شفا – ندد النائب في المجلس التشريعي عن كتلة فتح البرلمانية جهاد طمليه، اليوم الثلاثاء، بورشة العمل التي ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية لإطلاق خطتها للسلام المعروفة إعلاميًا بـ”صفقة القرن”، ودعت إليها الإدارة الأمريكية للتفكير المشترك بين الاحتلال والدول العربية التي قبلت المشاركة في الورشة المذكور.
وأوضح،” أنه من المقرر أن تصب الجهود فيها لإيجاد حلول اقتصادية ذات مضامين إنسانية لا سياسية للقضية الفلسطينية، وصولاً إلى البدء بتطبيق صفقة القرن بشقها الاقتصادي، بعد أن خطت خطوات واسعة في تطبيق الصفقة في جانبها السياسي، من خلال جملة من القرارات والتدابير والخطوات التي من شأنها تكريس الاحتلال وشطب حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية المشروعة غير القابلة للتصرف، يعني ذلك مباشرة إجراءات الشطب والتصفية الوجودية للقضية الفلسطينية برمتها ونزع المضامين السياسية والتاريخية عنها”.
وأضاف طمليه،” هذا التدبير الجزء المتمم لحلم الاستقلال “الإسرائيلي”، أي شطب كل ما هو عربي وفلسطيني من فلسطين التاريخة، تحقيقًا لدعوة “هنري كيسنجر” الذي اعتبر استقلال “إسرائيل” ناقصًا طالما بقي عربيًا واحدًا بين المنطقة الواقعة غربي نهر الردن وشواطىء المتوسط”.
وأكد،” أن هذا ما تحاول الإدارة الأمريكية الحالية تحقيقه؛ من خلال دعمها غير المحدود لحكومة اليمين “الإسرائيلي”، ومنح المساعي للسيطرة على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية الوقت الذي تحتاجه تمهيدًا لتصفية القضية الفلسطينية برمتها، وإحباط أي محاولة جدية لشعبنا في تجسيد حقوقه الوطنية بالحرية والاستقلال الوطني على أرضه”.
ودعا طمليه،” مملكة البحرين والدول العربية التي تتماشي مع الدعوات الأمريكية لتطبيع العلاقة مع المحتل إلى التوقف عن مضيها في هذا الطريق المحفوف بالخسران والخروج السافر عن الاجماع العربي، ومناصرة المعتدي على صاحب الحق الأصيل”.
وطالب،” بالتمسك بقرارات الشرعية الدولية وقرارات القمم العربية كقواعد متفق عليها لتسوية الصراع العربي “الإسرائيلي”، لأن خلق أي أطر اقتصادية لتسوية مشكلات سياسية وتاريخية لا يستقيم مع الحقيقية الكامنة في ذاكرة ووجدان المشرق العربي، ولن يتمكن بالتالي من التغلب على العقبات التي تحول دون منح كل ذي حق حقه التام والمكتمل، وعلى من يسيرون في هذا المسار أخذ العبرة من فشل كل من حاول السير في هذا المسار وكيف انتهى بهم المطاف إلى مزابل التاريخ”.
وشدد طمليه،” أن على هذه الدول بدلاً من هدر وقتها على مساعي وجهود لن يكتب لها النجاح، أن تعترف بدولة فلسطين المحتلة ودعوة الاحتلال إلى الانسحاب من أرضي هذه الدولة؛ وتطبيق قرارات الشرعية الدولية بهذا الخصوص، وعدم مساعدة الاحتلال على إحلال شريعة الغاب بدلاً من علاقات الاحترام المتبادل وحسن الجوار القائم على الإقرار بحقوق الآخرين وعدم استباحة واستلاب أراضيهم والعبث بمقدراتهم الوطنية”.
وأوضح،” أن القضية الفلسطينية بكامل ملفاتها وفي مقدمتها ملف (اللاجئون وحق العودة والحق في تقرير المصير)، ولن يقوى أي احتلال عسكري إحلالي على طيها والتعامل معها وكأنها غير موجودة، و”إسرائيل” كدولة استعمارية لن تتمكن من الذوبان في المنطقة والاندماج فيها وتصبح جزء منها كما تتطلع إلى ذلك”.