شفا – قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح، الدكتور عبدالحكيم عوض: “إن كل المحاولات فشلت في طي صفحة الانقسام الفلسطيني، ما جعل الملاذ الوحيد أمام الشعب هو الذهاب إلى الانتخابات الوطنية”، مشيراً إلى أن الأمر تحول إلى بورصة مزايدات.
وأضاف خلال مقابلة تلفزيونية له: “إن الشعب يرى أن الانتخابات هي الحل الوحيد لإنهاء أزمة الانقسام السحيقة التي بدأت منذ عام 2007 ولاتزال مستمرة حتى هذه اللحظة، رغم كل محاولات تجاوزها للوصول للوحدة الوطنية”.
وتابع: “الفصائل تراجعت عن شروطها المسبقة بإجراء الانتخابات العامة تشريعة ورئاسية ومجلس وطني، في وقت واحد، والجميع اعتقد أنه بذلك حُلَّت كل العقد أمام إجراء الانتخابات، لكن الجميع فوجيء بالتلكؤ، واختلاق الأعذار، حتى وصلنا إلى التلويح بورقة القدس، وعدم إجراء الانتخابات بدون القدس”.
وأكد عوض، أن الجميع على قناعة بأن الانتخابات لن تجرى، لولا أن الاتحاد الأوروبي وضغوطات دولية كبيرة فرضت على الرئيس محمود عباس لإجرائها ، الأمر الذي جعله يتبنى ذلك. وأضاف أن، “عباس مرتاح للوضع الحالي”.
وتابع: ” حتى الآن لم يصدر مرسوم رئاسي لتنظيم العملية الانتخابية، وهو ما أشار إليه الاتحاد الأوروبي، الذي أكد في بيان صحفي “أن سيبدأ بالتحرك بالضغط على إسرائيل للالتزام بالاتفاقيات، بعد إصدار المرسوم”، مضيفًا: “طالما لم يصدر المرسوم فلن يتحرك أحد للضغط على إسرائيل للسماح بإجراء الانتخابات في القدس”.
وقال عوض: “إن الشعب الفلسطيني عبقري، وقادر على استخلاص العبر والدروس المستفادة من التجارب السابقة، وسيعاقب من يستحق العقاب وسيختار من يمثله، وسيكون اختياره صحيحًا اذا ما جرت الانتخابات، بعدما صار لديه فكرة جيدة عما يجري في الساحة السياسية على مدار 13 سنة مضت”.
وأضاف: إنه من المتوقع ظهور مفاجئات خلال الانتخابات، خاصة أن الشعب يبحث عن منقذ، بعدما ذاقه من الويلات والمعاناة خلال 13 عاما، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني يبحث عن قيادات فلسطينية تأخذه إلى مستقبل مشرق، وبالتالي لن يقع احد في الأخطاء الفلسطينية، وسيبحث عن تيارات وقيادات جديدة لمنحها الفرصة لإخراجه من أزمته السحيقة، ومن مرحلة والنفاق والكذب السياسي.
وعن صفقة القرن، أكد عوض أن بعض بنودها نفذت بالفعل بنما يثرثر البعض ويسمعنا التحذيرات والمواعظ، وعمليًا على الأرض أصبحت واضحة المعالم، ويستطرد قائلا في تعقيب على تغريدات حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطري الاسبق .. أن حديث حمد بن جاسم، عن قرب الإعلان عن صفقة القرن، لم يأت من فراغ فهو يستند إلى تفاصيل يعلمها تماماً، لأننا نتحدث عن عراب العلاقات الإسرائيلية العربية.
وتابع، “كفلسطيني أشعر بمدى الخبث الذي يضمره حمد بن جاسم فقد كان عراب هذه العلاقات، فيما يتعلق بالعلاقات العربية الإسرائيلية وشكل الكيان الفلسطيني المأمول الذي يريده، كما تريده الولايات المتحدة وإسرائيل، بنفس الطابع والتوصيفات ونفس المكون، ولذلك فهو جزء من المؤامرة التي تحاك للقضية الفلسطينية”.
وعن إلصاق الحاكم التركي الاتهامات لقائد تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح محمد دحلان، أكد “عوض” أن، “أردوغان يصر على المس بدحلان منذ فترة طويلة، حتى تطور هذا المساس والاستهداف إلى إستهداف لحياة القائد الوطني الفلسطيني فرصد مكافأة مالية وضاعفها فيما بعد لمن يدلي بمعلومات عن دحلان”، لافتًا إلى استطلاعات الرأي التركية تشير إلى قلق أردوغان، بعد انهيار وتراجع مكانته السياسية في تركيا، وتضاعف خصومه، وانشقاق بعض أنصاره.
وتابع: “الجميع يعلم أن أردوغان يكره العرب، واستغل بعبثه الخارجيذلك لاشغال الشعب التركي عن الأزمات الداخلية المتعلقة بأردوغان نفسه، من خلال التدخل في اليمن وسوريا والعراق”.
وأضاف: “هو يعلق كل أزماته على شماعة دحلان، ويستند في ذلك الافتراءات ولا تستند لأي دليل، معتقداً بمنتهى الهبل والاستعباط أن الانتربول الدولي سيسهل له إجراءات القبض على دحلان، بدون أية أدلة”.
وأكد أن الهدف من رصد أردوغان مكافأة كبيرة ليس الهدف منه الحصول على معلومات للقبض على دحلان، فقائد تيار الإصلاح معروف مكانه، ولكن هدفها التشويش على خطط دحلان ومنعه من التحرك، بهدف ضرب دوره الوطني للحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية والقومية العربية وإيصال الأطراف الفلسطينية لاجتياز هذا المنعطف الخطير الذي يمر به الشعب الفلسطيني وهو في الحقيقة انه يستهدف المساس بحياته.
وأضاف: “أن الخطورة في إدراج دحلان على قوائم المطلوبين، يمكن في حث القوى المتطرفة التي يدعمها أردوغان ممثلة في داعش وجبهة النصرة وغيرها في تصفية القائد دحلان، بعدما منحها رخصة لقتل قيادي فلسطيني مناضل وطني له سجل مشرف، اعتقله الاحتلال في سجونه” ويجري ذلك في ظل صمت فلسطيني مخزي.