شفا – أجرت صحيفة الوطن المصرية حوراً صحفياً في الزعيم الفلسطيني محمد دحلان “ابو فادي” ونورده كما جاء: الوطن : محمد حسن عامر ومحمد الليثى :
ظرف دقيق تمر به منطقة الشرق الأوسط، لا يخفى فيه دور جماعة الإخوان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفى القلب من هذا الظرف المضطرب يبرز التأثير الذى تتعرض له القضية الفلسطينية.
وفى هذه الأجواء يقدم القيادي الفلسطيني وزعيم تيار الإصلاح فى حركة «فتح» محمد دحلان رؤيته للأحداث سواء المتعلقة بالداخل الفلسطينى أو على صعيد المنطقة.
وكان ظاهراً أن تلك الرؤى لم ترق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حتى بات «دحلان» فى نظره خصماً وعدواً، حتى وصلت الأمور إلى رصد مكافأة مالية علناً لمن يأتى برأس زعيم التيار الإصلاحي، فيما لا يزال الانقسام يعصف بالبيت الفلسطيني الداخلى و«أنقرة» ليست بعيدة عنه، كما يواصل الاحتلال مخططاته لتصفية القضية الفلسطينية، ووسط كل هذه الظروف والأجواء تحدثت «الوطن» مع القيادي الفلسطيني محمد دحلان وحاولت أن تعرف كواليس استهداف «أردوغان» له وما يدبره الرئيس التركي للمنطقة، وتطرق الحوار حول تطورات القضية الفلسطينية وما إذا كان هناك فرصة تلوح فى الأفق للخروج من مأزق الانقسام داخلياً، أو ما يتعلق بمصير القضية الفلسطينية ككل.. وإلى نص الحوار:
“دحلان”: “أردوغان” رئيس “التنظيم الدولى للإخوان” منذ سنوات.. وعلى مصر الاستعداد لمرحلة جديدة من الصراع فى المنطقة
ما الذى بين أردوغان ومحمد دحلان حتى يهاجمه كل هذا الهجوم ويرصد مكافأة مالية قدرها 1.7 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عنه؟
- «أردوغان» شخصية «دونكيشوتية» (وهو الشخص الذى يريد أن يصبح بطلاً فارساً رغم أنه لا يملك أدنى مقومات البطولة ولا الفروسية)، يفتعل ويصطنع معارك خارجية وهمية ليعتاش عليها داخلياً، وفى الواقع عندما يتعلق الأمر بى وبأنى تدخلت أو أتدخل فى الشأن الداخلى التركي، فهو يكذب أو يصدق ويردد أكاذيب من هم حوله من الإخوان وغير الإخوان أو كليهما معاً، لأنى بكل بساطة لا أعرف تركيا ولم أزر تركيا يوماً ولا أعرف أتراكاً سياسيين كانوا أو مواطنين عاديين، لكن فى الواقع يشعر بالجنون من مواقفى الفلسطينية والعربية الواضحة والقاطعة، وأنا أقول له معركتك هنا يائسة لأنى لست ممن يغيرون مواقفهم تحت الضغوط ولك أن تسأل أصدقاءك الإسرائيليين عن فرص كسر أو إضعاف إرادتى تحت الضغوط أو حتى تحت التعذيب الشديد.
وهنالك جانب آخر للموضوع، فنحن كتيار وطنى فتحاوى نكاد نكون الطرف الفلسطينى الوحيد الذى يتصدى علناً وعلى رؤوس الأشهاد لأكاذيب وألاعيب وأطماع أردوغان فى المنطقة.
أما عن المكافأة «1.7 مليون دولار» لمن يدلي بمعلومات عنى فالمقصود بها مكافأة لمن يقتلنى لحساب أردوغان وهذه مسألة سنشرع فى مقاضاة نظام أردوغان عليها، مكرراً نصيحتى له بأن ينفق هذه المبالغ على علاجه النفسى وصحته العقلية المختلة!
