنفاذ القرارات والمعاهدات والمواثيق الدولية ذات الصلة بالأسرى وبصفتهم أسرى حرية واستقلال”، داعيةً إلى أن “تأخذ أي صفقة محتملة لتبادل الأسرى دروس الصفقات السابقة لضمان الحرية لأكبر عدد من الأسرى”.