إدارة الحاجات ومعرفة الأولويات بقلم : فاطمة المزروعي
معظمنا يعاني حالة من حالات الضغط المادي بسبب تعدد الحاجات والمتطلبات الحياتية، وهذه الحاجات أيضاً متنوعة ومتفاوتة في درجة أهميتها، فهناك الحاجات الضرورية والتي لا فكاك من توافرها، وهناك الحاجات الأقل أهمية والتي يفضل تواجدها وتوافرها، وهناك الحاجات الثانوية وهي التي يمكن الاستغناء عنها أو تأجيلها؛ والذي يحدث في كثير من الأحيان أننا ندمج بين هذه الحاجات ولا نعرف كيف نفصل بينها، ولا متى ننفذ هذه ونترك هذه، حيث يتم إعطاء الحاجات الثانوية الأولوية أمام الحاجات الضرورية والتي من اللازم توافرها، ولكننا لا نملك المال لأنه تم صرفه على الحاجة الثانوية والتي هي في العادة استهلاكية وكان يمكن تأجيلها لأنها غير ملحة.
معظمنا مورده المادي من جانب واحد وهي الوظيفة، وكما هو واضح فإنه مورد واحد ومحدود، بينما الجوانب الاستهلاكية متعددة وكثيرة، كل شيء من حولنا يدعو للصرف ودفع المال، وهذا يوضح الخلل في الميزان، موارد شحيحة ومحدودة، وأوجه صرف كثيرة ومتعددة، فمن الطبيعي أن يحدث عجز وأن يجد البعض أنفسهم في نهاية الشهر بلا مال. أعود للنقطة المحورية والرئيسية وهي مهارة الصرف ومهارة معرفة الأولويات، نحن فعلاً نفتقر إلى مهارة الرؤية الصحيحة، متى نصرف وعلى ماذا؟ الضروريات والمستلزمات المهمة المعيشية لا فكاك عنها ولا منها، ونتفق على منحها الأولوية القصوى والدفع من أجلها دون تأجيل، مثل توافر الغذاء والدواء، ثم تأتي بعد هذا أوجه الصرف الأخرى. أسوق لكم مثال عن متى يحدث الخلل، حيث يقع مثل هذا الخلل عندما يقوم أحدهم بصرف أكثر من نصف راتبه الشهري على جهاز جوال جديد تتجاوز قيمته 8 آلاف درهم، ثم يبدأ بدفع الفواتير مثل الماء والكهرباء وشراء مستلزمات المنزل ووقود السيارة، ثم يجد نفسه قبل نهاية الشهر وقد أفلس مالياً. هنا يظهر مفهوم إدارة الحاجات ومعرفة الأولويات، وهو العلاج والحل للكثير من أسباب تفشي ظاهرة القروض والديون؛ علينا جميعاً أن نعمل باستمرار لتقليص أوجه الصرف وأسبابه، لتجنب الوقوع في فخ الاقتراض والفوائد المصرفية التي لا ترحم.