دفاعاً عن جيل العطاء والإنتماء الحقيقي في الزمن المر بقلم : توفيق أبو خوصة
دفاعا عن جيل العطاء والفداء والتضحية بلا حدود جيل الإنتماء الحقيقي في الزمن المر، جيل الإنتفاضات وطلائع الشبيبة والأسرى المحررين، هذا الجيل الذي تحمل أوزار ماسبق وما لحق دون ذنب جناه سوى أنه قدم الغالي والنفيس من أجل هذه الحركة العملاقة والفكرة المقدسة التي شكلت وما تزال الرافعة المركزية للمشروع الوطني وبوابة الإستقلال و التحرر من نير الإحتلال الغاشم.
هذا الجيل غير كل الأجيال السابقة واللاحقة دفع كل الفواتير النضالية وضريبتها الوطنية بروح فدائية وإرادة لاتلين، وحمل عبء الثورة والنضال في مرحلة مصيرية كانت تتعرض فيها منظمة التحرير الفلسطينية والقضية الوطنية لعملية شطب ممنهج وحصار مطبق وإبعاد ماتبقى من مقاتليها وتشتيت شملهم في أصقاع الأرض بعد حرب لبنان 1982 والخروج من بيروت، وتمركز الفعل المقاوم في الداخل المحتل على أيدي هذا الجيل النوعي الذي صنعته الشبيبة الفتحاوية بكل مكوناتها الطلابية والنقابية والنسوية وما أفرزته من عنفوان كفاحي، وما خلقته الحركة الوطنية الأسيرة من روافد مبدعة وزخم كبير في بناء الذات الثورية في أوساط جماهير شعبنا العظيم.
هذا الجيل هو الذي حمى الفتح من تداعيات الإنشقاق عام 1983، عندما أحبط كل المحاولات لنشر بذوره في الأرض المحتلة وخصوصا في الجامعات، و هو الذي رسم إنتصار شرعية منظمة التحرير الفلسطينية بالدم في دورة المجلس الوطني في عمان وسميت بإسم شهيد الشبيبة في جامعة بيرزيت شرف الطيبي إعترافا بدور الأرض المحتلة.
هذا الجيل هو مفجر الإنتفاضة الأولى، جيل الوعي الثوري والقناعات الوطنية الذي تسابق على المغارم والمثابرة على العطاء، وكانت خياراته بين الموت او الإعتقال أو مواصلة المشوار على دروب الوفاء والإباء ورغم كل التحديات إستطاع خلق وقائع جديدة في معادلة الصراع مع العدو المحتل ساهمت في منح القضية الوطنية الأهمية التي تستحقها وفرضت نفسها على الأجندة الإقليمية والدولية، عبر الإنتفاضة الشعبية المجيدة التي جعلت من الأرض المحتلة ساحة الإشتباك الرئيسة وإمتدت إلى كل مدينة وقرية ومخيم وشارع و زقاق، وكان لها الدور الحاسم في دفع العالم للإعتراف و الإقرار بالحقوق الوطنية وإجبار أمريكا وإسرائيل على التفاوض مع منظمة التحرير الفلسطينية بإعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وما ترتب على ذلك من إنجاز بقيام أول سلطة وطنية على الأرض الفلسطينية.
هذا الجيل لم يضيع وطنا ولا قضية وظل الحارس الأمين والمتوثب للعطاء، بل هناك من ضيعه وأضاع روح الحركة وعنفوانها وهيبتها ويكاد يطيح بكل الأمال والأحلام التي ناضل من أجلها هذا الجيل، لذلك يصر على أن يكون صمام الأمان والدرع الحامي وصاحب المبادرة ومن هنا جاءت فكرة (تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح) ولولا هذ الجيل ما كانت ولا قامت، لذلك من غير المقبول أو المعقول أن يلقى هذا الجيل بعض الهرطقات والتخاريف التي يطلقها بعض الجهلة والأغبياء والأدعياء، والإنتهازيون الصغار والكبار.
نعم التاريخ لا يتوقف عند أحد ولكنه أيضا لا يلغي تاريخ أحد، وهذا الجيل سيبقى السند والرصيد وصمام الأمان للقضية الوطنية، وهو الأحرص على تمكين الشباب وإسنادهم حتى يتقدموا الصفوف وتعزيز دورهم الطليعي إنطلاقا من وعي هذا الجيل بأهمية دور الشباب في عملية البناء الوطني والمراكمة الثورية والإبداع النضالي، ستبقى فلسطين تستحق الأفضل … لن تسقط الراية