شفا – قال عضو المجلس الثوري في حركة فتح، الدكتور عبد الحكيم عوض، إن عشرات الدول المشاركة في ذكرى المحرقة الإسرائيلية (الهولوكوست) داخل الأراضي المحتلة والذي أقيم على أرض القدس المحتلة (محور الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي)، شاهدوا بأم أعينهم تهويد القدس وسرقة الأراضي الفلسطينية ويعلمون بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد شعبنا بكافة فئاته أطفالا وشيوخا ونساء، ورغم ذلك تجاهلوا عشرات الآلف من الشهداء ومئات الالاف من الجرحى ومليون أسير فلسطيني منذ الاستعمار الاسرائيلي لأرضنا خلال جرائم لاتُعد ولاتُحصىى في تسعة عقود من الزمن .
وأضاف خلال برنامج “بصراحة”، الذي يقدمه الإعلامي محمد سليمان، على فضائية “الكوفية”، أن من نجا من الهولوكوست من اليهود قَتلوا آلاف الفلسطينيين، وأصابوا مئات الآلاف، ورغم ذلك تجاهل العالم كل هذا وجاء إلى القدس للاحتفال بذكرى المحرقة الإسرائيلية.
وأوضح أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، يحاول استثمار ذلك الحشد في تحقيق مكاسب سياسية من خلال حشد الشارع الاسرائيلي لصالحه استعدادا للانتخابات المقرر إجرائها خلال الأيام المقبلة، بالإضافة إلى كسب تعاطف العالم لدعم الاحتلال.
وقال “عوض”: “هذا العالم يكيل بمكيالين، فعندما يقتل الفلسطيني لا يتحرك أحد، وعندما يقتل أو يجرح يهودي يتحرك العالم بأسره”.
وأشار عوض الى توجه بعض قادة العالم كالرئيس الفرنسي والرئيس الروسي لتوجيه بضع رسائل إيجابية لدى زيارتهم لرام الله وبيت لحم والقدس.
وشدد على أن “نتنياهو أراد أيضا من هذا التجمع الدولي توجيه صفعة للمحكمة الجنائية الدولية التي ستبدأ محاكمتها لمجرمي الحرب من قادة الاحتلال، من خلال استجلاب التعاطف الدولي للمجزرة عن طريق دعوة عشرات الزعماء، وتضخيم الحدث (المحرقة)، وهو الأمر الذي جسد تفوق الاحتلال في الجانب الإعلامي” في ظل غياب جهد اعلامي ودبلوماسي فلسطيني مضاد، مضيفًا: أن الوضع الحالي يؤكد أن بعض قادة العالم يمارسون “النفاق السياسي لصالح الاحتلال واليهود الذين يرتكبون محرقة في غزة والقدس كل ساعة”.
وأكد “عوض” أن الرئيس الأمريكي قد يعلن خلال الأيام المقبلة تفاصيل “صفقة القرن” قبل إجراء الانتخابات الإسرائيلية، في محاولة لدعم “نتنياهو”، خاصة أن “ترامب فرغ نفسه لخدمة نتنياهو، في انحياز أعمى لم يأت في تاريخ السياسة الأمريكية من قبل، حتى أنه تغاضى عن محاولات عزله وراح يدعم نتنياهو بكل ما أوتي من قوة”.
وطالب “عوض” الفلسطينيين بالتوحد أمام هذا المشهد وإسدال الستارة على الانقسام المقيت واتمام المصالحة وتحقيق الوحدة واصلاح المنظمة وتنفيذ قرارات المجالس الفلسطينية، مضيفًا: “مادام هناك فلسطيني على الأرض الفلسطينية فلن يستطيع أحد تمرير هذه الصفقة، ولكن هذا يتطلب توحدنا لمواجهتها”.
وقال عوض تعليقا على عودة اطلاق البالونات الحارقة صوب غلاف غزة ومستوطنات الاحتلال: “البالونات الحارقة، كأداة كفاحية ينبغي أن يتقرر عودتها من خلال الشراكة والاتفاق على الفعل المقاوم بين جميع الفصائل، تجنبا لان يتهم أي طرف باستخدامها لتحقيق مكاسب محدوده لصالحه.