شفا – انتهت عصر اليوم السبت، فعاليات الجلسة الأولى من ندوة «تجديد الخطاب الديني لدعم القضية الفلسطينية»، والتي تستمر لمدة ثلاثة في مدينة «العين السخنة» الساحلية برعاية مصرية، وبمشاركة وفد شبابي فلسطيني من قطاع غزة.
وفي بداية الندوة، أكدت الجهة المصرية الراعية، على أهمية العلاقة المصرية الفلسطينية، والمكانة المرموقة التي تتمتع بها القضية الفلسطينية لدى الحكومة المصرية والشعب المصري، ما دفع إلى تنظيم مثل هذه الندوات التي تهدف إلى توطيد أواصر العلاقات بين الشعبين عبر تبادل وجهات النظر والآراء حول مدى فاعلية تجديد الخطاب الديني الحالي لدعم القضية الفلسطينية التي تعاني بسبب الاحتلال الإسرائيلي.
وحدة المصلحة المصرية الفلسطينية
وأكد وكيل جهاز المخابرات المصرية العامة في كلمة له عقب ترحيبه بالوفد، على وحدة المصلحة المصرية الفلسطينية، وأهمية حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المسلوبة بفعل الإحتلال الإسرائيلي، لما له من مردود ايجابي على الأمن القومي المصري، والنسيج الاجتماعي المصري المتداخل مع المجتمع الفلسطيني.
وأضاف: «الشعب المصري والفلسطيني لهم مصالح مشتركة وتربطهم علاقة قوية بحكم الجغرافية والتاريخ وبحكم الترابط الاجتماعي الذي يربط الشعبين الشقيقين»، مشددًا في الوقت ذاته على أن المتغيرات التي تحدث في العالم توجب على الشعوب العربية بشكل عام والشعبين المصري والفلسطيني على وجه الخصوص بضروة التوحد أمام هذه المتغيرات واهمها أختزال الإرهاب وربطه بالإسلام.
وتابع: «نظرية المؤامرة على الشعوب العربية موجودة وتم تطويرها، لذا يجب علينا نحن كشعوب عربية أن نعمل على تطوير أنفسنا وأن نقوم بالتفكير ودراسة الوضع الحالي في الوطن العربي معًا للنهوض، ومواجهة الأخطار المحدقة بنا».
التطرف الديني.. والإسلام الوسطي
من جهته، قال مختص أصول الدين الفقهية بالأزهر الشريف، سعد الدين الهلالي: «يجب على الشباب المسلم الابتعاد عن التبعية العمياء لأوصياء الدين الذين يعملون على اقتياد الشباب إلى التطرف الديني والذي يؤثر بالسلب على الدين الاسلامي الوسطي، وخير دليل على ذلك ربط الإرهاب في العالم بالإسلام».
على ضوء ذلك أجمع الوفد الفلسطيني المشارك على أن قيام الجانب المصري بإجراء تسهيلات للفلسطينيين في قطاع غزة يحول دون تحويل القطاع إلى منطقة خصبة للتطرف الديني، ويفتح العديد من الآفاق أمام الفئات المختلفة للشعب الفلسطيني المحاصر في القطاع ويساعد على استثمار طاقاتهم الدفينة في مجالات مختلفة تساعد لخلق ظروف معيشية أفضل، وشدد الوفد على أن الترابط الكبير بين الشعبين المصري والفلسطيني يحتم على أن الفائدة التي تعود على الفلسطينيين تساهم في حفظ الأمن القومي المصري والإرتقاء بالمجتمعين الشقيقين.
مصر والقضية الفلسطينية
من جانبه، شدد الخبير في العلاقات الدولية ونائب وزير الخارجية المصرية السابق، الدكتور مصطفى الفقي على أن مصر على مر التاريخ تعمل جاهدة لرفع الحصار وتبديد المعاناة التي يعيشها الفلسطينيين في ظل الاحتلال الإسرائيلي، مستذكرًا ما اسماه «مغامرة السادات الكبرى» في كامب ديفد للسلام، قائلًا: «السادات عندما ذهب إلى كامب ديفد كان يسعى إلى حل القضية الفلسطينية، وايضا كمال عبد الناصر مات مدافعاً عن القضية الفلسطينية وقيادتها».
وتابع الفقي قائلًا: «اصطدم الفلسطينيون بجميع دول الجوار إلى نحن المصريين لم نصطدم ولم تلطخ يدنا بدماء اشقاءنا الفلسطينيين ولن يحدث ذلك، بل على العكس تماماً نحن المصريين نحاول الإرتقاء بمستوى حياة الشعب الفلسطيني وعلى سبيل ذلك مشكلة معبر رفح بالإضافة إلى مشكلة الكهرباء التي تجري الآن مباحثات لحل هذه الأزمات وغيرها الكثير».
مشاكل قطاع غزة
من جانبه ناقش الوفد المشكلات التي يعاني منها الشعب الفلسطيني بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص وطرق حلها مطالبين السلطات المصرية بالسعي إلى بحث الأزمات الفلسطينية على الصعيد المصري الداخلي والعربي لإيجاد حلول ومخارج سريعة تعمل على تخفيف معاناة الفلسطينيين ونصرة قضيتهم العادلة.
وتجدر الإشارة إلى أن مشرف الوفد الفلسطيني عاكف المصري، كان قد أعلن أن 152 مشارك وصلوا إلى مقر اقامتهم في العين السخنة على الساحل المصري مساء الجمعة، شاكرًا السلطات المصرية على حسن استقبالها وتأمينها للوفد من معبر رفح وحتى وصوله إلى الفندق.
وأشار المصري إلى أن الوفد المشارك يحمل رسالة الشعب الفلسطيني وبشكل خاص معاناة قطاع غزة والمشكلات التي يمر بها من حصار اسرائيلي خانق، داعيًا السلطات المصرية إلى فتح قنوات تبادل في كافة المجالات المشتركة بين الشعبين.