“أردوغان” يخطط لاغتيالى لأنه شخص خائن وغادر بطبيعته.. ولم أسخر منه عندما نصحته بالذهاب لطبيب نفسي لأنه يعاني من اختلال عصبي
أنت قلت عبر حسابك على فيس بوك إن على أردوغان أن يدفع هذه الأموال لطبيب نفسى، هل هذه على سبيل السخرية أم أنك تعتقد كما يعتقد كثيرون أن أردوغان بات مريضاً نفسياً؟
- رغم ما يبدو فى الجملة من «خفة دم» أقول: لا لم تكن على سبيل السخرية بل معلومات موثوقة واختلاله الذهنى والعصبى معروف بدقة لدى دول عديدة وهو يخضع لعلاج طويل ومتواصل منذ سنوات وفقاً لمعلومات جهات موثوقة.
هل ترى أن الرئيس التركى يود اغتيالك أو قد يخطط لذلك؟
- نعم، طبعاً فهو شخص غادر وخائن بطبيعته، لننظر إلى ما فعله بأقرب رفاقه وشركائه فى الحزب والحكم، ولننظر كيف انقلب بدموية وعنف على شريكه القديم السيد جولن، وتذكر أنه قتل آلاف الأتراك ويشرد ويسجن عشرات الأطفال بينهم قرابة 2000 سيدة و700 رضيع وطفل، كما أن تركيا فى عهده أصبحت أكبر سجن لأصحاب الرأى وحملة الفكر والأقلام.
زعيم تيار الإصلاح بـ”فتح”: لولا ثورة “30 يونيو” لتفككت دولنا الوطنية
ماذا يريد أردوغان من المنطقة؟ وما الذى يدور بعقله حيال قضايانا؟
- سأكشف سراً عبر صحيفتكم الرصينة: «أردوغان ولا أحد غيره رئيس التنظيم الدولى للإخوان المسلمين منذ سنوات»، ولا داعى للبحث فى عقله المريض، إذ بتتبع خطواته وخططه تستطيع أن ترى بوضوح بأنه يحاول تنفيذ ما خطط له هو والإخوان لمنطقتنا بكاملها، ولولا همة وثورة الشعب المصرى العظيم فى 30 يونيو لكان المخطط كله سيمر تحت غطاء الدخان المضلل لما سمى بـ«ثورات الربيع العربى»، لذلك ما يريده «أردوغان» هو ما أراده الإخوان دوماً من تفكيك لدولنا الوطنية وتحطيم حدودها السيادية ومقدراتها الاقتصادية والطاقة وتحويل شعوبنا مجدداً إلى عبيد للإخوان والسلطان المجنون!
“عصابة الإخوان” تخطط لتطويق مصر ومواردها من الطاقة سواء من داخل ليبيا أو من البحر المتوسط
ماذا عن رهانه على الإخوان فى المنطقة؟ وهل ترى أن مخططات الجماعة انتهت أم أن الأمر لم ينتهِ بعد؟
- لا لم تنتهِ، وكما قلت هم يحاولون تنفيذها معاً وبقيادة «أردوغان»، ومن وجهة نظرى على العرب، خاصة مصر، الاستعداد لمرحلة جديدة من الصراع المفتوح مع الرئيس التركى والإخوان، فهذه العصابة بقيادته تحاول تطويق مصر ومواردها من الطاقة سواء من داخل الأراضى الليبية أو من البحر المتوسط مع خلق بؤر عسكرية فى دول أفريقية قريبة، وعلى المواطن المصرى أن يتذكر فى هذه الأيام حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال السنوات الأخيرة على تحديث وتطوير قدرات الجيش المصرى بأحدث الأسلحة والإمكانيات.
