بالفيديو.. حركة فتح تحيي الذكرى الخامسة لرحيل “شيخ المناضلين” وتتعهد بالسير على دربه

شفا – إن سيرة حياة بعض القادة في العالم؛ تظل على مدى السنين لا تتقادم ولا يغطيها النسيان؛ بل تنبض دائمًا بالحرارة والأمل؛ ورغم كل ما كتب وما سيكتب عن أبو علي شاهين، سيظل قاصراً عن التعبير على مدى حبه لفلسطين، بطلاً سيسجل التاريخ بطولاته وأمجاده.. وسيظل بتاريخه المشرق قدوةً لأبناء كل جيل.

ترك أبو علي إرثاً كبيراً في مجال أدب السجون والحركة الأسيرة لا سيما في مجال الرواية والقصة والشعر والنثر؛ ترك مخزون ثقافي وسياسي وإرث كبير للحركة الوطنية الأسيرة والحركة الثقافية كونه أغنى المسيرة التربوية والأكاديمية بأكثر من 30 رسالة علمية محكمة من درجتي الماجستير والدكتوراه نوقشت في الجامعات الفلسطينية والعربية والدولية، جسد الراحل أبو علي فكره وشهادته فيها على مسيرة النضال وبشاعة وجبروت السجان الإسرائيلي في السجون والمعتقلات الإسرائيلية.

كان أبو علي يمثل في حياته منهجاً متكاملاً في الفعل الثوري ومدرسة مكتملة المعالم في النضال الوطني والقومي، لم يكن لأحد أن يستشعر الغربة معه وكان الجميع يحس بالقرب منه ليس بقدر اتفاقك معه بل بقدر ما تحمله من فكر وإيمان بفلسطين ومعركة التحرر الوطني ومحاربة المشروع الصهيوني، كان يسمح بأن تختلف معه في الوسيلة لكنه لم يكن ليختلف معك على الغاية والمبادئ والأسس الوطنية، كان الكل الوطني يسكن في ملامح أبو علي وجوارحه وكان يرى في الجميع مشهداً لخارطة فلسطين المستقبل، بالرغم من كونه فتحاوياً، بل ومن مؤسسي حركة فتح إلا أن مشاعره لم تكن ملكاً لتنظيم معين أو لفريق دون الآخر، كان علاقاته على امتداد الوطن بفضائه الواسع وحجم التنوع اللانهائي في أروقته ومؤسساته.

إنه الثورة التي عرفتها جبال الخليل وفاض البحر فيها اشتياقاً لحور الجليل وتجدلت فيها الشمس على عنق يافا وتعالى منها الضوء في أروقة المدائن كم تقلب المجد على كفيه الشريفتين وطاف بالأنوار على مهر الرجولة واسراج في نواصي الخليل صهيل الاشتياق وراح يردد مع الأصفاد أغانيها ويداور في غياهب الأسر لهيب الاحتراق لا أحداً سواه يشافي في شقوق الأرض الجراح ولا أحداً غيره يجاري في مدار الشمس أقدار الصباح كم خف الثقيل على كتفيه الشامخين وقال المزيد إذا شح السلاح، هكذا هو الأب الحنون والقائد الوطني الكبير جمل المحامل والصدق المباح كما الغيم يفيض إن مال الغبيط بأحماله تعالى احتساباً لهوج الرياح إنه يرقد الآن على فراش الشفاء بعد أن سرق الإعياء كبده الموجوع وأخذ معه ما تبقى من الطحال وبعض من نشاط الكلى ولم يبقي من جسده المسك غير ختام العطور وحناء العرائس وبخور الزفاف لكنه كما هو وكما عرفناه في يومه الأول يسجل أسمائنا على أصابعه الضوء ويرتب لنا أفراح الطلوع يتصل بنا واحداً بعد الآخر ويطيل معنا حديث الأمنيات ويقسم علينا أن نفرح من جديد وأن نبقى كما نحن قابضين على خيارنا الصعب ومنحازين إلى الحقيقة .

ذكرى وعهد

يوافق اليوم الاثنين الموافق 28/5/2018 الذكرى السنوية الخامسة لرحيل شيخ المناضلين أبو علي شاهين عن دنيانا، وكعادتها أوفت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح في ساحة غزة بوعدها وعهدها للمفكر والفيلسوف والثائر وابن المخيم عبد العزيز شاهين.

وأحيت حركة فتح بمحافظة رفح، مساء أمس الأحد، الذكرى الخامسة لرحيل القائد المفكر أبو علي شاهين، من أمام قبره في المقبرة الشرقية بمحافظة رفح، بمشاركة عائلة الشهيد ابو علي شاهين والنائب ماجد ابو شمالة معتمد قيادة حركة فتح في ساحة غزة وقيادة الساحة وبحضور إبراهيم ابو النجا محافظ غزة و د.زياد شعث القيادي بحركة فتح والمئات من كوادر وابناء الحركة.

وقال النائب ماجد ابو شمالة، ان القائد أبو علي شاهين كان المناضل والسياسي والمثقف والمنظر الفلسطيني الذي تتلمذ على يديه آلاف المناضلين والمثقفين.

وأكد ابو شمالة على ان روح ابو علي شاهين تدفعنا جميعا لأن ننظر نحو فلسطين وأن نتحدى كل الجلادين وكل من يعتقد بأنه أكبر من هذا الشعب، مشيرا الى الإرادة التي تربى عليها ابناء فتح في مدرسة شيخ المناضلين قادرة على أن تقف في وجه من يفكر في حصار وتجويع سكان قطاع غزة الصامد.

بدوره اكد صلاح العويصي امين سر حركة فتح بمحافظة رفح على دور ابو علي شاهين التاريخي في ارث حركة فتح الذى رسم الطريق وافسح المجال لنتعلم كل فعل حسن ومفيد لأنفسنا ومجتمعنا، وغرس فينا روح النضال ونكران الذات.

وأضاف العويصي: “من صفات ابو علي شاهين انه كان لا يأمر أحد بأن يقوم بأي عمل مهما كان بسيطا ولكنه كان يسبق الجميع الى القيام به، فيجد الجميع نفسه قد اندفع تلقائيا لإنجاز المطلوب واتقانه، وما أحوجنا هذه الأيام لأمثال هذا القائد الذى كان بمثابة الشمعة التي تحترق لتضيء دروب الأخرين”.

من جهته، وجه المهندس علي شاهين نجل الراحل عبد العزيز شاهين، الشكر والتحية لحركة فتح في ساحة غزة وللنائب محمد دحلان على تقديرهم لشيخ المناضلين من خلال احياء ذكراه في كل عام.

وقال شاهين: “والدي افني حياته من اجل الوطن وحباً في تراب فلسطين وشع فلسطين، ونحمد الله ان شعبنا حافظاً ومقدراً للتضحيات التي قدمها ابو علي شاهين من أجل فلسطين”.

[embedyt] https://www.youtube.com/watch?v=mkflgoDfCCc[/embedyt]