سوريا ستكون مقبرة الديكتاتور التركي بقلم : يوسف أيوب
كما كانت مصر دوماً مقبرة للغزاة، فإن سوريا ستكون القبر الذى سيدفن فيه ديكتاتور تركيا رجب طيب أردوغان نفسه بداخلها، بعدما أستحل لنفسه العدوان على أراضيها تحت ذرائع لا تمت للواقع بصلة.
أمس خرج علينا الديكتاتور التركى، معلناً عدوانه العسكرى على شمال شرقى سوريا تحت مبررات واهية من قبيل مواجهة الإرهاب، وإقامة منطقة أمنة على طول الحدود السورية التركية، ومدعياً أنه حصل على مباركة روسية أمريكية سورية على هذا العدوان، وما هى الا دقائق حتى تعرى أردوغان أمام الجميع، بعدما نفت الولايات المتحدة منحها الضوء الأخضر لأنقرة لتقوم بهذا العدوان، كما أن روسيا وسوريا أعلنوها صراحة أنهم ضد أى اختراق خارجى للسيادة السورية على أراضيها، ليخرج بعدها أردوغان محتمياً بمجموعة من “الخونة” الذين أواهم فى تركيا لسنوات طويلة ليكونوا سنده حينما يقرر احتلال سوريا، فقد أدعى أنه حصل على تفويض من المعارضة السورية على التدخل العسكرى، رغم يقينه أنه مهما بلغت درجة المعارضة فلن تجد أحداً يبارك أى تدخل عسكرى فى بلده الا اذا كان خائناً.
ما حدث ببساطة شديدة أن أردوغان أراد أن يكمل مسيرته فى سياسة التطهير العرقى ضد الأكراد، فقد قمعهم وقتلهم وسجنهم فى تركيا، وأراد أن ينتقل إلى سوريا ليكمل مسيرته الإجرامية، فاخترع فكرة أقامة منطقة عازلة، فى المنطقة التى يتواجد بها أكراد سوريا، وهدفه الحقيقى القضاء على الأكراد نهائياً، وأن يجمع “الخونة” المحيطين به، وكذلك أفراد تنظيم داعش الإرهابى الذى أسسته المخابرات التركية، يجمعهم فى هذه المنطقة، لتكون تابعة لتركيا ومؤتمرة بأوامر الديكتاتور، وبداية لضمها إلى الاراضى التركية، وأيضاً مد السيطرة التركية إلى بقية الأراضى السورية.
أستغل أردوغان بطبيعة الحال إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب العسكرى من سوريا، ولم يدرك ديكتاتور تركيا أنه سيقع فى فخ منصوب له، فدخوله إلى سوريا واحتلال جزء من أراضيها ستكون بداية النهاية لهذا الديكتاتور الذى عاث فى الأرض فساداً، وتسبب فى خسائر جمة ليس فقط لبلده تركيا، وإنما لكل جيرانه.
والمتابع لردود الأفعال على العدوان التركى، سيجد أن الخريطة كما هى، فجماعة الإخوان الإرهابية وقفت مهللة للديكتاتور الذى وفر لهم إقامة ودعما مادياً وسياسياً وإعلامياً، فلم تتأخر الجماعة ولا أذراعها الإعلامية فى إعلان التأييد والمباركة لأردوغان، وعلى نفس النهج سارت “إمارة قطر” التابعة لأنقرة، فتنظيم الحمدين الذى يسيطر على إمارة الإرهاب ليس الا تابعاً لأردوغان، لذلك لم يكنم مستغرباً أن يخرج تميم بن حمد، من خلال وزير دفاعه خالد بن محمد العطية، معلناً دعم “قطر” للعدوان التركى على الأراضي السورية، ليقف تنظيم الحمدين مع جماعة الإخوان الإرهابية وبقية التنظيمات الإرهابية فى معية الديكتاتور التركى الذى اقتربت نهايته.