تيار الإصلاح يسعى لاستعادة وحدة “فتح” على أسس ديمقراطية عادلة ووضع حد لحالة التفرد والإقصاء والتهميش خلال السنوات الأخيرة
ماذا يمثل تيار الإصلاح الديمقراطى فى الساحة السياسية الفلسطينية؟
- التيار كتلة فتحاوية وطنية صلبة، والتيار يجسد روح فتح وقيمها وثوابتها الأصيلة ويستند بالأساس إلى قواعد نشطة ومتفانية خاصة فى قطاعى المرأة والشباب، والتيار يجسد السعى الدائم لإنهاء الانقسام الوطنى واستعادة الوحدة الفلسطينية على أساس سياسى متوافق عليه، وبانتخاب رئاسة ومؤسسات تشريعية فلسطينية نزيهة وتحت رقابة عربية دولية كاملة، وقبل كل ذلك التيار يسعى بكل السبل الممكنة لاستعادة وحدة حركة فتح على أسس ديمقراطية عادلة ووضع حد لحالة التفرد والإقصاء والتهميش التى ميزت السنوات الأخيرة من عمر الحركة.
الخلاف بين “فتح” و”حماس” قائم على الدوام.. وفى زمن “أبوعمار” وبحكمته كنا نتعايش بطريقة مقبولة ونجرم “الاقتتال الداخلى”
وكيف ترى الأزمة الأساسية فى فلسطين بين فتح وحماس، ما هو جوهر الخلاف كما تراه؟
- الخلاف والاختلاف كانا قائمَين على الدوام بين الحركتين، لكننا فى زمن «أبوعمار» وبحكمته كنا نتعايش بطريقة معقولة ومقبولة على قاعدة تحريم وتجريم الاقتتال الداخلى، وفى 2006 قررت حركة حماس المشاركة فى الانتخابات التشريعية وفازت بها عن جدارة، وهنا بدأت ملامح خلاف وصراع جديدين لأن البعض فى فتح شعر بالفزع من تسليم مقاليد إدارة الحكومة فعلياً لحماس، وأنا شخصياً أعلنت بوضوح فى حينه بقبول إرادة الناخب الفلسطينى وطالبت فتح بتسليم الحكم فوراً لحماس، والانتقال إلى صفوف المعارضة الإيجابية، لكنى كنت صوتاً وحيداً شارداً من إرث ومسلكيات اعتاد عليها البعض طويلاً، وكل ما حصل لاحقاً من استئثار واستقطاب واقتتال إنما حصل لدوافع الحكم والتحكم والمصالح الذاتية وبالتأكيد ليس لدوافع تخص القضية الوطنية وتحرير فلسطين.
لا نرى أفقاً لحل قضيتنا الوطنية قبل التصدى للانقسام وإعادة الروح لنضالنا الوطنى وتجديد شرعية “الرئاسة والتشريع”
البعض يراك بديلاً أو الرجل المناسب لقيادة فلسطين فى الفترة المقبلة، كيف ترى نفسك فى هذا الموقع؟
- شعبنا غنى بالقدرات القيادية الخلاقة، وقبل التفكير فى الأشخاص والأسماء، علينا أن نتوافق على تحديد ملامح المرحلة، ونتفق على الواجبات وفى ضوء ذلك يمكن الحديث عن سلسلة القيادة مع التذكير بأن شعبنا لن يقبل، (أكرر «لن يقبل») إلا بالتجديد الفعلى وبالانتخابات الديمقراطية الحرة الشفافة سبيلاً.
الدبلوماسية الفلسطينية نجحت فى السنوات الأخيرة فى بعض الخطوات على الساحة الدبلوماسية فقط ولم تتحول على الأرض.. برأيك لماذا لم تتحقق على الأرض وكيف يتم تطبيقها؟
- تلك الانتصارات الدبلوماسية هى نسائم من عبق الماضى، وفلسطين حظيت دوماً بالأغلبية الساحقة فى الجمعية العامة للأمم المتحدة بحكم المواقف التقليدية لشعوبنا العربية وشعوب آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية والجنوبية فى دعم شعبنا وقضيتنا، وكذلك بفعل الحراك الدائم والمكوكى للرئيس الراحل ياسر عرفات فى قارات العالم حشداً للدعم والتأييد.
المشهد يختلف اليوم كلياً، فنحن نلحظ إهمالاً للعلاقات الدولية، وذلك الإهمال بدأ يتسبب فى خسائر استراتيجية ملموسة فى قضايا حساسة مثل ملف القدس والاستيطان ومقاطعة إسرائيل.
