شفا – هنأ القيادي حركة فتح وعضو المجلس الثوري عبد الحكيم عوض، الفلسطينيين بانتصارهم في معركة الأمم المتحدة ضد الغطرسة الأمريكية، التي منحت الاحتلال الإسرائيلي حق إعلان القدس عاصمة لدولته المزعومة، مؤكداً أن تصويت 128 دولة ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يمثل انتصارا للفلسطينيين ويؤكد أن شعبنا ماض في هذا الطريق حتى يحقق هدفه في الاستقلال ودحر الاحتلال الغاصب.
وأكد “عوض” خلال خلال لقائه مع الإعلامي حازم الزميلي، ببرنامج “بصراحة” عبر فضائية “الكوفية” ، مساء اليوم الخميس، أنه على الرغم من تهديدات ترامب بوقف تقديم المساعدات إلا أن دولاً أوروبية وأخرى فقيرة رفضت الانصياع لهذه التهديدات، وساندت الشعب الفلسطيني من خلال التصويت لصالح رفض قراره بشأن القدس.
وأضاف أنه كان من المفترض من دولة راعية لمفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين أن تكون محايدة، وألا تدخل نفسها طرفاً في الصراع، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني اليوم يواجه إسرائيل وأمريكا، في حين وجه العالم رسالة لأمريكا بأنه لن يكون دمية في يدها أو يأتمر بأوامرها مهما كانت الضغوط، مشدداً على أن قرار ترامب الأخير يمثل تحيز عنصري مطلق مساند للاحتلال الإسرائيلي.
وتابع “عوض” أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقف عند هذا الانتصار ويجب تحقيق الوحدة الفلسطينية دون مماطلة أو تسويف أو كذب، وتصليب مؤسسات الدولة الفلسطينية ومؤسسات منظمة التحرير ودعوة الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الذي يضم كافة الفصائل للاجتماع العاجل لوضع استراتيجية وطنية تضع خارطة طريق لمواجهة التحديات التي تواجه القضية بعد قرار ترامب.
وشدد على أننا بحاجة إلى قرارات وإجراءات على صعيد القيادة الفلسطينية بعيداً عن الخطابات الرنانة، وفي مقدمة ذلك التحرر من أوسلو وتبعاتها، وكذلك التوجه إلى الأمم المتحدة لرعاية عملية السلام، وتعزيز علاقاتنا التاريخية مع دول دعمت القضية الفلسطينية كروسيا والصين.
وقال “عوض” إنه كان واثقاً في وقوف الدول العربية إلى جانب الشعب الفلسطيني رغم التهديدات والابتزاز الأمريكي، مشيراً إلى أن الإمبريالية الأمريكية تطبل ليل نهار لإشاعة ونشر بذور الفرقة بين الشعب الفلسطيني والأشقاء العرب.
وانتقد عضو المجلس الثوري موقف مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية التي تحدثت بكل وقاحة وقالت إنها ستسجل أسماء الدول التي ستصوت لصالح مشروع القرار الرافض لقرار ترامب ليتم فرض عقوبات عليها، واصفاً ذلك بأنه “قمة البلطجة السياسية”، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية تدفع العالم إلى الفوضى والهاوية من خلال سياساتها وستندم على هذا السلوك السياسي الأرعن.
وطالب القيادة الفلسطينية باتخاذ قرارات مفصلية منها الانضمام الحقيقي إلى منظمات دولية وفي مقدمتها محكمة الجنايات الدولية، خاصة أن الشعب الفلسطيني لا يمكنه العيش بكرامة إذا استمرت القدس مغللة بالقيود وتهود وتغدو عاصمة لهذا الكيان المغتصب.
وقلل “عوض” من قيمة أموال ترامب وتهديداته بقطع المعونة، قائلاً: “في عهد الراحل ياسر عرفات بقينا سنتين دون معونة والشعب الفلسطيني استطاع أن يثبت ورفض الخضوع وقيادته رفضت التنازل عن الثوابت”.
وأكد عضو المجلس الثوري عبد الحكيم عوض أن قيادة الاحتلال لا يمكن أن تكون سعيدة بما جرى في الجمعية العامة للأمم المتحدة، خاصة أن الدول التي صوتت لصالح القرار أثبتت وقوفها إلى جانب الحق الفلسطيني، وضاعفت من عزلة إسرائيل وضربت دعمها في مقتل.