شفا – وجه ثلاثة من كوادر حركة «فتح»، اليوم السبت، رسالة تحذير شديدة اللهجة للسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، بعد قيام الأجهزة الأمنية التابعة لها، بشن حملة اعتقالات في صفوف أبناء الحركة بالضفة الغربية المحتلة، على خلفية مشاركتهم في مؤتمر الشباب الأول الذي عقد الشهر الماضي في العاصمة المصرية القاهرة، مؤكدين أن صمتهم لن يطول على هذه الجرائم، على حد تعبيرهم.
وقال كوادر فتح، وهم (بلال عزريل، هيثم الحلبي، عيسى أبو عرام) في رسالتهم: «أهلنا وشعبنا، أسرانا وجرحانا، يا كل الحريصين الغيورين على حماية مشروعنا الوطني، الذي بذلت من أجله دماءًا غزيرةً.. هذه رسالتنا الأولى، التي نكتبها منذ بدأ الأجهزة الأمنية حملتها المسعورة على شبابنا وكوادرنا الذين شاركوا في مؤتمر الشباب في القاهرة، والذي كان عنوانه أن الأمل موجود، والوحدة ممكنة، والشراكة مطلوبة لمواجهة كل التحديات».
وأضافوا: «نخاطبكم في هذه الرسالة وهي الأولى منذ الليلة المشؤومة التي اقتحمت فيها بيوت المناضلين والقادة بشكل لا يقبله ولا يرضى به حتى المجردين من أبسط القيم الإنسانية والأخلاقية والوطنية، وما تلاها من إقتحامات وملاحقات في محاوله لإرهاب الناس، والإعتداء على أبسط حقوقهم في التعبير، وكسر إرادتهم، عبر تصرفات وإجراءات خارجة عن القانون والقيم والأخلاق، وما يعنيه ذلك من إدخال الحالة الفلسطينية عميقًا في متاهات وصراعات لا تحمد عقباها».
وأكد كوادر فتح الثلاثة في رسالتهم: «أن عصابة الثلاثة من أعضاء ما يسمى اللجنة المركزية، بقيادة (الحارس الأمين) على القرار الفلسطيني المستقل، والذي إتخذ من الدوحة قبلة مالية وسياسية، ومن التنسيق الأمني المقدس قوة أمنية، معتمدًا على صبيانه من بعض قادة الأجهزة الأمنية، هم المسؤولون مسؤولية مباشرة عن هذه القرارات الخطيرة التي تستهدف المشروع الوطني في صميمه، وليس غريبًا عن المسؤول عن أول حالة تمرد أمني على الرئيس الشهيد القائد ياسر عرفات أثناء حصاره، أن يقف اليوم على رأس أي عمل مشبوه».
وقال كوادر فتح الثلاثة في رسالتهم، إننا وامام هذا التصعيد الخطير، نود أن نؤكد على ما يلي:
1 – نحذر بأشد عبارات التحذير ، من الإستمرار بهذه الهجمه المسعوره ، داعياً الجميع الى تحمل مسؤوليتهم ، لمنع الإنزلاق الى متاهات لا يستطع أحد تحمل نتائجها.
2 – إننا نتعامل مع أفراد الأجهزة الأمنية على قاعدة (لئن بسطت الي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك) وستبقون أخوتنا وأبناءنا، ورصيدنا الوطني في معركه التحرر وفي مواجهة الاحتلال وحماية أبناء شعبنا ، أما المصرين على المواجهة ، فعليهم إن كان عندهم بقيه من أخلاق، أن يأتوا هم الى هذه المواجهة، لا أن يزجوا بأبناء الفقراء والبسطاء إليها، وسيجدوننا بإنتظارهم.
3 – إن هذه الحملة المسعورة لن تزيدنا إلا إصراراً على المطالبة بإعلاء شأن القانون واحترامه، وكف تغول السلطة التنفيذية، ورفض الإعتقالات السياسيه.
4 – نؤكد على موقفنا، بضرورة توحيد حركه فتح، وإعادة الإعتبار لمنظمة التحرير ومؤسساتها، وإنجاز الوحدة الوطنية على قاعدة الشراكة، والذهاب الى انتخابات عامة لحسم الإختلافات السياسية عبر صندوق الاقتراع، فشعارنا (أن الشعب أولًا)، والقضايا الخلافية يجب أن تحسم عبر صندوق الإقتراع.
5 – نؤكد لأهلنا وأحبتنا وربعنا في حركتنا العظيمه فتح، أننا سنبقى الثابتين على العهد، المدافعين عن الحركة ووحدتها، المحافطين على إرث الشهداء، وعذابات الجرحى والأسرى، وأن كل هذه الإجراءات اللأخلاقيه لن تزيدنا إلا ثباتا وتمسكا بموقفنا المنسجم مع تطلعات أبناء شعبنا، وأن سياسة تكميم الأفواه، ومقايضتنا بأمننا الشخصي، لن تجد نفعًا.
وأختتم كوادر فتح الثلاثة رسالتهم قائيلن: «أهلنا.. أحبتنا.. إن صمتنا لن يطول، وحكمتنا قد تنفذ، وصبرنا على ما يقع علينا من ظلم لن يكون بلا حدود، ونحن نعلم تمامًا؛ كيف ومتى ولماذا ومن، إتخذ هذا القرار، مطالبين وبحزم، بوقف كل الحملات المسعورة لملاحقتنا وكوادرنا، والإفراج الفوري عن كافة الأخوة المعتقلين السياسيين الذين تم إختطافهم وإحتجازهم دون أدنى مسؤوليه وطنيه وأخلاقيه أو قانونيه».