دحلان: الوحدة قرار وليس خيار في مواجهة صفقة القرن بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي
اجتمع النائب والقيادي الفلسطيني “محمد دحلان” مع العديد من الإعلاميين الفلسطينيين عبر” الفيديو كونفرس” من خلال مأدبة إفطار أقامها تيار الإصلاح الديمقراطي في ساحة غزة أمس السبت، والتي تخللها ورشة صحفية سياسية بعنوان ” إلى اين سيتجه الوضع الفلسطيني بعد صفقة القرن؟”.
القيادي الفلسطيني” محمد دحلان ” قد وضع يده على الجرح الغائر فلسطينياً ، والذي مازال مستمراً وعنوانه ” الانقسام السياسي” ، فقد صدق القول عندما أوضح بأن القضايا المصيرية الكبرى ،التي تتعرض لها القضية الفلسطينية لا تحتاج إلى حيز من الوقت والتفكير والمحاورة والمناورة ومعرفة كافة الأراء المحيطة واستنباطها حتى يتم الخروج في رأي شخصي من الممكن أن لا يصب في مصلحة القضية الفلسطينية ،والتطورات التي تتسارع وتيرتها نحوها بشكل فاعل ، والتي تحاول جاهدة القضاء على معالمها وجوهر الصراع الرئيسي مع الاحتلال ، فلهذا لا بد من رأس الهرم الفلسطيني المتمثل في رئيس السلطة ” محمود عباس” أن يمتلك زمام المبادرة الوطنية بصفته الرسمية ، وأن يكون صاحب الموقف الوطني والطليعي في إدارة دفة الموقف الفلسطيني القادم ، من خلال الوحدة الوطنية الحقيقية التي تقوم على الشراكة السياسية في الرأي والاجماع على كافة الصعد والمستويات ، ومن كافة المكونات وألوان الطيف الفلسطيني دون استثناء أحداً…
القيادي ” محمد دحلان” في حديثه أمام الإعلاميين الفلسطينيين، أكد أن “صفقة القرن” ستغير معالم المنطقة كما تغيرت في الحرب العالمية الثانية ، وهذا بالتأكيد قولاً منطقياً ووطنياً مسؤول ، لأن الواقع السياسي الفلسطيني في أسوأ أحواله ، والموقف العربي يحتاج إلى إعادة ترتيب أولوياته وترتيم بيته الداخلي ، نظراً للأحداث والتطورات والصعاب والأزمات والحروب التي أشعلتها ما يسمي في ” ثورة الربيع العربي” ، والذي لا بد أن لا ننسى أننا كفلسطينيين جزء من الأمة العربية ،وندور في فلك الواقع السياسي التي تعيشه ونواكب التطورات نتيجة الظروف العالمية التي تحاول أن تشكل خارطة إقليمية جديدة في الشرق الأوسط من خلال الهيمنة الأمريكية في اتخاذ القرارات المنفردة وتطبيقها على أرض الواقع ، وخصوصاً عربياً…
القيادي ” محمد دحلان ” قد لامس الواقع الفلسطيني بتفاصيله المحورية المتداخلة والمتشابكة من خلال حديثه أن ” كل من يراهن على انهاء القضية الفلسطينية وكل من يحلم بالمزيد من الانقسام فهو حالم، ومؤكداً في ذات السياق أن “الحل الوحيد ليس الرهان على دول إقليمية أو دولية تمول غزة بشكل مسموم”.
فلهذا لا بد علينا كفلسطينيين أن نكون موحدين، وأن نقوم بربط العامل الإنساني للاجئ الفلسطيني بالعامل السياسي معاً، وألا نقدم العامل الإنساني على السياسي رغم حاجتنا الماسة والملحة كفلسطينيين له، لأن العامل السياسي هو المنقذ الأوفى والأصدق وطنياً للعامل الإنساني، لأنه العامل السياسي بمثابة عدالة القضية والفكرة الوطنية التي تجمعنا على طريق الحرية والاستقلال.
القيادي ” محمد دحلان ” أوجز واختصر فلسطينياً بما معناه أن جمهورية مصر العربية على تواصل دائم ومستمر مع القضية الفلسطينية، وتعمل ضمن الوصول إلى حالة توافقية فلسطينية يكون انهاء الانقسام واستعادة الوحدة عنوانها، وأن ننطلق كفلسطينيين موحدين أمام كافة التحديات والصعاب التي تواجه شعبنا وقضيته، وأن نكون أصحاب قرار يني عليه عربياً، لأن مصر البوابة الرئيسية وصمان الأمان للبعدين الفلسطيني والعربي.
القيادي” محمد دحلان” قالها واضحاً أنه يستهجن موقف رئيس السلطة الفلسطينية ” محمود عباس” من ورشة ” الازدهار مقابل السلام “التي ستعقد أواخر الشهر القادم في “المنامة”، والذي لم تتعدى في مجملها سوى تصريحات إعلامية رافضة لا أكثر ولا أقل …!؟، تصب عنوانها في واحة الاستهلاك الإعلامي ليس إلا …، والذي لا بد أن تكون تصريحات رئيس السلطة سياسية واقعية تترجم على أرض الواقع أفعالاُ لا أقوالاً …! ، والتي من أولويات وأهم تلك الترجمات الفعلية للرفض ، اتخاذ القرار الوطني في استعادة الوحدة الوطنية بكافة مشتقاتها وتفاصيلها …
رسالتنا …
رسالتنا في هذا المقال ، ضرورة سرعة وأهمية اتخاذ القرار بالوصول سريعاً وعاجلاً لإنهاء الانقسام السياسي البغيض واستعادة الوحدة الفلسطينية ، وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني الذي عنوانه الأهم والأشم ” منظمة التحرير الفلسطينية” على أسس واضحة المعالم والبنيان ، من أجل الوصول مبكراُ الى بناء نظام سياسي فلسطيني وحدوي جديد ، يحدد ويجدد الشرعيات السياسية والدستورية عبر صندوق الانتخابات ، لكي نتمكن من خوض المواجهة والتحديات على قلب رجل واحد ، والذي من أهم هذه الأولويات إفشال ” صفقة القرن ” عبر وحدتنا الفلسطينية وتصدير قرار وطني إلى أشقاء العروبة من المحيط للخليج ، بأن يقفوا أمام مسؤولياتهم العربية والقومية في تشكيل جبهة واحدة موحدة من أجل حماية المشروع الوطني الفلسطيني ، وايصاله قضيتنا إلى بر الأمان عبر إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.