1:04 صباحًا / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

المُستخلص من براءة “محمد دحلان” من دم عرفات، بقلم النائب : جهاد طمليه

سمعت كما سمع الكثيرون، عن قرار القضاء الفرنسي المشهود له بالنزاهة والحياد، وهو الذي سبق له أن زج بالعديد من كبار المسئولين الفرنسيين في السجون الفرنسية لثبوت إدانتهم بجرائم قاموا بها، ما يؤشر على أن قرار القضاء الفرنسي اتخذ دون أي مؤثرات داخلية أو خارجية، أخذين بعين الاعتبار أن القضاء الفرنسي هو أحد أعمدة الدولة الفرنسية التي تعد من القلائل العارفة بحقيقة موت عرفات، ليس لأنها أصدرت شهادة وفاته؛ بل لأنه لديها اسم الجهة الرباعي التي ركبت السم الذي أودى بحايته.

يستنتج من ذلك أن الكاتب والناشر الفرنسيان، دُفع بِهما وُلهما لتبني رواية الشهود المبينة أسمائهم ضمن وثائق الكتاب، وهذه الحقيقة تؤشر على أن الحالة الفلسطينية وصلت إلى الدرك الأسفل من الانحطاط السياسي، حيث فضل القائمون عليها؛ العمل بهذه الطريقة، على العمل بالطرق القانونية والعلمية العلنية التي يتولاها أصحاب الاختصاص، ما أفضى إلى بلبلة الرأي العام الفلسطيني، وتبديد جهوده وحرف نظره عن المكان الفعلي والمؤكد للحقيقة، ما منح القاتل الحقيقي للرئيس عرفات، بضع سنين للتواري عن الأنظار وتبديد الأدلة، ومنع المستويات والكفاءات الفلسطينية كافة من الاجتماع حول جهد موحد؛ لبناء دليل علمي متماسك يمكن مواجهة الجاني الحقيقي به.

لهذا تجاهل الذين استهدفوا “محمد دحلان” بسبب رغبتهم الجامحة في الانتقام منه؛ وتحقيق رغبتهم المستعجلة بإقصاءه، رمزيته العالية؛ ولم يقدروا الضرر الذي من الممكن أن تتسبب به إدانته لا سمح الله، لأنها ستسهم بشكل أو بآخر في نزع الصفاء عن العمل الوطني الفلسطيني، وتلطخ سمعة قادته بشكل جماعي، وستتسبب في شيوع حالة من الكفر بالخطاب الوطني الذي تمثله فتح ومنظمة التحرير، وهذا عمى منبعه تحكم الفرد بمصير الجماعة، سواء كانت حزباً أو ثورة أو دولة، لأن القائد الراغب بالخلود لن يسمح لغيره مزاملته العمل أو بوراثته، لهذا يبيح لنفسه عمل كل شىء ليبقى في مكانه، حتى لو تحالف مع الخصوم ضد الشركاء الوطنيين، أو استخدم الكذب والدجل والرياء، ليفوز بجائزة البقاء المغلف بالسراب.

ونتيجة لذلك فكك القضاء الفرنسي كنه الرسالة المزورة التي اعتمد عليها المؤلف في كتابه واعتبرها دليله الوحيد على تورط “دحلان” باغتيال عرفات، وهي رسالة ادعى بأنها موجة من “محمد دحلان” لــ “شاؤول موفاز” وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق في عام 2003م، عبر فيها عن رغبته في المساعدة للتخلص من ياسر عرفات.

خلاصة

إن فحوى قرار القضاء الفرنسي الذي جرم الكاتب بتهمة السب والقذف العلني، يشكل إدانة له ولمن ساعده ودفع له وغرر به ليكتب ما كتب، بمن فيهم الــ (30) أسماً الذين وردت أسمائهم في لائحة مقابلات الكتاب، وكلهم مقربون من الرئيس الفلسطيني “محمود عباس” أما الغرامة التي سيدفعها الكاتب والناشر لـــ “محمد دحلان” فعليهما تحصيلها مِن مَن دفعهم للقيام بهذا العمل، بمن فيهم الشهود الذين لم ينطقوا بالحق.

شاهد أيضاً

الصحفي حسن أبو قفة

استشهاد الصحفي حسن أبو قفة في قصف إسرائيلي على النصيرات وسط قطاع غزة

شفا – استشهد، مساء اليوم الجمعة، الصحفي الفلسطيني حسن أبو قفة ونجله عماد بعد غارة …