10:19 مساءً / 22 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

محمد رشيد: دحلان صوت فلسطين الوحيد المعارض لسياسة أردوغان التوسعية

شفا – أكد الكاتب والمحلل السياسي، محمد رشيد، أن تركيا تستهدف قائد تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، محمد دحلان “ابو فادي”، لأنه الصوت الفلسطيني الوحيد والواضح في معارضة سياسة حاكمها رجب طيب أردوغان وتدخلاته في الدول العربية، معربا عن أسفه جراء الصمت الفلسطيني الرسمي، وصمت حركة حماس على هذه السياسات.

وقال رشيد خلال مقابلة تلفزيونية مساء اليوم الأربعاء، عبر فضائبة “الغد”، إن “هناك صوتا فلسطينيا واضحا وقاطعا مطلوب إسكاته، حتى يتغنى أردوغان بأن هناك إجماعا فلسطينيا عليه”.

وأكد أن “هجوم نظام أردوغان على دحلان محاولة لإعاقة الحركة السياسية وغير السياسية له، ظنا منه أنه سيخاف ويخشى ويمتنع عن السفر والحركة وينتابه القلق، ولكن هذا النظام لا يعلم من هو محمد دحلان”.

وأضاف، “أنصح أردوغان أن يسأل أصدقائه الإسرائيليين عن دحلان، لأنهم لم يستطيعوا أن يكسروا إرادة هذا الرجل تحت التعذيب الشديد”، مشيرا إلى أن ممارسات تركيا بحقه، “محاولة لمنعه من خوض الانتخابات المقبلة، وأعتقد أن هناك اتفاقا بين أنقرة ورام الله على هذا الأمر”.

وشدد رشيد، على أنه “في جميع الأحوال لن يستطيع أردوغان أن يطلب من المجتمع الدولي أو الإنتربول إتخاذ إجراءات ضد شخصية سياسية فلسطينية مرموقة مثل محمد دحلان”، لافتا إلى أن “النشاط الإعلامي المكثف من نظام أردوغان ضد دحلان يتم بالتنسق مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية في رام الله، وهذا بات واضحا للجميع فالصوت يصدر من رام الله والصدى من أنقرة، والعكس صحيح”.

وطالب، “دحلان بإتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد أردوغان ونظامه ووزير داخليته، وهذا ليس بسبب رصد مكافأة لمن يدلي بمعلومات عنه، لأن هذه الجائزة مخصصة لمن يقتل محمد دحلان، ومن الأن يجب مقاضاة هذا النظام أينما أمكن حتى داخل تركيا بهذه التهمة، وليس غيرها”.

ظاهرة نازية

وأكد رشيد، أن “ما يفعله نظام أردوغان ظاهرة لم نشهدها منذ الحرب العالمية الثانية، حين كان هتلر ونظامه النازي يتوسعون بطريقة عنيفة وشريرة في دول الجوار”، مبينا أن “أحلام أردوغان ليست جديدة ولكن قدراته غير كافية لتحقيق كل هذه الأهداف وهو يعلم ذلك”.

وأوضح، أن “نسبة تأييد أردوغان في تركيا وصلت لأقل من 32%، بعدما كانت منذ شهرين 42%”، مشيرا إلى أنه “ومع انطلاق حزبين معارضين جديدين من أحشاء حزبه، وهما حزب باباجان وحزب داوود أوغلو، ستتراجع نسبة تأييد لنظامه لأقل من 25%”.

وتابع، أن “حاكم تركيا لا ينوي تسليم السلطة بطريقة سلسة وديمقرطية والجميع يعلم ذلك، لأن شعاره الشهير أن الديمقراطية حافلة توصله إلى هدفه وينزل منها وينتهي علاقته معها”.

وأردف، “ما يقدم عليه أردوغان هي محاولة لتصدير الإضطرابات والهزائم الداخلية ودمجها بأحلام قديمة سواء كانت أحلامه هو أو أحلام تنظيم الإخوان الإرهابي”، لافتا إلى أنه “يندفع نحو سوريا والعراق وليبيا، ويدعم الإرهاب في مصر، والأن بدأت بواكير نشاطاته في اليمن، وكراهية مطلقة للسعودية والإمارات وكأنه يوقظ العنصرية العثمانية القديمة الكارهة للشعوب والقوميات الأخرى، ومنها القوميات العربية والأرمن والأكراد”.

مقاومة عنيفة

وقال رشيد، إن “أردوغان سيجد مقاومة عنيفة من دول الاتحاد الأوروبي فيما يفعله في دول شرق المتوسط، كما أنه سيجد معارضة داخلية عنيفة، بالإضافة للمعارضة العربية في المنطقة”، مؤكدا أننا “أمام استحقاق حقيقي لإعادة توصيف هذه النظام، وإعادة مراجعة ما تعلمناه من تاريخ حول دور السلطنة العثمانية في منطقتنا”.

