ترامب كوشنير .. فشل في إيجاد الشركاء لتنفيذ صفقة القرن ؟!! بقلم النائب د. عبد الحميد العيلة
لا زال ترامب وإدارته الحالية يلوحون بالإعلان عن صفقة القرن وحسب ما تناقلته الصحف والإعلام الأمريكي والإسرائيلي أنه سيتم الإعلان عن هذه الصفقة بعد مضي شهر رمضان رغم تحديد مواعيد سابقة لم يتم الإعلان فيها عن هذه الصفقة دون ذكر الأسباب التي أدت إلى التأجيل ..
والمشاهد الآن أن ترامب لم ينجح ولم يجد أي شريك له على المستوى الدولي أو العربي في تنفيذ هذه الصفقة بعد فشله الذريع في الأمم المتحدة والذي طالب فيه المجتمع الدولي بالإعتراف بالقدس عاصمة موحدة للكيان الصهيوني ورفض هذا القرار بغالبية دول العالم بما فيهم الدول الحليفة لأمريكا ..
وهذه هي الصفعة الأولى التي تلقتها أمريكا في الفصل الأول لصفقة القرن ..
ثم إتهمت أمريكا وكالة الغوث الدولية “الأونروا” التابعة للأمم المتحدة أنها لاتدعم السلام الفلسطيني الإسرائيلي وأنها تحرض ضد دولة إسرائيل وهي رمز لتخليد قضية اللاجئين الفلسطينين الذين يطالبون بالعودة إلى مدنهم وقراهم الذين رحلوا منها عام 1948 ..
وأرسلت رسائل سرية لدول الحلفاء والداعمين للأونروا لوقف المساعات عنها بعد أن قررت إيقاف كل المساعدات العينية والمالية والتي كانت تمثل النسبة الأكبر في موازنة الأونروا وطالبت من السلطة الفلسطينية إستلام مدارس ومؤسسات الأونروا ..
إلا أنها تلقت الصفعة الثانية برفض هذا القرار عالميا وإستمرت الأونروا بعملها بعد أن تم تغطية العجز المالي بعد وقف أمريكا مساهتها وذلك بدعم عالمي وعربي ..
لم يستسلم كوشنير المخطط لصفقة القرن لهذا الفشل فحاول إختراق الدول العربية معتقداً بإيجاد شريك قوي لدعم هذه الصفقة وكانت له زيارات مكوكية للعواصم العربية لإقناع زعماء العرب بهذه الصفقة إلا أننا إستمعنا جميعاً لتصريحات زعماء العرب بأن الحل العادل للقضية الفلسطينية هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وهذا هي الصفعة الثالثة لمخطط صفقة القرن ..
كوشنير يبحث عن بديل فهو يحاول إغراء السلطة الفلسطينية بالمال وعودة المساعدات السخية لها ..
لكن الواضح أن كوشنير لأنه رجل أعمال ولم يقرأ التاريخ جيداً لم يدرك بعد أن أي فلسطيني مهما بلغ موقعه في السلطة لا يستطيع أن يتنازل عن شبر واحد من الأراضي الفلسطينية والتي أقرتها كل القوانين الدولية وعليه أن يتذكر ما حدث في كامب ديفد بأمريكا عندما عرض على أبو عمار رحمه الله 97% من الأراضي المحتلة عام 1967 إلا أنه رفض وقال كلمته الشهيرة لو فعلت ذلك سيكون ثمنها رصاصة في رأسي ..
وبعد هذا الفشل الذريع لترامب وكوشنير ليس أمامهم إلا حفظ حمرة ماء الوجه وأن يكتفوا بالإعلان عن صفقة القرن من طرف واحد وطبيعي أن يحمل السلطة والعرب فشلها ..
لكن الحقيقه هي فشل ذريع لسياسة ترامب في الشرق الأوسط والعالم وهذا نذير شؤم عليه وعلى حزبه الجمهوري في الإنتخابات القادمة الذي بات محط إنتقاد لمعظم الشعب الأمريكي والدول الحليفة لهم ..
ومع التسريب التدريجي لصفقة القرن فقد أضحت واضحة للجميع وفي مجملها: “لا دولة فلسطينية، ولاحق عودة للاجئين، والقدس عاصمة موحدة للكيان الصهيوني ” ..
وهذا يكفي لردها لترامب مع كلمه أخيرة : “خذها وغادر فلن تجد من يسمعك وبضاعتك ردت إليك “.