شفا – قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، هاني ثوابتة، إن موقف الجبهة مقاطعة المشاركة في انتخابات الهيئات المحلية المزمع عقدها في مايو القادم، جاء احتجاجاً على إجراءات الحكومة القمعية، والتي هي مسؤولة عن أجهزة أمن السلطة التي اعتدت على المواطنين.
وأكد ثوابتة، أن أمن السلطة قمع المتظاهرين المحتجين على “المحكمة المهزلة” بحق الشهيد باسل الأعرج، واعتدت على المتظاهرين والصحفيين رغم أن تجمعهم كان سلميا ولم يأخذ أي منحى عنيف، بمعنى أنه جرى قمع مسيرة سلمية بقرار من مسؤولي الأجهزة في الحكومة.
وأوضح ثوابتة، أن موقف الجبهة بالمشاركة في البداية كان استجابة واحتراماً للقرار وذلك لاستقطاب الكل الوطني للوصول إلى صيغة توافقية في موضوع الانتخابات، لافتاً أنه لا يمكن المشاركة مع حكومة قمعية في انتخابات ديمقراطية، قائلاً “الهدف من المقاطعة هو إيصال رسالة بأن الانتخابات عملية ديمقراطية ويجب ان تجري في بيئة تحترم الحريات، أما أن تجري في ظل حالة من القمع وتكون القائمة عليها جهة تمارس القمع بحق المواطنين فهذا غير مقبول”.
ورفض التصريحات التي يحاول البعض اثارتها بان الجبهة لديها حسابات خاصة وتبحث عن مكتسبات، لافتاً أنه لو أرادت الجبهة الحصول على امتيازات لكانت شاركت في حكومات سابقة خاصة ان الكل يقدم امتيازات، مضيفاً، الجبهة لا تقبل المساومة على مواقفها وهي حريصة على اتخاذ القرارات والمواقف المنسجمة مع ثوابتها واهداف الشعب الفلسطينية ومصالحه”.
وحول إمكانية عدول الجبهة عن قرار عدم المشاركة في الانتخابات في حال خرجت لجنة التحقيق بنتائج مرضية، رد ثوابتة بأن التجارب السابقة مع لجان التحقيق لا تدعو للتفاؤل، لكنه يتمنى أن تخرج لجنة التحقيق بنتائج مرضية، وأن يحاسب كل من قرر او أعطى توجيها بالاعتداء على أبناء الشعب الفلسطيني، وتابع “في حينه ستجتمع قيادة الجبهة وتتخذ القرار المناسب اما الآن فلا يوجد أحد يمكن أن يتنبأ بالمستقبل، وما سيعلن عنه من نتائج”.
في السياق نفسه، قال ثوابتة “سياسة السلطة والتنسيق الأمني قائم ونحن باستمرار ننتقد هذه السياسة القمعية ومنهج التسوية والاستمرار به”، متابعاً ” موقف الجبهة من التنسيق الأمني أنه مجرم ودعت في خطوات مباشرة لوقفه وذلك انسجاما مع موقف المجلس المركزي”، مؤكداً على ضرورة وقف التنسيق الأمني وكل المسار التفاوضي العبثي، الذي تسبب في خسارة الشعب على مدار 23 عاما الكثير من الوقت، واستغل العدو هذه المساحة للتغول على الفلسطينيين وأراضيهم وانتهاك المقدسات، مشدداً على أن نهج السلطة لم يتغير ولكن حينما قررت الجبهة المشاركة على قاعدة البحث عن اجماع وطني.
وفي سياق آخر، قال عضو اللجنة المركزية للجبهة التي تنضوي ضمن فصائل منظمة التحرير المسؤولة عن عملية التسوية: “المنظمة تعاني من تفرد واختطاف من القيادة المتنفذة فيها والجبهة في محطات كثيرة كانت أمام سؤال كبير هل تغادر المنظمة أم تستمر فيها؟ خاصة أن مغادرتها لن تغير شيء، كما ان وجودها فيها هو حق لها ولكل فلسطيني وذلك رغم المأخذ الكبيرة عليها”، مشدداً على أن كل من يراهن على مسار التسوية والخط السلمي بالرؤية الأمريكية والإسرائيلية فهو واهم، لأن العدو لا يفهم الا لغة القوة والمواجهة وما لم يدرك الاحتلال انه مشروع خاسر في المنطقة سيبقى يواصل احتلاله واعتداءه على الفلسطينيين.
ونوه إلى ضرورة ان يتوافق الجميع على استراتيجية واحدة تؤسس لإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية ويفتح الباب للاشتباك الواسع في كل أماكن التواجد الفلسطيني كلا بحسب طاقته وقدراته.
وأضاف ثوابتة “نخشى ان ننزلق مرة أخرى من خلال توقيع القيادة الرسمية للمنظمة على اتفاقيات جديدة، ومع ذلك لا يستطيع أحد ان يفرض على الشعب حلول وفق مقاسه وهناك ثوابت لدى الشعب لا يمكن التنازل عنها”.