السيوعسكرية وعض النواجذ بقلم د. محمد عبد اشتيوي
بعد فترة الاستجمام التي اسدلت خيامها على العلاقة الفلسطينية الاسرائيلية خلال الفترة الماضية، والتي استغلتها اسرائيل كمادة انتخابية دسمه جعلت من موازين العملية الانتخابية في اسرائيل محكومة لمدى تعاطي المقاومة من عدمه في إحداث التهدئة، حيث اخذت اسرائيل ما تريد من أقساط التهدئة التي راهن على اختراقها اغلب المحللين والكتاب، وراهنوا على عدم التزام اسرائيل باي اتفاقات وبمجرد ان تنتهي من حاجة التهدئة مع قطاع غزة ستقلب ظهر المجن وتنقلب الى حقيقتها الاحتلالية الغادرة، وما يشجع اسرائيل على ذلك هو التوجه الامريكي والدولي ومعهم بعض دول الاقليم بأن عام ٢٠١٩ هو عام الحسم ووضع الامور في نصابها بما يتعلق بالصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين ذهاباُ نحو تحقيق مراد ومصلحة اسرائيل على حساب كل المقدرات الفلسطينية، وأن منح الامريكان شرعية لاسرائيل على ارض الجولان السورية ومن قبلها السيادة على اراضي القدس الشرقية يعزز ضرورة الحل والخلاص خلال هذا العام تحت اي مسمى من المسميات السياسية المطروحة مثل صفقة العصر او غيرها.
اسرائيل تدرك بان التفاوض مع المقاومة تحت نيرانها قد يحقق مكاسب اكبر لها بالرغم من انها تهربت وتتهرب وستتهرب من اي اتفاقات تفاوضية مالم تكن في صالحها، وان جر المنطقة لمربع الحرب من عدمه في تقديري محكوم لطبيعة الاهداف المنوي تكقيقها من هذا التصعيد، علما بان اسرائيل اصبحت تدرك بان الحرب العسكرية باتت لا تحقق كل ما تريد ، وان المزج بين العامل السياسي والقوة العسكرية مجدي اكثر من العدوان العسكري فقط، ادراكاً منها بان نواصي المقاومة او القوة العسكرية الاسرائيلية محكوم كل منهما بقرار سياسي.
فالحالة السيوعسكرية القائمة تسعى الى خلط الاوراق امام السياسين ممن هم على طاولة التفاوض السياسي، ليبقى اي قرار سياسي مرتبط بالقوة العسكرية، وان اي قرار عسكري مرتبط بالقرار السياسي، وذلك يعتبر احد اساليب المناورة والتفاوض تحت الضغط، والتي يمكن ان نطلق عليها مرحلة عض النواجذ، فمن يتألم أكثر سيستسلم اولاً ويتنازل لصالح الطرف الذي يصمد.