وأوضح، أن “أردوغان لايملك القدرات لتغذية وتمويل الحملات الخارجية التي يقوم بها، ولذلك يتحدث كثيرا ويفعل قليلا، ولكن حتى الفعل القليل يجب أن نكون مستعدين لمواجهته جيدا”، داعيا جمهورية مصر العربية للاستعداد لمرحلة من المواجهة مع هذا الرجل الشرير، كما يجب إعادة تنظيم العمل العربي”.

وأضاف، “أنا استغرب كيف لدول عربية محورية أن يعاديها أردوغان، ولا تزال ترتبط بعلاقات سياسية وإقتصادية ودبلوماسية معها”، مشددا على أنه “آن الاوان لمراجعة هذه العلاقات، لأنه يحاول أن يصدر لهذه الدول مشاكل داخلية، بالإضافة لضغط الخارجي، سواء من خلال جماعة الإخوان الإرهابية أو من خلال دعمه وتبنيه للجماعات الإرهابية المتطرفة في الدول العربية”.

كاره العرب

وبين أن “نظام أردوغان طامع في ثروات الغاز والبترول في مصر وليبيا وقبرص واليونان، وقد قالها علانية إما أن نكون شركاء في هذه الثروات، أو لن نسمح لأحد أن ينتج ويصنع ويصدر الطاقات الموجودة في المنطقة”.

وطالب رشيد، بإعادة تعريف هذه النظام حتى نستطيع التعامل معه، مشيرا إلى أنه “يقبل بتعريف أردوغان بنفسه ونظامه بأنه سليل ما يسمى بالخلافة العثمانية التي عرفت بالعديد من الدول عبر قوانين وتشريعات، أنها كانت غازية وعنصرية ودموية وتقتل وتدمر الشعوب وتنهب اقتصادها”.

وأضاف، “لو رجعنا لهذا التوصيف في العقل والدبلوماسية العربية يسهل علينا أكثر التعامل مع هذا النظام، لأننا سنكتشف أنه نظامه غير قابل للتعاون أو إقامة علاقات متوازنة وعادلة مع الدول والشعوب الأخرى”، مشددا على أنه “لم يكن يوما صديقا للدول العربية، وما حصل في السنوات الأخيره أنه خلع القناع، ولكن وجهه الحقيقي الكاره للعرب كان حاضر دائما، فهو يكره العرق العربي والأرمني والكردي”.

وأشار إلى أن “أردوغان كان يجول الدول العربية ويستقبل كصديق، ولكن في كل مرة حدثت مشكلة في دولة عربية كان أول المنقلبين عليها”، مضيفا، “أردوغان يحتل أراضٍ سورية بالتزامن مع احتلال إسرائيل لأراضيها، ويحتل الأراضي العراقية بالتوازي مع توجيها ضربات صاروخية إسرائيلية ضدها، ويذهب لليمن ليتساوق مع النفوذ الإيراني هناك”.

وتساءل رشيد، “أليس هذا غريبا أنك تتوازى دائما مع المحيط غير العربي في الدول العربية، وتكون متواجدا عسكريا على الأرض؟”.

شق العالم الإسلامي

وأردف رشيد، “ما يحدث الأن ليس نتيجة اليوم وليس نتيجة ما يسمى بثورات الربيع العربي، بل نتيجة فكر دفين في ذهن هذا الرجل بأنه سليل ما يسمى بالخلافة الإسلامية”، مبينا أن “الجبهة العربية الضعيفة تمنحه الحرية في التمدد والتدخل، ولكن فقط داخل الجسد العربي، فهو ضعيف مع أوروبا وأمريكا ووروسيا وحتى مع إيران، وهامش توسعه الممكن في الدول العربية فقط”.

وشدد على أنه “إن لم يردع أردوغان سيواصل المضي في مشروعه التوسعي بالمنطقة العربية، ونحن نشهد اليوم محاولاته في ماليزيا لشق العالم الإسلامي وليس فقط العربي”.

وأوضح، أن “المؤتمر الذي يتداعى إليه مع ماليزيا وبعض الدول الأخرى، هي محاولة لإنهاء دول العالم الإسلامي، من خلال اللعب من وراء دول إسلامية كبرى كمصر والسعودية وباكستان والمغرب وإندونسيا والجزائر”.

وأضاف، “حتى الأن تتمتع تركيا بعلاقات اقتصادية وتجارية عالية مع العديد من الدول العربية، التي يعاديها ويحاربها ويحرض عليها ويمول الإراهاب والكراهية فيها”، متسائلا، “لماذا الاستمرار في هذه العلاقات، ولماذا لا يوضع حد لها”.

وأكد رشيد، أن “الخطر التركي على الدول العربية وخاصة دول الرباعية، ليس أقل من الخطر القطري، وطالما أن هناك موقفا من قطر، يجب أن تجلس هذه الدول لتفكر كيف ستتعامل مع أردوغان الذي يعتقد أنه يستطيع أن يبتز ويضغط ويأخذ ما يشاء”.

شاهد أيضاً

غسان جابر

قرار المحكمة الجنائية الدولية: انتصار للعدالة أم خطوة رمزية؟ بقلم : م. غسان جابر

قرار المحكمة الجنائية الدولية: انتصار للعدالة أم خطوة رمزية؟ بقلم : م. غسان جابر بعد …