شفا – اسرائيل كوهين – هآرتس – لم يسبق لي أن التقيت مع راما بدير. في معظم المسائل العامة، أنا أختلف معها في الرأي، ولكنني لم أستطع التضامن مع صرخة الألم في مقالها في “هآرتس″ في 17/1.
بدير هي “عربية إسرائيلية”، طالبة في علم الاجتماع في جامعة تل أبيب. احتجت على التمييز والعنصرية تجاه العربيات المحجبات، حيث أن معظمهن يجدن أن سوق العمل الإسرائيلية مغلقة في وجوههن. وكتبت قائلة: اعتقدت أن ما يوجه سوق العمل الإسرائيلية هو الاعتبارات البسيطة والمستقيمة، لكن “بعد أن شاهدوني محجبة كانت نظرتهم مختلفة، وقالوا إنهم وجدوا واحدة أخرى”.
يبدو أن بدير كانت ساذجة جداً. فلم يسبق أن كان في المجتمع الاسرائيلي تعامل منصف مع الغريب والمختلف، لا سيما في سوق العمل، وعندما يبدو مظهره مختلفا عن مظهر الاسرائيلي المتوسط.
الجمهور الحريدي يعرف هذه الظاهرة المخجلة منذ عشرات السنين، حيث أن الكثيرين الجيدين من أبنائه وبناته لا يحصلون على العمل المناسب للمهن والشهادات، فقط بسبب المظهر الخارجي أو الخشية من نمط الحياة المختلف الاستثنائي. إذا كان هناك مبرر ضعيف لغياب الملاءمة بسبب قيود لقب أكاديمي أو الخدمة في الجيش الإسرائيلي، فإنه اليوم على ضوء اندماج كثير من الحريديين في الأكاديميا والجيش، فإن هذا التملص لا يمكن قبوله.
لقد وصل إلي، كصحافي حريدي، الكثير من القصص الصعبة لأشخاص كانوا بمستوى مهني مناسب، لكن تقدمهم للوظيفة رفض بذرائع مختلفة. وأحيانا كان أرباب العمل لا يخفون الأمر ويتحدثون بشكل واضح عن القبعة أو السوالف والملابس الدينية.
العنصرية والتمييز يوجدان ضد العرب والحريديين والاثيوبيين وأقليات أخرى. سوق العمل الاسرائيلية يطالب بمظهر غربي ولا يهتم بهذه الأقليات التي هي في أحيان كثيرة تستهلك الخدمات.
يبدو أنه من أجل أخذ أموالنا، يوافق صاحب العمل الإسرائيلي على استيعاب لبس القبعة أو الحجاب، لكنه لا يوافق على تشغيلنا، وهذا غير ملائم.
في العام 2014 خرجت وزارة الإقتصاد إلى حملة من أجل تشجيع تشغيل المجموعات المعرضة للتمييز في المجتمع الإسرائيلي. وحسب المعطيات التي نشرت في حينه، فقط 8.5 في المئة من أرباب العمل كانوا على استعداد لتشغيل الحريديين، و7 في المئة كانوا مستعدين لتشغيل العرب و5.5 في المئة مستعدين لتشغيل الذين من أصل أثيوبي. يبدو أن الحملة لم تجدِ والمشكلة ما زالت على حالها. قبل شهر تضعضع كثير من الإسرائيليين واليهود في العالم بسبب تصريحات زعيمة حزب اليمين المتطرف في فرنسا، مارين لوبين، بأنها تريد منع لبس القبعة في فرنسا. وحسب أقوالها، إذا كان الحجاب ممنوعاً فإن القبعة أيضا يجب أن تُمنع في الأماكن العامة.
يتبين أن كثير من اليهود الذين زعزعتهم أقوالها – أولئك الذين يعتبرون أنفسهم أصحاب مواقف ليبرالية منفتحة – يتصرفون بالضبط مثلها عندما يصل الأمر إليهم.
لقد حان الوقت لفحص بعض المواقف المسبقة ومدى تأثيرها على إمكانية بيع الملابس في المجمعات التجارية. يجب فحص لماذا لا يقبل المجتمع الذي يعتبر نفسه متنورا، النساء المحجبات، كما تقول بدير. وأنا وكثير من الحريدييم نوافق على كل كلمة قالتها.