محمد دحلان … انتصار العدالة بقلم : عبد الرحيم المدهون
من مهد المدرسة القانونية الفرنسية الضاربة في عمق التاريخ أعلن اليقين، فيما كان يتغنى به المدافعون عن براءة إسرائيل من قضية اغتيال رمز الشعب الفلسطيني، الشهد ياسر عرفات، أصبح ماضياً يستحيل الرجوع إليه، ولا يدين النائب محمد دحلان في شيء، ولكنه يبقي أصابع الاتهام مسلطة نحو أولئك الموتورين الذين حاولوا بكل الوسائل تشويه صورة النائب محمد دحلان بهذا الاتهام الباطل.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل كان الدافع الحقيقي لهم، مجرد حقد شخصي واتهامات مرسلة أرادوا من خلالها الإساءة لشخصية وطنية؟؟ بعد علمهم أن مقعد المتهم سيظل فارغاً، بعد أن حبكت إسرائيل مسلسل الاغتيال بشكل لا يمكن كشفه؟!! أم أن سبب اتهام النائب محمد دحلان بذلك، هو إزاحة أصابع الاتهام عن الفاعل الحقيقي المعروف لكل العالم، والذي أوغل ولا زال يوغل في دماء الشعب الفلسطيني مع بزوغ كل فجر جديد…!!!؟
إن كان الخيار الأول فهي مصيبة…!! واذا كان الثاني فالمصيبة أعظم..
بعد سنوات من مسلسل التشهير العلني الذي مارسه الكاتب الفرنسي إيمانويل فو، مؤلف كتاب “عرفات”، ظهرت الحقيقة، لتدينه بالتشهير بموجب القانون دون وجود دليل حقيقي على ادعائه، الرواية التي تتساوق مع ما يحاول الاحتلال الإسرائيلي وأعوانه إقناع العالم به..!!
فما هي الجريمة الحقيقة، التي يستحق دحلان أن يعاقب عليها بمثل هذا الاتهام ؟؟ هل لأنه أراد أن يحافظ على ذات درب النضال الذي بدأه ومات عليه الشهيد ياسر عرفات؟؟ أم بسبب المقاربة التي كانت موجودة بين شخص النائب دحلان والشهيد ياسر عرفات؟؟ أم لأن دحلان رفض أن يكون شريكهم فيما يفعل اليوم بأبناء غزة، وكل الشعب الفلسطيني؟؟ تساؤلات كثيرة تبقى وبشكل مؤقت دون إجابة، الى أن تظهر الحقيقة جلية للعيان في يوم من الأيام.
وبالعودة الى ما قالة الكاتب إيمانويل فو، وبعد تساوقه مع الرواية التي أشاعها مختطفو فتح، رواية ماكرة كشف زيفها القضاء، بعد إيمان النائب دحلان بعدالة القضاء الفرنسي، الذي وقف أمامه ودافع عن نفسه برغم كل الضغوطات التي تمارس عليه في كل المستويات.
ما يستوجب الوقوف عليه… هو إلى متى سيبقى المتحكمون في قوت ومصير الشعب والقضية الفلسطيني، جاثمين متربعين على الصدور الحرة التي تأبى الركوع لبساطير الاحتلال، فالقدس هودت والضفة نهشت بالاستيطان وغزة أنهكت بالتجويع، فهل سيبقى هؤلاء ما بقي الجدول الزمني التي تسير عليه إسرائيل بهدف انهاء الوجود وطمس الهوية الفلسطينية؟؟ أم أنه وجب علينا جميعاً أن نتحرك بقوة وحزم للحفاظ على ما تبقى من رموزٍ وطنية وفتحاوية.