رجال كتبوا التاريخ بأيديهم بقلم : محمد الأشقر
ليست المناصب ولا المسميات من تصنع رجال الدولة , إنما هم من يصنعون للدولة هيبتها وكرامتها , فالذين لا هم لهم إلا تدمير كل مقومات الدولة والشعب ما هم إلا عصابات سياسية تبحث عن ذاتها وبقائها فقط, فمن يقرر تجويع وتجهيل شعبه وإغراقه في الأزمات المتتالية ما هو إلا متخاذل , كيف لا ونحن نرى كيف تصنع الازمات عمداً وتمس حتى أدق تفاصيل حياة الناس , فقضية جامعة الأزهر ليست ببعيدة عنا وما زلنا نعيش تفاصيلها , ولكن الله سخر لها رجالاً يذودون عنها ويحافظون على إرثها العظيم .
ليس مهماً ما هي ساحة القضاء التي وقفنا فيها كما يروج البعض فرئاسة جامعة الأزهر وقفت في هذه الساحة تسعة عشر مرة قبلنا وهي تقاضي كوادرها المبتعثين للخارج, ولكن المهم أننا لم نكرس سياسة الزعرنة التي أراد رواد التفويض والمبايعة ان يركبوا موجتها وارتضينا بالقانون ومواده حكماً بيننا وبينهم , كيف لا نرتضي به وبالأمس القريب كانت لنا تجربة مع أولئك الذين لا هم لهم إلا زج أسماء قادتنا في أتون صراعاتهم وفشلهم في إدارة شؤون بلادهم , لم ننتصر لأنفسنا في ساحات القضاء العالمي بل انتصرنا لقيم الإنسان وكرامته وحقوقه المسلوبة ,انتصرنا لمبدأ المؤسسة وسيادتها , انتصرنا لسيادة القانون, و هذا هو الفرق بين رجال الدولة وبين العصابات السياسية .