شفا – استطلعت «تليفزيون الغد» اليوم الخميس، رأي نواب حركة «حماس» في مشاركة القيادي النائب بحركة فتح، محمد دحلان، بعد سنوات طوال في الجلسة الطارئة التي عقدها المجلس التشريعي بغزة، حول الأحداث الجارية في القدس والمسجد الأقصى.
فبعد 10 سنوات من القطيعة والانقسام السياسي والجغرافي بما حمله من تداعيات طالت كل مناحي الحياة في غزة، عاد المجلس التشريعي للانعقاد من جديد، بحضور نواب فتح، وفي مقدمتهم النائب محمد دحلان، الذي ألقى كلمة عبر الفيديوكونفرانس حول الأحداث الجارية في القدس والمسجد الأقصى.
وهي المرة الأولى الذي يطل فيها النائب دحلان في قلب قاعة المجلس التشريعي، ليتحدث أمام نواب حماس، الذين كانوا لوقت قريب لا يتقبلون الأمر، لكن تفاهمات القاهرة الأخيرة، التي تمت بين دحلان، الذي يقود التيار الإصلاحي في حركة فتح، أسست لمرحلة جديدة من العلاقات الوطنية مع حركة حماس.
وعلى هامش جلسة المجلس التشريعي، استطلعت «الغد» آراء نواب حماس وقياداتها بشأن مشاركة دحلان لأول بعد سنوات عجاف من الانقسام.
خليل الحية، النائب عن حماس وعضو مكتبها السياسي، أكد أن هذه الجلسة لها دلالة مهمة، ووجود دحلان فيها أمر طبيعي وليس فيه غرابة، ولا يخفى على أحد أننا جلسنا مع دحلان وتياره في “فتح” جلسات عديدة وما زلنا، وتم التوصل معهم لتفاهمات من أجل التخفيف من واقع غزة الصعب، رغم الخصومة السياسية التي بيننا ليس بالضرورة أن نكون متفقين على كل شيء، لكن عدونا واحد، وهو الاحتلال.
وأضاف الحية، أن هذه الجلسة بحضور دحلان تؤكد أننا قادرون على اجتراح الماضي، وأن نؤسس لمرحلة جديدة من المصالحة والشراكة السياسية الحقيقة، بعيدا عن الحسابات الحزبية والفصائلية.
وأشار إلى أنهم يعملون مع دحلان، والرجل يحاول أن يبذل جهودا لتخفيف من أزمات القطاع، وكذلك عبر لجنة التكافل، التي يشارك فيها أخوة من مختلف القوى والفصائل.
وقال الحية، “أيدينا ممددوة للكل الفلسطيني وليس لدحلان فقط، أيدينا ممدودة للرئيس عباس وكل القوى والفصائل من أجل أن نعمل سويا لتعزيز صمود شعبنا وإنهاء الاحتلال، ونأمل أن نجلس مع كل فتح وليس طرفا فيها، وأن يتم التوصل لمصالحة حقيقة تنهى الانقسام وتستعاد فيها الوحدة الوطنية”.
من جانبه، أشار صلاح البردويل، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إلى أهمية الجلسة على الصعيد الوطني، كونها تنبع من تغير واضح في الخارطة السياسية تحت قبة البرلمان، فنصف أعضاء فتح بالمجلس التشريعي من المحسوبين على دحلان شاركوا إلى جانب نواب حماس، وهي مشاركة مهمة ووطنية بامتياز، فلا أحد يستطيع أن يبتعد أو يتهرب من قضية القدس، وما تعانيه من إجراءات الاحتلال.
وأكد البردويل، أن مشاركة دحلان ستكون بداية حقيقية لتحقيق المصالحة الوطنية والمجتمعية التي بدأ العمل بها.
أما النائب يحيى موسى، فقال إن المجلس التشريعي هو بيت الفلسطينيين وبيت الديمقراطية والشراكة والوطن لا يظلم فيه أحد ولا يطرد منه أحد، ولا يقصى فيه أحد، ويحق لكل نائب المشاركة والتعبير عن موقفه ورأيه، وأضاف نحن شركاء في الوطن والقضية.
ووصف مشير المصري، الجلسة بأنها جلسة وطنية مشتركة بمشاركة نواب حركة حماس وفتح بعد انقطاع دام 10 سنوات، وتدلل بشكل قاطع أن قضية القدس جامعة مانعة للكل الفلسطيني.
وأضاف المصري، أن مشاركة دحلان في الجلسة تأتي تتويجا وثمرة للتفاهمات التي أبرمت في القاهرة، التي يامل منها التأسيس لمرحلة جديدة من العلاقات الوطنية تنعكس إيجابا على الواقع المعاش في غزة.
وعبر المصري عن أمله في أن تؤسس مشاركة دحلان بالجلسة وما سيتبعها من خطوات بناءً على تفاهمات القاهرة، لإحداث انفراجه شاملة وكاملة يشعر بها المواطن الفلسطيني، داعيا السلطة الفلسطينية لتفعيل المجلس التشريعي وإنهاء كافة العقبات أمام التئامه، سواء المتخذة من الاحتلال أو السلطة الفلسطينية.
قال رئيس المجلس التشريعي بالإنابة، أحمد بحر، إن النائب محمد دحلان، منتخب من قبل الشعب الفلسطيني، وله أنصاره، ومشاركته اليوم مهمة، خاصة في مثل هذه الظروف الصعبة، التي تواجهها مدينة القدس والمسجد الأقصى.
وأضاف أنه وجه دعوات لكافة الكتل البرلمانية في المجلس، لكن الاستجابة جاءت من قبل دحلان والنواب المحسوبين عليه، وهي رسالة مهمة في هذا التوقيت الصعب، ورسالة لكل العالم أن شعبنا قادر على توحيد صفوفه من جديد، والانطلاق على الصعيد السياسي والبرلماني والوطني، لنكون موحدين في مواجهة الاحتلال.