شفا – أفاد مراسل “العربية” و”الحدث” في العراق أن بعض المدن العراقية شهدت عودة للتظاهرات بعد تفريق قوى الأمن لها، فيما ملأت سحب الدخان الناتجة عن الدواليب المحترقة سماء شرق بغداد. وتجددت الاشتباكات بين متظاهرين وقوى الأمن قرب ساحة التحرير، وسط أصوات إطلاق نار في ساحة الطيران وسط بغداد، فيما أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز على المتظاهرين، مما أسفر عن عدد من الإصابات وسط المتظاهرين.
وفيما دوت هتافات ضد إيران بشوارع بغداد، وبينما قال شهود بأن قوات الأمن قامت بإطلاق النار على المتظاهرين، أفاد مراسل “العربية” و”الحدث” بأن رئيس الوزراء العراقي يرأس جلسة طارئة لمجلس الأمن الوطني، بينما قامت وزارة الاتصالات العراقية بحجب مواقع التواصل للحد من التظاهرات.
كما أفاد مراسلنا بقطع الطريق الرابط بين المطار والمنطقة الخضراء، فيما هتف متظاهرون ضد فساد المسؤولين.
وأفاد مراسلنا أن طلبات المتظاهرين تتراوح بين إسقاط النظام وإسقاط الحكومة وإيجاد فرص عمل، مشيرا إلى أن التظاهرات عفوية ولا يوجد ممثلون أو متحدثون باسم المتظاهرين.
وكانت وكالة الأنباء العراقية قد أفادت أن ممثلين عن المتظاهرين قرروا إنهاء التظاهرات بعد لقائهم مسؤولين حكوميين، وذلك عقب اشتباكات صباحية بين متظاهرين وقوى الأمن قرب ساحة التحرير ببغداد.
وأفاد مراسل “العربية” و”الحدث” بانتشار قوات من مكافحة الشغب والطوارئ والرد السريع والشرطة وسط بغداد، كما أغلق الأمن جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء ببغداد.
ومن جانبها قالت مفوضية حقوق الإنسان العراقية إن الحكومة فشلت بحماية المتظاهرين من المندسين مشيرا إلى وقوع ثلاث قتلى من المدنيين في تظاهرات بغداد وذي قار بين الأمس الثلاثاء حتى اليوم الأربعاء. مؤكدا اعتقالـ37 من المتظاهرين في البصرة وواسط والنجف.
وكانت قوات الأمن العراقية قد أطلقت النار في الهواء لتفريق تظاهرات جديدة في بغداد فيما أفادت وكالة الأنباء العراقية، الأربعاء، بانطلاق تظاهرة سلمية في منطقة الزعفرانية جنوب شرق بغداد. يأتي ذلك فيما انتشر الجيش العراقي، فجر الأربعاء، في شوارع الناصرية لدعم قوات الأمن في مواجهة المتظاهرين.
ودعا الرئيس العراقي برهم صالح والأمم المتحدة، الأربعاء، قوات الأمن إلى ضبط النفس غداة مقتل متظاهرين اثنين في أعمال عنف حمل رئيس الوزراء والقوات الأمنية مسؤوليتها إلى “مندسين”.
وعلق صالح على “تويتر” بالقول إن “التظاهر السلمي حق دستوري (…) أبناؤنا في القوات الأمنية مكلفون بحماية حقوق المواطنين”.
وأضاف “أبناؤنا شباب العراق يتطلعون إلى الإصلاح وفرص العمل، واجبنا تلبية هذه الاستحقاقات المشروعة”.
من جانبها، أعربت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت عن “قلق بالغ”، داعية السلطات إلى “ضبط النفس في التعامل مع الاحتجاجات”.
وفي آخر التطورات، دعا عمار الحكيم زعيم تيار الحكمة إلى اجتماع طارئ للبرلمان يبحث تظاهرات بغداد.
ائتلاف النصر: ندين بشدة
بدوره، أصدر ائتلاف النصر بزعامة رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي بيانا دان فيه بشدة استخدام القوة المفرطة بحق المتظاهرين السلميين، بحسب البيان.
كما طالب العبادي الحكومة بفتح تحقيق شامل للوصول إلى العدالة.
وجاء في البيان: “في الوقت الذي نطالب بالحفاظ على الأمن والسلم والممتلكات العامة والخاصة، فإننا نرفض تسييس التظاهرات الشعبية أو توظيفها حزبيا ومصالحيا، ونشدد على الحوار البنّاء والإيجابي مع ممثلي المتظاهرين. ونطالب الحكومة للقيام بواجباتها لخدمة الشعب وصيانة حقوقه ومطالبه المشروعة”.
قتلى وجرحى
وكان بيان حكومي عراقي مشترك قد أعلن، الثلاثاء، عن سقوط قتيل واحد فقط و200 جريح بينهم 40 جريحاً من قوات الأمن في احتجاجات بغداد، حيث خرج المتظاهرون هاتفين ضد الفساد وضعف الخدمات العامة.
ودعا البيان المواطنين إلى التهدئة وضبط النفس، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية مستمرة في تأدية مهماتها، حرصاً على أمن المتظاهرين.
فيما أعربت الحكومة العراقية عن أسفها لما رافق احتجاجات بغداد من أعمال عنف.
وأكد المراسل أن التظاهرات ضد الفساد لم تتوقف في بغداد، ووقعت أيضاً في البصرة والناصرية جنوب العراق، وأن قوات الأمن تعاملت بعنف مع المتظاهرين.
واستخدمت قوات الأمن العراقية الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين في بغداد، وفق ما أعلنه التلفزيون العراقي.
كما أطلقت قوات الأمن العراقية الغاز المسيل للدموع، على المتظاهرين، وأفاد مراسل “العربية” بإصابة ضابط وجنديين إثر تعرضهم للضرب من قبل “مندسين” بين المتظاهرين وسط بغداد، كما أشار إلى وقوع إصابات في صفوف المتظاهرين بسبب خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع.
الصدر: “خيبة وليست هيبة”
بدوره، أعلن مقتدى الصدر أن الاعتداء على المطالبين بلقمة العيش خيبة وليست هيبة.
وقال الصدر “على الرئاسات الثلاث فتح تحقيق عادل بأحداث ساحة التحرير في بغداد”.
البداية.. مظاهرة ألفية
بدأت مظاهرة الثلاثاء، سلمية مع أكثر من ألف شخص توجهوا نحو ساحة التحرير وسط بغداد، عندما بدأت الشرطة بإلقاء القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. ما أدى إلى تعرض البعض لمشاكل في التنفس.
وطالب المحتجون بتغيير الحكومة بسبب فشلها في تحسين الخدمات وخلق الوظائف.
كما هتف كثيرون بشعارات مناهضة للحكومة، ورفعوا ملصقات للواء عبد الوهاب الساعدي، الذي تم عزله مؤخراً من منصبه على رأس قوات مكافحة الإرهاب.
إلى ذلك، كان من بين المحتجين العشرات من خريجي الجامعات الجدد الذين لم يتمكنوا من العثور على وظائف في هذا البلد الغني بالنفط والمتخم بالفساد، بحسب ما أفادت وكالة أسوشييتد برس.