يعمل الكيان الصهيوني بخطوات متسارعة على تغيير جغرافية فلسطين، وتغيير الخريطة الرئيسة للطرقات والشوارع، حتى الأسماء يطلق عليها العدو أسماء عبرية تلمودية، هذه الأيام يحتفل الصهاينة بذكرى مرور خمسين عامًا على حرب عام 1967م إذ استكمل العدو الصهيوني السيطرة الكاملة على الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، وبسط سيطرته على كامل التراب الفلسطيني.
اليوم بعد مرور نصف قرن من الزمن على نكسة حزيران (يونيو) 1967م أصبحت الضفة الغربية والقدس (كانتونات) منفصلة يرتكب الاحتلال بحقها جرائم يومية، وجدار الفصل العنصري أكبر دليل على ما يحياه الفلسطينيون في الضفة المحتلة والقدس في ظل سياسات (الأبرتهايد)، ومن يسير في طرقات الضفة والقدس المحتلة يشاهد مدى المعاناة والآلام التي يتكبدها الفلسطينيون بسبب الحواجز الاحتلالية التي يضعها الاحتلال في أماكن مركزية بطرقات الضفة والقدس.
إن الاستيطان الصهيوني يتواصل بكل شراسة على أرضنا الفلسطينية، يأكل الأخضر واليابس ويزاد في كل يوم، حتى إن نصف الصهاينة يعدون الضفة الغربية والقدس أراضي “إسرائيلية محررة، وفق ما أظهر استطلاع رأي حديث في الكيان نشره موقع (واللا) الصهيوني الاستخباري، رأى فيه 49% من “الإسرائيليين” أن الضفة الغربية والقدس المحتلتين هما أراض “محررة”، وأكد 28% أنهما أرض محتلة.
إن الأمم المتحدة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل جرائم التهجير القسري بحق الفلسطينيين، فقد نشر حديثًا مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة (أوتشا) أرقامًا في الذكرى الخمسين للاحتلال الصهيوني للقدس، تحدث فيها عن مواصلة الكيان تهجير الفلسطينيين قسرًا.
إن عدد المستوطنين في القدس والضفة المحتلة تجاوز 700 ألف مستوطن، ويدور الحديث جديًّا عن ضم كبرى المستوطنات الجاثمة على أرض الضفة لتصبح مدينة من مدن الكيان الصهيوني، هذا إضافة إلى مواصلة إقامة الكتل الاستيطانية في الكثير من المناطق بالضفة.
الكيان الصهيوني لا يتوانى عن إنفاق ملايين الدولارات في مشاريع ومخططات تهويد القدس والمسجد الأقصى المبارك، إذ تعمل حكومة (نتنياهو) على تأمين قطعان المستوطنين خلال اقتحامات باحات المسجد الأقصى، وإقامة صلواتهم التلمودية في الباحات الشريفة، في حين عقدت حكومة (نتنياهو) العنصرية قبل أيام جلستها الأسبوعية أسفل حائط البراق الإسلامي (الجدار الغربي للمسجد الأقصى).
إن العدو الصهيوني يواصل ممارساته الإجرامية العنصرية في الذكرى الخمسين لاحتلال القدس وسائر الأراضي الفلسطينية، ويضرب عرض الحائط بكل القرارات والمواثيق الدولية، ويتعدى على الشرعية الدولية وقراراتها التي تدين الإجراءات الاحتلالية جميعًا في الأراضي الفلسطينية، وفي مقدمتها القدس والمسجد الأقصى المبارك.
خلاصة القول: إن ما يحدث من مخططات استيطانية في الضفة المحتلة والقدس يقضي على آمال وأحلام أصحاب مشاريع التسوية مع الاحتلال، ولن يتوانى الاحتلال عن بناء المزيد من الكتل الاستيطانية، بل يرفض رفضًا قاطعًا تقسيم القدس وحل الدولتين، ويعمل ليل نهار على فرض السطوة والسيطرة الكاملة على أرضنا الفلسطينية.