عام جديد … ولا جديد !؟ بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي
في ظل تراكمات الأعوام الماضية ، وما حل في شعبنا الفلسطيني من نكبات وويلات وأزمات وعقوبات متتالية ، بسبب الانقسام السياسي البغيض ، وافتقار شعبنا وخصوصاً في قطاع غزة لأدنى مقومات ومفاهيم الحياة الإنسانية البسيطة الكريمة من جهة ، وقمع وحصار الاحتلال الظالم من جهة أخرى، وفي ظل غياب مفاصل وجوهر الصراع للقضية الفلسطينية في المحافل الإقليمية والدولية ، و بعيداً هنا عن التشاؤم والتفاؤل … يحل علينا غداً أول أيام العام الجديد ، عام لا يحمل أي ملامح لأي أفق واسع أو منظور قادم لأي جديد ، ولا يحمل في طياته عام يبشر بأي جديد أو حتى معالم نحو التغيير والتجديد…!؟
الصورة النمطية السائدة والخاضعة للموضوعية في أذهان أبناء شعبنا الفلسطيني بأكمله ، تعطي مضموناً بأن العام الجديد وإن لم يكن الأسوأ على الإطلاق ، فلن يطرأ أي جديد يوحي في انبثاق أمل قريب أو جديد.
وهنا لا يخفى على أحد كان ، بأن القادم الجديد يأتي مقبلاً، والانقسام السياسي الفلسطيني ، قد أدلى بستاره السوداوي المظلم على كافة مرافق ومناحي الحياة في شطري الوطن وخصوصاً على أبناء شعبنا الصامد في قطاع غزة ، فالحياة قد أصابها الشلل والإنسان قد استسلم للعجز والملل ، وترى الناس في غزة بسكارى وما هم بسكارى من كثرة التفكير بالمستقبل غير المعلوم أو المضمون ، وينتابهم حالة من اليأس الشديد والقهر والضجر.
مع حلول أول أيام العام الجديد ، المواطن في قطاع غزة حاله ليس بأفضل حال ، وهو مختلف بالطبع عن كل الأحوال ، فلا دواء ولا ساعات انتظام للكهرباء وشح في الماء وقلة في الدواء ، ومشاكل اجتماعية وأسرية ونفسية تخيم على المكان وكل الأرجاء ، وبطالة وفقر وجوع يعجل في كل مرض ودواء ، وشباب ضائع يومه القادم كاليوم الذي مضى على حد سواء…
في ظل المعطيات الواضحة السابقة ، نجد أن الإنسان الفلسطيني ، والمواطن في قطاع غزة بشكل خاص قد فارق الحياة وهو حي يرزق ، فالحياة لا تكون حياة عندما يكون طابعها العام منعطفات خطيرة ومفترقات من الطرق ، فلا بد من قواعد وأسس صحيحة وسليمة تعتمد في مضمونها على بناء الإنسان من جديد ، ويكون معداً مسبقاً لها الخطط والبرامج والإمكانيات ، ليحل العام الجديد حتى يشعر الإنسان بأن هناك تقدم وتجديد على كافة الأصعدة والمستويات ، وفي مختلف مرافق الحياة .
للخروج من عنق زجاجة الأعوام المريرة والصعبة السابقة ، والتي مضت وذهبت في حال سبيلها ، ونحن على أبواب عام جديد ، لابد من صحوة ضمير وطني للكل الفلسطيني على مختلف مشاربه ومكوناته وتوجهاته ، وأن ينظروا جميعاً بروح وطنية جماعية ، وأن يكون العنوان للعام القادم ، الإنسان الفلسطيني “أغلى ما نملك” ،فلهذا يجب الحفاظ عليه ، من منطلق المسؤولية الجماعية، لأن الإنسان الفلسطيني هو الهوية وعنوان القضية.