شفا – أكد القائد الفلسطيني البارز محمد دحلان ” ابو فادي ” النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة فتح وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أن نحن صلب حركة فتح وصميمها، ولا قوة على الأرض تستطيع إقصائنا عن فتح وأضاف القائد الفتحاوي انه لم يفقد يومًا إيمانه بدور المرأة الفلسطينية في النضال من أجل القضية، مشيرًا إلى أنه مع تجديد شرعيات كل المؤسسات الفلسطينية من القاعدة إلى القمة.
جاء ذلك خلال كلمته عبر الفيديو كونفرنس في مؤتمر المرأة الفتحاوية الأول «شركاء من أجل الوطن»، الذي عقد اليوم في قطاع غزة صباح اليوم الاثنين.
وإليكم النص الكامل لكلمة القائد أبو فادي:
«بسم الله الرحمن الرحيم
أخواتي يا أمهات الرجال، ويا زوجات وأخوات وبنات الشهداء والأسرى والجرحى الأبطال الصامدين الصابرين، يا رفيقات النضال والكفاح من أجل وطن مستقل وكرامة إنسانية فلسطينية، يا بنات وأخوات الياسر أبو عمار تبجيلاً واحتراما لقاماتكن الرفيعة الشامخة الصامدة التي نستلهم منها الصبر والصمود، ونرتوي منها معاني الوطنية والتضحية والفداء، اسمحوا لي أن أقف منحنيا… فأنتن جذر عزيمة الرجال واني فخور بانتمائي لشعب تحمل رايات عزته المرأة الفلسطينية مناصفة مع الرجل، فألف تحية لهذا المؤتمر الكريم.
أخواتي
أرجو أولا أن يسمح لي مؤتمركن الكريم، بتوجيه أصدق التحيا لشهدائنا الأبرار وأسرانا البواسل الذين قدموا أعز ما يملكون من أجل شعبهم، متذكرين بالتقدير والحب الأخ القائد الأسير جمال أبو الليل، وهو في ذروة إضرابه البطولي، والأخ الأسير محمد القيق، ونحمل الاحتلال والمتواطئين معه مسؤولية حياته وسلامة جمال وكل إخوانه الأسرى البواسل.
أخواتي
لم أفقد دوما إيماني بدور المرأة الفلسطينية، ولا ينبغي لأي منا أن يفعل، وربما أجيالنا الجديدة لا تعرف الكثير عن دور أمهاتنا وأخواتنا حين كنا نحتاج إلى يد الحانية التي تتستر على أسرار كفاحنا الوطني في مقارعة المحتل المستعمر، ولا عن عذاب زيارات الأسرى في الزنازين الإسرائيلية وتهريب الرسائل والأوامر والتعليمات أو تهريب وتخبئة سلاح المقاومة، وحتى في إعادة تنظيم الصفوف بعد كل ضربة من الاحتلال، وأخيرا دورها العظيم في الحفاظ على الرباط المقدس بين الأسرة والوطن، بين الفلسطيني وهويته وأرضه.
أخواتي
إن التداعي المكثف اليوم لهذا المؤتمر، علامة فارقة لرسم خارطة تنير الطريق للمرأة الفلسطينية، ليس لأنه مؤتمر مناضلات حركة فتح فحسب، بل لأنه صرخة وطنية مدوية في وجه الاحتلال والظلم المتعدد الأشكال والمنابع، صرخة تطلقها نساء وفتيات فلسطين من قطاع غزة الصامد المظلوم من ذوي القربى، صرخة تعلن عن ميلاد فجر جديد، فلا إستقلال وطني ولا حرية حقيقية دون دور وإسهام وإنصاف المرأة الفلسطينية، وأنتن أخواتي عنوان وميلاد ذلك التحدي المنتظر، فلا إستقلال دون مشاركة المرأة الفلسطينية ولا حرية دون الإعتراف الكامل والصريح بالحقوق الفردية السياسية المتساوية بين الرجل والمرأة، ومن ينتقص من دور وحقوق المرأة الفلسطينية، إنما ينتقص عمداً من قدرات شعبنا ومعاني وقيم كفاحنا نحو الحرية.
أخواتي
قضيتنا الوطنية الفلسطينية على مفترق طرق خطير، فنحن نعيش في ظل ظروف قاسية، حيث يهيمن الاحتلال والإنقسام الوطني على حياتنا بسبب إنعدام رغبة البعض لرأب الصدع الوطني والإنشغال بما هو خاص وتفضيلها على الهموم الوطنية وتعطيل قدرات شعبنا المقاوم، حتى وفق لأبسط السبل التي كفلتها كل الشرائع والقوانين الإلهية والإنسانية، ولقد طال هذا الليل الخانق، ولا بد أن ينجلي قريباً بعزيمة شعبنا.
