رجلان اثنان لا يتغيران أبدا .. الاكثر حكمة والاكثر غباء (كونفوشيوس)
“لا يمكن للتغيير أن ينجح قبل ان تتوفر لنا ارضية صلبة نقف عليها، و هكذا نتعامل بايجابية مع التغيير.
(ريتشارد نيلسون بولز)
التغيير هو سنة من سنن الله في الكون، وهو ضد الثبات كما أنه تعبير عن الحركة الدائمة للكون، ولكنه قد يقلق البعض لأنها تخرجه من دائرة الإرتياح التي تعود عليها. والحقيقة أن معظم الناس يبتعدون عن التغيير لأنهم يخافون أن يكون مؤقتاً ولذلك فقد لا يستحق المعاناة أو المحاولة.
والتغيير هو محاولة مستمرة من الإنسان إلى تطوير ذاته وواقعه من السيئ إلى الحسن، ومن الحسن إلى الأحسن، إنه معالجة الخطأ وتطوير الصواب.
والتغيير لغة يعني الاتيان في الشيء بما يعارضه أو يضاره ويناقضه. والتغيير اصطلاحاً هو التبدل الذي تتعرض له مختلف البنى الاجتماعية، والذي يمس جميع أنواع الفعاليات، وما يرتبط بها من التزامات تقتضي إعادة النظر في الوسائل والإمكانات، وكيفية استعمالها وتوظيفها، ومن ثم فإنه لا يمكن أن يكون جزئيا، بل لابد أن يكون شموليا وكليا، حتى ولو بدون قصد إلى ذلك، لأن أي تغير يحدث في بنية ما من المجتمع، ينعكس تلقائيا على بقية البنيات.
والتغيير التنظيمي هو عملية تحسين وتطوير وإدخال تعديلات على كل ما يخص المنظمات من أهداف وسياسات وعناصر العمل بغرض إستحداث أوضاع داخلية تحقق الإنسجام والتوافق بينها وبين الأوضاع الخارجية قصد اكتساب ميزة تنافسية والتفوق على المنظمات الأخرى.
يرتكز التغيير الناجح على ثلاثة مبادئ أو خطوات أساسية هي:
· ارتق بطموحاتك ومعاييرك، وفكر بالقادة العظماء الناجحين، وكيف سارت حياتهم في الإتجاهات التي رسموها لأنفسهم.
· تخلص من الإعتقاد الخاطئ بأنك محدود الإمكانات عندما ترتقي بطموحاتك يجب أن تؤمن وتعتقد بأنك قادرعلى تحقيقها، فعندما نغير المعتقدات فإننا نغير معها المستحيل إلى ممكن، والصعب إلى سهل، والخارق إلى عادي والمشكوك فيه إلى المؤكد.
· إبحث عن الإستراتيجيات والطرق التي سوف تسلكها نحو تحقيق هذه الطموحات والطريق يبدأ بمحاكاة الناجحين والعظماء، والتجارب الناجحة التي سوف ترسم لك الطريق نحو النجاح الذي تريده
التغيير الاجتماعي:
عندما كانت ظاهرة التغير والحركة، ظاهرة ملموسة، ودائمة ومستمرة دون توقف؛ فنجدها قد أخذت مكان الصدارة من التفكير البشري، وذلك منذ فجر الحضارات الإنسانية بصفة عامة وحتى يومنا هذا ، وعلى الرغم من هذا الاهتمام المبكر والمستمر من قبل المفكرين، فإن مفهوم التغير قد عولج من قبل أولئك المفكرين من منظورات وتصورات مختلفة ، وذلك تبعاً للاتجاهات الفكرية ولأيديولوجيات السائدة في كل مجتمع ، وفي كل عصر من العصور . وما يجمع عليه المفكرون هو أن التغير الاجتماعي ظاهرة اجتماعية، وحقيقة لا تقبل الشك، فالمجتمع بطبيعته متغير، فهو يأخذ من الجيل السابق جوانب ثقافية ويضيف عليها تمشياً مع واقعه الاجتماعي ومتطلباته المستجدة .
مصادر التغير الاجتماعي وآلياتـه:
تختلف مصادر التغير الاجتماعي، إلا أنه يمكن القول بأن هناك مصدرين للتغير هما:
1. المصدر الداخلي: أي أن يكون نتيجة لتفاعلات تتم ضمن الواقع الاجتماعي أو النسق الاجتماعي، فتعمل على بلورة نوع من الوعي الداعي بل والقابل للتغير، مثل القرارات الإدارية والتعليم، والمشروعات الكبرى، وكذلك بعض الحركات الداعية للتجديد أو الإصلاح الخ .
2. المصدر الخارجي: الذي يأتي من خارج النسق، نتيجة انفتاح المجتمع واتصاله بغيره من المجتمعات الأخرى، وما ينتج عن ذلك من الاستيرادات والإعلام والابتعاثات ، أو تدخلات المنظمات الدولية ، الخ .
وسواء أكان المصدر من الداخل أم من الخارج فإن ذلك يقوم على آليات محددة هي:
1. الاختراع والاكتشاف: يبدو في ابتكار أشياء جديدة لم تكن موجودة من قبل، مثل إكتشاف البترول ، المخترعات كوسائل المواصلات والاتصالات ومختلف التقنيات .
2. الذكاء والبيئة الثقافية: بلا شك أن الاختراع أو الاكتشاف، إنما يتطلب مستوى مرتفع من الذكاء والإبداع والمبادرات الواعية من الأشخاص والجماعات .
3. الانتشـار: ويعني قبول المكتشفات والتفاعل مع المخترعات والتجديدات الوافدة من قبل أفراد المجتمع؛ إلا أن المخترعات لن يكتب لها النجاح في أن تؤدي إلى عملية التغير حتى تعم وتنتشر لدى أشخاص كثيرين أي على نطاق واسع في المجتمع مثل انتشار الفضائيات والإنترنت وتوظيفها في خدمة إحداث التغيير وتوجيهه.
التغيير التربوي:
وهو استجابة مخططة أو غير مخططة من قبل المؤسسات سواء تربوية أو غيرها استجابة للضغوط التي يتركها التقدم و التطور الفني الملموس… وهو جملة من المبادئ والمفاهيم والجهود التربوية، تسعى عبر عمليات منطقية هادفة لإحداث نقلة نوعية في عملية التربية لمواكبة التقدم العلمي والتطورات الناشئة على جميع جوانب حياة الإنسان لتحقيق الأهداف التي يسعى لها المجتمع.
“عندما نسعى الى أن نكون أفضل حالا مما كنا عليه فإن كل شىء يبدو أفضل من حولنا”
(باولو كويلو)