شفا – النائب عبد الحميد العيله يكتب : مصر العروبة أثبتت دومًا أنها الحريصة على الشعب الفلسطيني
دخلت عملية المصالحة بين فتح وحماس عامها العاشر وتنقلت بين العواصم العربية ولم تخلو فيها مصالح بعض هذه الدول.. وللأسف كتب لكل هذه المحاولات الفشل !!! .. وعدم الإستمرار لا بل محابات طرف على حساب طرف آخر..
لكن ما شاهدناه وتابعناه في العاصمة المصرية كان شئ آخر .. مصر الكنانة لم تستسلم لعناد طرف على حساب طرف آخر.. لم ينفذ صبرها في الوصول إلى لملمة الكل الفلسطيني الممزق..
تركت طرفي الخلاف للإستعانة بدول عربية لإنهاء هذا المسلسل المؤلم.. ومصر تعلم أن بعض هذه الدول لها أجنداتها الخاصة في عملية المصالحة..
وبعد أن فشلت كل تلك المحاولات عدنا وعاد الجميع لبوابة مصر التي إستطاعت أن تبلور نقاط الخلاف وتكسر الجمود.. وأن تضع يدها بكل قوة لوقف هذا الجرح النازف والذي تكلل بالنجاح عندما أعلنت حماس من القاهرة عن موافقتها لشروط حركة فتح وما تبعه من إرتياح في حركة فتح على لسان العديد من قياداتها..
وليس إصرار مصر على متابعة عملية المصالحة على الأرض إلا لطي حقبة سوداء عاشها الشعب الفلسطيني ودفع ثمنها باهظاً عندما إستغلت إسرائيل هذا الإنقسام لتدعي عدم وجود طرف فلسطيني للتفاوض معه.. لا وبل صادرت الأرض وتوسعت في المستوطنات وأدارت ظهرها للسلطة في رام الله..
ومع كل ذلك أصبحت المصالحة اليوم مطلب شعبي ووطني وعربي لا مفر منه فأين نحن منها.. فهل سنشاهد تنفيذ بنود المصالحة على الأرض في الأيام القادمة ؟ وهل سيصدر بيان من السلطة في رام الله موازي لبيان حماس بقبول المصالحة ؟ وهل سيشهد القطاع قراراً من الرئيس بالغاء كافة العقوبات التي فرضت عليه؟..
إن الكرة الآن في الملعب الفلسطيني ومصر العروبة لن تتخلى عن تنفيذ هذا الإتفاق..
في الوقت نفسه ستعلن وعلى الملأ من المسؤول عن إفشال هذا الإتفاق لا سمح الله .. وحينها لن تسمح مصر بهذا الفشل .. لكن الأمل مازال يعيش في قلوب هذا الشعب الذي دفع أثمان باهظة لخلافات حزبية ضيقه بين قياداته..
نأمل أن نشاهد قريباً الوفد الأمني الإداري المصري على الأرض للإشراف على بنود الإتفاق.. وعلينا أن نرفع القبعة لمصر ورئيسها في إتمام هذه المصالحة..