وهل ترى أن التحرك الدبلوماسى الفلسطينى كافٍ أم يحتاج دعماً ومجهوداً أكبر؟
- دون التقليل من قيمة الدعم الدولى، هنالك جعجعة دبلوماسية فلسطينية وسفر وإنفاق مكلف لكن لا يمكن الحديث عن إنجازات جوهرية، ودعنى أقُل لكم السبب، دول العالم لديها مواقف ولكن أيضاً لديها مصالح، والداعمون للقضية الفلسطينية بلا شك يزيدون دعمهم حين يرون قيادة وسياسة فلسطينية جريئة ومقدامة، قيادة لديها خطة حراك وبرنامج مواجهة للاحتلال، ولكن حين يراك الصديق متردداً خاضعاً لقواعد المحتل مقدساً للتنسيق الأمنى، محجماً عن المواجهة، فسيقوم ذلك الصديق بالتريث وإعادة الحسابات، فكما لدى القيادة الفلسطينية حساباتها الحمائية الذاتية، فإن لأصدقاء فلسطين حساباتهم الذاتية!
نحمّل طرفى النزاع “فتح وحماس” مسئولية استمرار الانقسام الوطنى الفلسطينى.. وفى السنوات الأخيرة لم يطلب الفلسطينيون أكثر من بيانات الدعم وبعض الأموال
وكيف ترى الدور العربى فى القضية الفلسطينية فى آخر 10 سنوات؟
- شعار العرب هو قبول ما يقبله الجانب الفلسطينى، وفى السنوات الأخيرة الجانب الفلسطينى لم يطلب أكثر من بيانات الدعم وبعض الأموال، ومواصلة السلطة التنسيق الأمنى الحميم مع الاحتلال يفتح هامشاً واسعاً أمام سعى إسرائيل لتوسيع شبكة علاقاتها العربية، قل لى مَن يكون المُلام فى هذه الحالة؟
وما الدولة العربية الأكثر تأثيراً والتى تعد جزءاً أساسياً فى القضية؟
- الجميع طبعاً ولا غنى لفلسطين عن دعم أى دولة عربية، وليس من مصلحة فلسطين خسارة أى طرف عربى، ولكن حين تحجم فلسطين عن إدانة الاحتلال التركى لدول عربية، والتدخل الإيرانى فى دول أخرى، فإن علينا تقبل هذا البرود العربى. أما الدولة الأكثر تأثيراً فهى طبعاً وبلا أى شك مصر والأردن، والتميز المصرى الأردنى قائم على شراكة التضحيات والدماء والجغرافيا والواقع الفعلى.
على الأرض يبدو أن الاحتلال الإسرائيلى يدير الوضع كما يشاء فى ظل الانقسام الفلسطينى.. هل ترى أن المصالحة كافية لمواجهة الاحتلال وحل القضية الفلسطينية؟
- بكل تأكيد، بل من العبث البحث عن انتصارات خارجية وهناك حريق فى بيتك وجدرانه متهاوية ونوافذه محطمة، طبعاً هنالك عوامل عديدة لهذا الانفلات والتوغل الإسرائيلى الواسع، لكن تراخى القيادة وتعايشها مع سلوك ومخططات الاحتلال من جانب، وهشاشة التماسك الداخلى بفعل الانقسام من جانب آخر، عوامل شجعت نتنياهو على المضى عميقاً فى استباحة الأراضى الفلسطينية وفرض وقائع جديدة فى القدس تحديداً والضفة الغربية عموماً.
“نتنياهو” أكمل تدمير حل الدولتين
هل ترى أن نتنياهو دمر حل الدولتين وكيف ترى الحل فى ظل الظروف الحالية؟
- نتنياهو أكمل عملية تدمير حل الدولتين، تراجع إمكانية تحقيق السلام وحل الدولتين بدأ من نهاية عام 2000 على يد إيهود باراك، ونتنياهو أكمل المهمة القذرة.