أخواتي
لا أريد الإطالة لكني فقد أوجز هنا بعض أهم مفاصل رؤيتنا ومواقفنا في التيار الإصلاحي الديمقراطي:
أولاً: نحن صلب حركة فتح وصميمها، ولا قوة على الأرض تستطيع إقصائنا عن فتح، ولا نعمل من أجل تقسيمها أو إقصاء أي من أعضائها، لكننا وبفعل الإرادة السوداء للبعض وللأحقاد وأطماع البعض الأخر، تعرضنا ونتعرض لحملة هوجاء ظالمة ليس هدفها إقصائنا فقط، بل إضعاف وتدمير حركة فتح وصولاً لتحطيمها تماماً، لذا وجدنا من الواجب أن نعيد تنظيم قدراتنا، للدفاع عن فتح وللدفاع عن حق وشرف الإنتماء إليها.
ثانياً: نحن قوة وحدوية ليس داخل فتح فحسب، وإنما أيضا على الصعيد الوطني نرى ونلمس خطر الانقسام الوطني واستمراره، فدون إنهاء الانقسام لا أمل في التحرر من الاحتلال، ولا أفق للإستقلال الوطني، وإستناداً إلى تلك الرؤية بذلنا ونبذل جهوداً متواصلة مع الجميع، ولا نيأس للعمل من أجل إنهاء الانقسام، وسندعم بكل قوة أي إتفاق بين الطرفين يجمع عليه شعبنا الفلسطيني دون النظر في مصالحنا الذاتية.
ثالثاً: نحن نطالب بإعادة تجديد شرعية كافة مؤسساتنا الوطنية عبر انتخابات ديمقراطية شفافة، ومن القاعدة إلى القمة وفي أسرع وقت ممكن، لإنهاء مهزلة ممارسة السلطة دون شرعية وتفويض من الشعب، ونرفض كذلك كل سلوك أو إجراء خارج القانون، وخاصة إغتصاب السلطات بالمعنى الضيق والواسع.
رابعاً: بعد إنهيار كافة التفاهمات والإتفاقيات مع الجانب الإسرائيلي، وفي ظل إسمرار الاحتلال والإستيطان وتهويد القدس، نحن نرفض أي شكل من أشكال التفاوض أو التنسيق مع الاحتلال، وخاصة التنسيق الأمني فلا منطق ولا مبرر لإستمرار التنسيق الأمني، لأنه لم يعد يلبي حاجات الشعب الفلسطيني وإنما يلبي حاجات الاحتلال.
خامساً: نحن نرفض ونقاوم أي تسويات أو تفاهمات إقليمية، تهدف إليها إسرائيل بالقفز عن حقوقنا الوطنية أو التفافاً عليها، ومن واجبي طمأنة الجميع بأن الأشقاء العرب يدركون ويقاومون كل تلك المناورات الإسرائيلية الدؤوبة.
سادساً: لا زلنا على يقين مطلق بأن حل الدولتين هو السبيل الأفضل لإحلال السلام ولإنتزاع حقوقنا الوطنية العادلة، وقيام دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، ولكن ليس على أساس متبقيات أوسلو، لأن أوسلو قد دمرها الاحتلال.
سابعاً: نحن نعمل وندعو الكل الفلسطيني لإعادة الإعتبار لعمقنا العربي وطمأنة الأشقاء العرب، وخاصة في مصر والأردن بأننا حريصون على الأمن القومي العربي بكل معانيه، لأن الأمن القومي العربي مدماك لقضيتنا الوطنية، ولأن أمن وإستقرار وإزدهار مصر والأردن خير لنا نحن الفلسطينيون.
ثامناً: على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي حذرنا ونحذر مجدداً من خطورة الوضع الراهن وخاصة في قطاع غزة، حيث الارتفاع الخطير في مستويات الفقر والبطالة، ونطالب المتحكمين بموارد شعبنا إعادة ترتيب الأولويات، وفقا لمتطلبات الحد الأدنى الذي يضمن العيش بكرامة إنسانية لشعبنا وعلى الأخص القطاعات المعدومة والفقيرة، وتوفير كل الرعاية والعناية لأهلنا في قطاع غزة ومخيمات الشات، حيث يعاني شعبنا في مخيمات لبنان وسوريا نقصاً خطيراً في كل مناحي الحياة، فضلاً عن الأخطار الأمنية في كثير من مخيماتنا وخاصة عين الحلوة بجنوب لبنان.
تاسعاً: رؤيتنا تستند بالأساس إلى ضرورة تمكين المرأة الفلسطينية والشباب، وتفجير مخزون الطاقات الهائلة لأهم قطاعين في مجتمعنا، ولعل هذا المؤتمر الكريم هو محطة من المحطات الهامة لحشد وتحفيز المرأة الفلسطينية للدفاع عن دورها وحقوقها، والأمر ذاته ينطبق على شباب فلسطين، ولأجل ذلك حرصنا على عقد مجموعة متواصلة من المؤتمرات واللقاءات الموسعة، وإني لأرجو التوصل إلى صياغة رؤية شاملة تصلون إليها بإرادتكن الحرة وليس علينا سوى دعمكن بالمشورة والقدرات قدر الإمكان.
ختاماً أتمنى لمؤتمركن كل التوفيق والنجاح، بوضع رؤى وبرامج قابلة للتطبيق، تعتمد على إطلاق روح المبادرات الفردية والجماعية، وسقلها في سياق وبوتقة عمل جماعي خلاق، ولمؤتمركن القرار وعلينا الدعم والمباركة».
شاهد الفيديو :