شفا – قال القيادي عبد الحكيم عوض (أبو عامر)، عضو المجلس الثوري بحركة فتح: “إن السلطة الفلسطينية اكتفت بالجعجعة واطلاق القذائف الكلامية للرد على الاغتصاب اليومي والمتواصل للأراضي الفلسطينية من قبل المحتل الإسرائيلي الذي تمادى في عملية البناء والاستيطان”، مشيراً إلى أن وزير الاسكان في حكومة الاحتلال الاسرائيلي صادق على بناء 2086 وحدة استيطانية جديدة، مساء اليوم الخميس، في الوقت الذي يشهد فيه الشعب الفلسطيني حملة اغتصاب جديدة للأراضي الفلسطينة، ترد السلطة بالجعجعة وااطلاق المزيد من قذائف الكلام واتصريحات لمواجهة هذا الاغتصاب المتواصل.
وأضاف خلال استضافته ببرنامج “بصراحة” الذي يقدمه الإعلامي حازم الزميلي، على فضائية الكوفية: “أن الفصائل الفلسطينية مطالبة أيضاَ بالتصدي لمحاولات الاحتلال باحتلال الضفة والقدس مرة جديدة، بالتوحد لمواجتها”.
وشدد على أن الفصائل الفلسطينية تملك أوراق ضغط وقوة وان خيار المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها يجب ان يكون حاضرا، وكما ثبت من قبل في الانتفاضة الأولى وفي انتفاضة النفق، فهذا هو الشعب الفلسطيني وهذه هي الفصائل، نعم انهم يمتلكون القدرة على لجم الاحتلال في أي وقت ولكن اذا بدلوا الاولويات.
وأكد “أبوعامر”: “من الغباء الاقتناع أن إسرائيل تحتكم لللغة ابو مازن وحديثه الناعم عن السلام واليد الممدودة لتحقيقه، مضيفاً: “لا يوجد كيلومتر واحد متواصل في الضفة، وحديث الرئيس عباس، لن يغير من الوضع شيئاً، لأنه يتحدث بلغة فيها من المهانة والهوان مافيها وتتكرر كثيراً”.
وأضاف: “أن السلطة لديها الكثير من الخيارات بامكانها استخدامها ومنها ما قاله صائب عريقات بالذهاب لمحكمة الجنايات الدولية ومحاكمة قادة الاحتلال دوليًا، على الرغم من كونه كلاما مرسلا سمعناه كثيراً ولم يحدث شيء، لأن السلطة تخشي من رد الفعل، ومن يخشى على الكرسي لن يتحرك، لأنه لا يتحرك من أجل قضية وطنية وبالمقابل ترى تحركه على خلفية قضايا شخصية وبرنامج شخصي”.
وتابع: “إذا أدركت القيادتين الأمريكية والإسرائيلة أن هناك من يدافع عن القضية الفلسطينية والقدس المحتلة بوطنية، فإن الوضع سيتغير كثيراً”.
وقال “أبو عامر” إن المطلوب من القيادة الفلسطينية ليس المجازفة ولا ان ترسل دباباتها وقواتها لقتال الاحتلال، ولكن عليها أن تترك الشعب الفلسطيني ليعبر عن غضبه، وأعتقد أن الشعب الفلسطيني قادر على دفع الاحتلال للاحجام عن مخططاته الاستيطانية، لكن للأسف القيادة تمتنع عن لجم الاحتلال فيما تبرع براعة فائقة في لجم الشعب ومنعه من التعبير عن غضبه.
وأضاف: “إذا لم ترد القيادة أن تذهب للمؤسسات الدولية لمحاكمة المحتل “انشاءالله ما راحت” ، ولكن عليها أن تترك الشعب للتعبير عن رأيه، إلا أن الواقع يؤكد أن هناك فجوة بين الشعب والقيادة الفلسطينية الذي فقد الثقة في قيادته”.
وأكد أن “القيادة الفلسطينية صدّرت الاحباط للشعب على مدى 12 سنة، وبدلاً من التأسيس لبيئة كفاحية، راحت تصدر للناس الاحباط واليأس والهم والاهمال، وهو ما يدفع الاحتلال للمزيد والمزيد من ممارسة العنف والاستيطان”، مضيفاً: “على القيادة أن تشجع الشعب وتؤسس له بيئة كفاحية تمكنه من التصدي للمحتل”.
الانتخابات المحلية
لا يمكن ان تجد معارضا لهذه الانتخابات، ولكن لدينا انقسام، وهناك حكومتان في الضفة وغزة، والوضع دقيق ومعقد و نحتاج لتوافق في كل المسائل، وما يحدث يؤكد أن القيادة تريد أن تصدر للشعب ملهاة جديدة، واشغاله بشكل مقصود لابعادعن القضايا الأساسية.
