القدوة في حياة الطفل بقلم : فاطمة المزروعي
كما هو معروف وشائع فإن الطفل عندما يبدأ أولى خطواته نحو هذا العالم، فإن جملة من المؤثرات المباشرة وغير المباشرة هي ما يحدد شخصيته وهي ما يصنع اهتماماته والأولويات، فهو يعيش في وسط اجتماعي يتكون من عدد من الأفراد، ومن المؤكد أن كل واحد منهم يختلف عن الآخر، لذا نجد أن السنوات الأولى من حياة الطفل هي السنوات المفصلية والمهمة والتي خلالها يتم بناء شخصيته ومختلف جوانب الحالة النفسية والمزاجية.
من خلال التجارب والبحث الذي استمر لعقود، تأكد لدى العلماء أن الكثير من الآراء والمعتقدات والسلوكيات والتغيرات التي يتبناها الكبار إنما هي نتيجة لمرحلة الطفولة التي مرت بهم، والحال نفسه مع الانحرافات والجريمة، حيث لا يقدم عليها إلا من عانى خلال السنوات الأولي من عمره من خلل في تنشئته وتربيته.
ما يجده الطفل من رعاية أولية من أسرته وخاصة الأم والأب، يساهم في استقراره النفسي ويمنحه مساحة للتفكير والتأمل، لأنه وكما هو معروف من خلال هذه الأسرة يجد الطفل الراحة وأيضاً يشعر بالحب والحنان فضلاً عن الأمان والاستقرار، ومن خلال نفس الأسرة يتعلم الخطأ والصواب، ويكون على وعي بتلك الأفعال والممارسات الخاطئة أو تلك التي تعتبر صحيحة. لا ننسى القدوة التي هي على درجة عالية من الأهمية لأنها هي التي سيتخذها الطفل مثلاً ويحاول السير على هديها وبنفس خطواتها.