1:44 صباحًا / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

“بتسيلم”: أربعة فلسطينيّين قُتلوا على يد جيش الاحتلال دون أيّ مبرّر

شفا – في أربع من حالات القتل التي حقّق فيها مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة “بتسيلم” منذ بداية شهر آذار 2019 يظهر بوضوح أنّ إطلاق النيران الفتّاكة من قبل جيش الاحتلال لم يكن له أيّ مبرّر:

  1. مقتل محمّد شاهين (23 عامًا) وهو يتفرج على مواجهات بين قوّات الجيش وراشقي حجارة في بلدة سلفيت

في يوم الثلاثاء الموافق 12.3.19 نحو السّاعة 15:00 اقتحم جنود وعناصر من شرطة حرس الحدود بلدة سلفيت الواقعة جنوب غرب نابلس. خرج نحو أربعين شابًّا وأخذوا يرشقون الحجارة نحو ما يقارب عشرة من عناصر قوّات الجيش الذين كانوا يحتمون خلف حاويات نفايات على بُعد مئة متر تقريبًا. ألقى عناصر قوات الجيش نحو راشقي الحجارة قنابل الصوّت وأطلقوا قنابل الغاز المسيل للدّموع والرّصاص المعدنيّ المغلّف بالمطّاط إضافة إلى الأعيرة الناريّة. أصيب بالرّصاص “المطّاطيّ” ثلاثة شبّان وأصيب شابّ في يده بالرّصاص الحيّ. كان محمّد شاهين يتفرج على المواجهات ويقول شاهد عيان إنّ محمّد رفض اقتراح صديقه الانضمام إلى راشقي الحجارة قائلًا: “كلّا أنا أصاب دائمًا رغم أنّني لا أفعل شيئًا”. كانت المسافة بينه وبين عناصر قوّات الجيش نحو مئة متر وتفصله مسافة تقارب عشرين مترًا عن راشقي الحجارة الذين كانوا يقفون بينه وبين العناصر. عند السّاعة 16:30 أطلق عناصر قوات الجيش عيارًا ناريًّا واحدًا وأردوه قتيلًا.

  1. مقتل أحمد مناصرة (22 عامًا) حين هبّ لمساعدة أسرة علقت سيّارتها قرب حاجز عسكريّ

في يوم الأربعاء الموافق 20.3.19 نحو السّاعة 21:00 كان علاء غياضة يقود سيّارته عائدًا من قرية إرطاس إلى منزله في نحالين الواقعة غربيّ بيت لحم ومعه زوجته ميساء وابنتاهما البالغتان من العمر 5 و-8 سنوات. عندما وصل إلى حاجز النشاش/إفرات شمال أوقف علاء سيّارته بسبب عطل أصابها. في ذلك الوقت كان الحاجز مفتوحًا ولا يوجد فيه جنود ولكن كان هناك جنود في برج المراقبة المنصوب على بُعد نحو خمسين مترًا من السيّارة. فور خروج علاء من سيّارته أطلق عليه الجنود النيران من برج المراقبة وأصابوه في بطنه. خرجت زوجته من السيّارة وأخذت تطلب النجدة فتوقّفت سيّارة ونزل منها أربعة شبّان لمساعدتها. نقل ثلاثة منهم علاء غيّاضة إلى المستشفى فيما الشابّ الرّابع – أحمد مناصرة (22 عامًا) من وادي فوكين – حاول مساعدة ميساء غيّاضة في تشغيل السيّارة المعطّلة. عندئذٍ أطلق الجنود النيران عليه من برج المراقبة وأردوه قتيلًا. نشر الجيش بيانات تضاربت فيها الرّوايات بخصوص ملابسات إطلاق النار وذكرت الرّواية الأخيرة مواجهات مع الفلسطينيّين تخلّلها رشق حجارة.