وتابع: “نحن نطالب اليوم قبل غدا باجراء الانتخابات الرئاسية وانتخابات المجلس التشريعي والمجلس الوطني والمحليات ولكن على اسس توافقية وليس في ظل هذه الانقسامات وتلك المكائد والنكايات التي تشهدها البلاد”.
الاعتقال السياسي في غزة والضفة
وقال “عوض” إن الاعتقالات السياسية في الضفة وغزة مخجلة ومشينة ” وستستمر طالما بقيت الأطراف القائمة في غزة والضفة تركز اهتمامها في حماية السلطة والجاه، والواقع يؤكد أننا في وطن تمارس فيه كل الموبقات لحماية السلطة، بينما حرية الرأي والنشطاء السياسيون الباحثون عن الحرية هم الضحايا، حيث يتم جلدهم وشبحهم ومحاكمتهم”.
وأضاف: “الشعب الفلسطيني شعب مقاوم يتعرض لظلم الاحتلال، وظلم حكومتين في الضفة وغزة، يذيقونه الويل ليل نهار، هذا الشعب المكافح يذوق الويلين من القريب والعدو”.
وتابع: ستستمر الاعتقالات السياسية في الضفة وغزة، مادام الحال على ما هو عليه من الفرقة والاختلاف والانقسام، إلا إذا حدث ما هو غير متوقع، بأن تعود القيادتان في غزة والضفة لرشدهما لحماية الشعب ووالالتفات للاولويات وفي صدارتها اولوية شد أزر الشعب ليتمكن من مواجهة المحتل”.
العلاقة بين مصر وغزة
وعن العلاقة بين مصر وغزة، وزيارة وفد من غزة لمصر، قال “عوض” : “ما حدث يدلل على سعي مصر لرفع العبء عن أهالي غزة، والانفتاح على القطاع توجه جديد، قادته المخابرات العامة المصرية بانفتاحها على غزة، وهو أمر ناتج عن الكثير من الجهود المبذولة التحركات الحميدة والمبادرات من بينها تحركات القائد الفلسطيني محمد دحلان في هذا السياق، الذي لعب دوراً كبيراً في تغيير الاوضاع في هذا السياق، ومن ثم جاءت الزيارة التي قام بها إسماعيل هنية ووفد حركة حماس لمصر، والحديث خلال الزيارة عن العديد من النقاط منها الأمن في سيناء وتأمين المنطقة الحدوديةوأيضاً قضية المطلوبين الأمنيين الذين تقول مصر إنهم متواجدون في غزة”، مضيفاً: “على أي حال علينا دعم هذا التقارب لتحقيق المصالح جمعاء وللصالح العام .
وأكد أن مصر قدمت براهين وأدلة على تورط عدد من المطلوبين في أعمال إرهابية أوقعت ضحايا، وطالبت حماس بتسليمهم، ومن أجل حلحلة هذا الأمر وصل وفد أمني حمساوي للقاهرة نتمنى أن يصل إلى حل لهذا الامر يفضي الى رفع العبء عن شعبنا في غزة والذي ذاق الأمرين.
تهديدات ليبرمان باجتياح غزة
وشدد “عوض” على أن القيادة الفلسطينية والفصائل والشعب مطالبين بألا يتعاملوا مع تهديدات ليبرمان بأي شيء من الاستخفاف أو الاستهانة، فمن الممكن أن تخرج الأمور عن السيطرة، لأننا نعلم أن حكومة الاحتلال يمينية متطرفة وتتحين الفرصة للانقضاض على غزة”.
وأضاف: “نستطيع ردع جنون ليبرمان بالتقدم في طريق وحدة الشعب ومكوناته، أما غير ذلك من الجعجعة والبعبعة فإن نتيجتها ستكون محزنة، وعلينا دائما أن نأخذ هذه التهديدات على محمل الجد وأن نعد لها العدة وأن نفكر في كيفية مواجهتها بالوحدة واصلاح الجبهة الداخلية”.
مصادرة بطاطين المنحة الإماراتية
وهاجم “عوض” مصادرة السلطة الفلسطينية لكميات من البطاطين والأغطية التي قدمتها الإمارات للفقراء في القدس والضفة لمواجهة البرد، قائلاً: “السلطة تتعامل مع أغطية للفقراء والغلابة على أنها قضية امن دولة وأنها اشد خطورة من مواجهة الاحتلال وتهديدات ترامب وليبرمان، فقررت مصادرة الأغطية والبطاطين وزجت بالشباب في السجون وبالتالي هي غير معنية بمعاناة الفقراء والغلابة.