شفا – محاولة الهند الانضمام إلى نادي الدول التي نجحت مركبات أطلقتها إلى القمر بالهبوط على سطحه، باءت بالفشل اليوم السبت، بعد أن فقدت وكالة ISRO الفضائية الهندية الاتصال مع مركبتها Chandrayaan-2 التي أطلقتها في 22 يوليو الماضي، حاملة المكوك Vikram ليهبط على سطح الجرم الأقرب في الفضاء من الأرض، وهي ثاني مهمة قمرية للهند التي سبق أن وضعت مسبارا في مدار حول القمر خلال مهمة “شاندرايان-1” قبل 11 عاما.
المرحلة الأولى من عملية هبوط “فيكرام” في القطب الجنوبي للقمر تمت بسلاسة، إلا أنه انحرف بعدها عن المسار وهو على بعد ميلين من السطح، أي 3200 متر تقريبا، قبل أن تفقد غرفة التحكم الأرضي الاتصال به، في فشل جزئي لمهمة “تشاندرايان 2” التي بلغت تكاليفها 140 مليون دولار، والمستمرة في العمل بالمدار، وهو ما سيؤخر محاولة الهند الانضمام إلى مجموعة الدول التي نجحت بالفعل في تحقيق هذا الإنجاز حتى الآن، وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين.
“15 دقيقة من الرعب”
وسبق لمدير برنامج الفضاء الهندي، كي سيفان، أن سمى المرحلة الأخيرة من عملية الهبوط “15 دقيقة من الرعب”، وقال داخل غرفة مليئة بالعلماء المذهولين في مركز التتبع التابع لمنظمة أبحاث الفضاء في بنغالورو، “يجري تحليل البيانات” في حين أشار خبراء إلى سلسلة خطوات إلكترونية كان ينبغي أن تتم عبر حواسيب على متن المركبة، لإنجاز المهمة التي كانت تهدف إلى إنزال مكوك وروبوت جوّال قرب قطب القمر الجنوبي، على بعد 384 ألف كيلومتر عن الأرض، فضلاً عن وضع مسبار في مدار الجسم الفلكي.
إلا أن رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، الذي تبنى برنامج الفضاء في البلاد، خاطب مديري المهمة الفضائية، وقال لهم: “البلاد فخورة بكم. من هذه (التجربة) سوف تتعلمون الكثير، ورحلتنا سوف تستمر” برغم أن ملايين الهنود يعيشون في فقر مدقع، إلا أن فلسفة الهند تكمن في أن تطوير الفضاء يمكن استخدامه للتنمية البشرية من خلال التنبوء بالعواصف وخلق فرص عمل مستقبلية، لذلك ظلت مهمة الوصول إلى القمر محل اهتمام منظمة أبحاث الفضاء الهندية لسنوات. ومع أن المحاولة باءت بالفشل، فإن الوكالة ما زالت تخطط لبناء مستكشفين آليين للتوجه إلى الزهرة والمريخ، وحتى الشمس. وفي العقد المقبل، تعتزم الهند إرسال رواد هنود إلى مدار حول الأرض على متن مركبة فضائية خاصة بهم لأول مرة.
أجواء احتفالية.. تلتها خيبة
وكانت “شاندرايان-2” دخلت مدار القمر في 20 أغسطس الماضي، وكانت على وشك تنفيذ هبوط سلس وناجح على سطحه صباح السبت، وذلك بعد ما يزيد عن شهر من إقلاعها، وفقاً للوارد بموقع صحيفة Indian Times الإنجليزية اللغة بالهند، والشارحة بخبرها أن أفراد طاقم العمل الخاص بالمهمة كانوا يتابعون من دون توقف سير عملية الهبوط أمام الشاشات في وكالة أبحاث الفضاء الهندية في بانغلور، حيث سادت غرفة التحكم أجواء احتفالية أثناء ما وصفه الباحثون بأصعب مرحلة في الهبوط، بينما كان رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي يراقب سير العمل من خلف حاجز زجاجي.
أما المكوك “فيكرام” الحامل اسم مؤسس وكالة أبحاث الفضاء الهندية، فإنه يحمل بداخله طوافة قمرية مجهزة بأدوات لتحليل التربة على سطح القمر، وزنها 27 كيلوغراماً، وكان من المقرر أن تبدأ الطوافة “براغيان” الروبوتية التي يمكنها السير لمدة 14 يوما، رحلتها على السطح لترسل صورا وبيانات إلى الأرض بغرض تحليلها. كما كان من المفترض أن تركز المهمة على طبيعة سطح القمر، والبحث عن مياه وأملاح علاوة على قياس قوة الزلازل القمرية وغيرها من دوائر البحث.
والقمر الذي فشلت إسرائيل أيضا بإنزال مسبار أرسلته ولم يبلغ وجهته في أبريل الماضي، مليء ببقايا مركبات فضائية محطمة، بينها اثنتان أميركيتان، من سلسلة Surveyor ساعدت في وضع مركبات Apollo على المسار في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. كما اصطدمت مركبات عدة تابعة لبرنامج Luna السوفييتي بسطح القمر، المتجول في جانبه المظلم مكوك أطلقته الصين في يوليو الماضي ولا يزال يتجول هناك للآن.