  1. مقتل المسعف المتطوّع ساجد مزهر (17 عامًا) حين همّ لإسعاف جريح

في يوم الأربعاء الموافق 27.3.19 نحو السّاعة 6:00 صباحًا اقتحم 40-50 جنديًّا وشرطيًّا من حرس الحدود مخيّم الدهيشة للّاجئين الواقع جنوب بيت لحم. اندلعت في أعقاب ذلك مواجهات بين عناصر قوات الجيش وسكّان المخيّم الذين رشقوهم بالحجارة. اعتقل عناصر قوّات الجيش ثلاثة من سكّان المخيّم ثمّ ساروا صاعدين في زقاق متّجهين إلى المركبات العسكريّة التي انتظرتهم في آخر الزّقاق. لاحق القوّة نحو عشرة شبّان وواصلوا رشقها بالحجارة. في هذه المرحلة أطلق أحد عناصر القوّة النار على أحد السكّان (م.ج البالغ من العمر 20 عامًا) وأصابه في رجله. في ذلك الوقت كان المسعف المتطوّع ساجد مزهر (17 عامًا) يرتدي السترة الخاصّة بطواقم الإغاثة الطبّية ويقف على بُعد بضعة عشرات من الأمتار خلف المصاب فهبّ راكضًا نحوه ليسعفه وعندها أطلق عناصر القوّة النار عليه وأصابوه في بطنه. نُقل مزهر إلى مستشفى في بيت لحم وتوفّي هناك متأثّرًا بجراحه.

  1. مقتل محمّد دار عدوان (24 عامًا من سكّان كفر عقب) الذي أصيب من الخلف أثناء فراره

في يوم الثلاثاء الموافق 2.4.19 نحو السّاعة 3:30 فجرًا اقتحمت أكثر من عشر مركبات عسكريّة حيّ كفر عقب الواقع شمال شرق القدس فخرج عدد من الشبّان ورشقوا المركبات المتحرّكة بالحجارة. دخلت القوّة إلى أحد الأزقّة فلاحقها الشبّان – وكان عددهم يقارب العشرة في هذه المرحلة – وواصلوا رشق الحجارة كما ألقوا عبوتين محليتَي الصنع. التفّت مجموعة أخرى من الجنود وطوّقت الشبّان مطلقة عليهم النيران فأصابت اثنين منهم. فرّ الشبّان فورًا من المكان لكنّ أحدهم (محمد دار عدوان البالغ من العمر 24 عامًا) فرّ في اتّجاه معاكس فمرّ عن مجموعة الجنود وعندها أطلق هؤلاء النيران عليه. واصل محمد المصاب الفرار وواصل الجنود إطلاق النيران الكثيفة نحوه. في شريط فيديو صوّره أحد السكّان وفي تسجيل رصدته كاميرا مراقبة مثبّتة على بناية مجاورة يظهر محمد دار عدوان لحظة أصابته النيران من الخلف أثناء فراره من الجنود.

الحالات الأربعة الموصوفة أعلاه تؤكّد مجدّدًا مدى استهتار جهاز الجيش بحياة الفلسطينيّين. لم يشكّل أيّ من ضحايا عناصر قوّات الجيش خطرًا على حياتهم وما كان ينبغي أن ينتهي أيّ من الاحداث المذكورة بمقتل أحد. لقد سبق وحذّرت بتسيلم مرارًا وتكرارًا أنّ هذه ليست أحداثًا استثنائيّة وأنّ مرتكبيها ليسوا “أعشابًا ضارّة” وأكّدت بتسيلم أنّ هذه الأحداث جزءٌ من روتين ممارسات الجنود وعناصر الشرطة ومرجعيّتها سياسة إطلاق النيران الفتّاكة شديدة الخطورة التي تتّبعها إسرائيل.

إزاء ذلك لا داعي للمبالغة في إبداء الإعجاب بأيّة تصريحات يدلي بها الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أو أيّ مسؤول آخر معلنًا أنّ وحدة التحقيقات في الشرطة العسكريّة ستحقّق أو أنّها قد باشرت “التحقيق في ملابسات الحادثة”.

جميع التجارب السّابقة تدلّ على أنّ هذه التحقيقات جزءٌ من جهاز طمس الحقائق الذي تديره النيابة العسكريّة وأنّها لا تؤثّر على سياسة إطلاق النار مهما تكن نتيجة التحقيق. من هنا فهي لا تردع عناصر قوّات الجيش عن إطلاق النيران الفتّاكة على الفلسطينيّين دون أيّ مبرّر.

شاهد أيضاً

غسان جابر

قرار المحكمة الجنائية الدولية: انتصار للعدالة أم خطوة رمزية؟ بقلم : م. غسان جابر

قرار المحكمة الجنائية الدولية: انتصار للعدالة أم خطوة رمزية؟ بقلم : م. غسان جابر بعد …