شفا -واصل اتحاد لجان العمل الزراعي نشاطاته في مجال إكثار البذور البلدية، حيث عمل منذ العام 2003 في مجال إكثار وتحسين البذور البلدية للمحاصيل الخضرية البعليه وحفظها وتخزينها داخل البنك الوطني للبذور البلدية في محافظة الخليل، وفق آليات الحفظ والتخزين المعمول بها عالميا.
وأشار منسق وحدة الأكثار في بنك البذور التابع للاتحاد المهندس صايل عطاونه الى أن البذور المحلية تعتبر من الثروات الطبيعية للشعب وللمجتمع، وهي من مصادر سيادة الشعوب على غذائها، إضافة الى كونها مصدر رخيص الثمن ومتوفر ويمكن الحصول عليها بسهولة من قبل المجموع العام للمزارعين في هذه المجتمعات، ويتعايش عليها نسبه لا يستهان بها من الناس خاصة الفقراء منهم وذوي الدخل المحدود، مشيرا الى أن الأهمية الكبرى التي تكمن في إنشاء بنك للبذور البلدية وهو الأول من نوعه في فلسطين، حيث يعتبر هو الضمان الوحيد لحماية بذور الأصناف النباتية البلدية من الأخطار المحدقة بها، خاصة أن هذه الأصناف المحلية البلدية هي الأكثر تأقلما مع طبيعة المنطقة والمتحملة لظروف الجفاف.
وأضاف عطاونة أن هدف بنك البذور حفظ الأصول الوراثية النباتية والحفاظ على التراث المحلي، وحمايتها من خطر انجراف الأصول الوراثية لمحاصيل الخضراوات البلدية التي شرع المزارعون الفلسطينيون باستبدالها بأصول منتجة عن طريق شركات إنتاج البذور المحسنة والمعدلة وراثيا، دون وعي بأن هذه البذور لا يمكن للمزارع الفلسطيني الحصول على مخزون بذري منها بالمقارنة مع الأصول البلدية التي يستطيع المزارع إنتاجها وحفظها، وتحسينها واستخدام بذورها كمخزون بذري للموسم الزراعي التالي في الوقت نفسه مع كونها متأقلمة مع الظروف البيئية المحيطة ومقاومة للأمراض والآفات المتوطنه.
ونوه الى أن وحدة الإكثار في بنك البذور التابع لاتحاد لجان العمل الزراعي عملت على تزويد 49 مزارعا من محافظة الخليل بثمانية أصناف بذور من المحاصيل الخضرية البلدية المنتجة تحت إشراف فريق عمل وحدة الإكثار، حيث يعتبر هذا النشاط كحلقة وصل مع المجتمع الزراعي الفلسطيني، ويهدف إلى دعم المزارعين المهتمين بالبذور البلدية، وتحسين وانتخاب هذه الأصناف بالمشاركة معهم، بالإضافة إلى تزويد بنك البذور بجزء من البذور المنتجة لدى المزارعين، مشيرا إلى أن وحدة الإكثار عملت وبالتعاون مع المركز الوطني للبحوث الزراعية شرع في توفير بذور بلدية من المحاصيل الحقلية بكميات كبيرة داخل وحدة حفظ البذور البلدية بهدف دعم المزارعين.
وينفذ النشاط في بلدة حلحول، ودورا وبيت كاحل بمحافظة الخليل، من خلال اختيار 10 مستفيدين من المهتمين بالمحاصيل الحقلية الزراعية، حيث تم تزويدهم بالبذور من المركز الوطني للبحوث الزراعية تحت اشراف اتحاد لجان العمل الزراعي وبالتعاون مع دوائر الزراعة في الخليل ودورا، وزراعة 49 دونما مزروعة بمحاصيل القمح والشعير والحمص.
وأكد عطاونه أن الهدف من النشاط متابعة المحاصيل الحقلية المستهدفة وأخذ ملاحظات عامة حول التأقلم مع المحيط البيئي، واجراء عملية تقييم وتوصيف لهذه الأصناف لمعرفة انتاجيتها وتأقلمها، كذلك دراسة امكانية اعتماد بعض المزارعين المستهدفين كوحدات انتاج لهذه الأصناف من البذور، منوها الى أنه تم تنفيذ مشاهدات حقلية في منطقة دورا بالقرب من الظاهرية ومحطة العروب الزراعية التي تم زراعتها ب25 صنفا من أصناف القمح و10 أصناف من الشعير وثمانية أصناف من الحمص وصنفين من العدس.
بدوره قال المزارع جهاد بدوي الشعراوي: “إن اتحاد لجان العمل الزراعي زودنا بالبذور الحقلية بهدف الوصول الى نوعية جيدة وذات جودة عالية، بحيث يتم إكثارها بمكيات أكبر تعود على المزارعين بالنفع، خاصة أن هناك أصناف تتحمل الجفاف أكثر من غيرها، وتبين أن الاصناف التي تمت زراعتها تعد من الاصناف الجيدة، حيث تأقلمت مع الظروف المحيطة وتم انتاجها بكميات كبيرة، وذلك مقارنة مع المزارعين الذي كان انتاجهم من الأصناف الأخرى أقل، وأنصح المزارعين باستخدام هذه البذور نظرا لجودتها وانتاجيتها العالية، حيث تمت زراعتها بإشراف المهندسين المختصين”.
وذكر عطاونه الى أن الاتحاد يتطلع الى شراكة أوسع مع المؤسسات العاملة في مجال البذور البلدية وزيادة عدد المستفيدين من وحدة الإكثار، ونشر البذور البلدية على مستوى أوسع داخل المجتمع المحلي، وتوفير أمن بذري من جميع الأصناف المتوفرة لضمان استمرارية التعامل مع هذه الأصناف لكونها الأكثر مقاومة وتأقلما مع الظروف الجوية المحيطة وخاصة الجفاف.