واقعياً، اليوم، ليست هناك أى إمكانية جغرافية واقعية لإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس دون إزالة كل المستوطنات والتراجع عن كل الإجراءات فى القدس والغور، وبالتالى لا حل فى الأفق خاصة مع تبنى القوى السياسية الإسرائيلية الكبرى لنفس النهج والمنهج، واستمرار هذا الواقع يفتح طريقاً واسعاً نحو حل الدولة العنصرية الواحدة!
“ترامب” وجد نفسه أمام نظام عربى ضعيف فانحاز للاحتلال واعترف بالقدس عاصمة له
جاءت إدارة ترامب بشكل واضح مؤيدة للموقف الإسرائيلى عندما اعترفت بالقدس عاصمة للاحتلال.. ما الذى دفع ترامب إلى هذا الطريق؟
- السبب هو قناعات الرئيس ترامب من جهة ومصالحه الداخلية من جهة أخرى، ولا ننسى أن ترامب فى بداية عهده وجد أمامه قيادة فلسطينية مرتعشة تستجدى لقاء أى مسئول أمريكى فى أى مكان وبأى شروط، كما أن ترامب وجد أمامه نظاماً عربياً ضعيفاً ومنقسماً وكل دولة مشغولة بأوضاعها الداخلية، فأعلن انحيازه الفظ والشامل إلى جانب الاحتلال الإسرائيلى بكل قواه وقدراته لإنهاء كل مقومات وأسس حل الدولتين.
وفى ظل الأزمات التى تشهدها المنطقة فى السنوات الأخيرة.. هل ابتعد العرب عن القضية الفلسطينية؟
- ابتعدوا وأُبعدوا، وتم تحجيم الدور العربى واختزاله بدفع بعض المال والمصادقة على البيانات اللفظية من الجانب الفلسطينى.
هل الجامعة العربية فى وقتها الحالى قادرة على حل أزمات العرب.. وكيف؟
- فى كل مرحلة من المراحل، الجامعة العربية هى نتاج الواقع العربى، والواقع العربى الراهن لا يسمح بأكثر من هكذا جامعة عربية لا تستطيع حل الأزمات العربية ولا حتى إدارة الأزمات، انظر إلى من يدير ويتحكم فى الملف السورى ستعرف عندها أن الجامعة موجودة فقط لتكون موجودة، ودور الجامعة فى القضية الفلسطينية لا يتخطى قدراتها فى الملفات الأخرى.
وكيف أثر خروج البعض عن الصف العربى على أزمات المنطقة والتى عانت منها الشعوب؟
- البعض عانى ويعانى من صدمة وإحباط خسارة معركة أخونة العالم العربى وتفكيك الدولة الوطنية، فقرر أن يتحالف مع من أمكن بما فى ذلك الشيطان نفسه، هذا البعض اليوم ليس أكثر من ماكينة ATM لسحب الأموال بهدف دعم الإرهاب وتمزيق العالم العربى، ولكن لو شئنا وكانت لدينا إرادة عربية حقيقية، فذلك البعض سيصبح هامشياً ولا وزن له إلا بقدر ما يدفع لأردوغان وإيران!
لماذا بدا الغرب أقل تعاطفاً مع القضية الفلسطينية مقارنة بما مضى؟
- أولاً لأن الغرب لا يرى أمامه قيادة فلسطينية شرعية منتخبة وممثلة للجميع أو على الأقل للأغلبية الفلسطينية، وبالمناسبة التلويح بالانتخابات سواء حقيقية أو مناورة جاء نتيجة لضغوط أوروبية فعلية على قيادة السلطة.
ثم إن الغرب وتحديداً أوروبا قبل التعايش مع الوضع القائم ما دام التنسيق الأمنى مستمراً وأنا أسمع ذلك كثيراً من مسئولين ودبلوماسيين غربيين، وأخيراً أقول لك بصراحة هم لا يعرفون ماذا تريد هذه الإدارة الفلسطينية غير الزيارات المتلاحقة لرئيسها من وقت لآخر، وربما هنالك فجوة أجيال هائلة بين قيادات أوروبا الحالية وبين رأس إدارة السلطة الفلسطينية، تخيل معى كيف سيكون المشهد بين رئيسة وزراء السويد (35 سنة) وبين رأس إدارة السلطة (85 سنة)؟!