شفا – أكد الدكتور رباح مهنا عضو هيئة رئاسة لجنة المصالحة المجتمعية وهو في طريق عودته إلى غزة في أعقاب لقاء اللجنة مع مسؤولين مصريين يتابعون ملف المصالحة الفلسطينية عدم وجود أي تقدم يذكر، مشيرا إلى أن الوفد سيعود إلى غزة ولم يتغير شيء إطلاقا.
وكان الوفد غادر غزة في الحادي عشر من الشهر الجاري وضم شخصيات فلسطينية من كافة فصائل العمل الوطني والإسلامي.
وأضاف مهنا: إن الوفد التقى بشكل جماعي مع المسؤولين المصريين من جهاز المخابرات المصرية وعرض أمامهم عمل لجنة المصالحة منذ إنشائها حتى الآن والعقبات التي تعترض عملها، معرباً عن اعتقاده بأن الطرف المصري بات الآن مشغولا بالقضايا والهموم المصرية، الأمر الذي يستدعي تشجيع التحرك الشعبي الفلسطيني لإنهاء الانقسام.
وكانت لجنة المصالحة المجتمعية شاركت في ورشة عمل نظمت في القاهرة على مدار يومين متتاليين ( 12-13 من شهر تموز الجاري) بدعوة من المؤسسة الدولية للحقوق والتنمية ومقرها في جنيف، وناقشت اللجنة عدداً من القضايا التي تعترض عمل لجنة المصالحة المجتمعية وآفاق تطوير عملها بما يضمن تحقيق المصالحة المجتمعية وإنهاء الانقسام.
كما عرضت اللجنة أمام المسؤولين المصريين تقريراً شاملا متكاملا عن عملها والمشاكل والعقبات التي تعترضها.
من جهته، أكد نافذ غنيم عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني أمين سر اللجنة العليا للمصالحة المجتمعية أن زيارة وفد اللجنة إلى القاهرة لم تكن بدعوة رسمية مصرية، كما أنها لم تندرج في إطار العمل الرسمي للجنة، موضحاً أن الشبكة الدولية للحقوق والتنمية هي من بادر لدعوة أعضاء اللجنة وكذلك العديد من الشخصيات السياسية والمجتمعية الفلسطينية من أجل المشاركة في ورشة العمل.
وأكد غنيم في تصريحات صحافية أن اللجنة كانت حريصة على ألا تعطي أي انطباع للجمهور الفلسطيني بأن عملية المصالحة المجتمعية تتقدم في الوقت الذي يعلم فيه المواطن تماما بأن هناك أزمة في تطبيق ما اتفق عليه حتى الآن، لا سيما تشكيل حكومة التوافق الوطني والتحضير للانتخابات الفلسطينية خاصة تجديد السجل الانتخابي، منوها إلى أن لدى اللجنة بكافة أعضائها قناعة بأن المصالحة المجتمعية لا يمكنها التقدم إذا لم تتحقق مصالحة سياسية تفتح الآفاق لعمل اللجنة وكافة اللجان الأخرى.
ولفت غنيم إلى أن المداخلات التي جرى تقديمها من قبل خبراء سياسيين ساعدت على التعرف على تجارب الشعوب الأخرى، واعتبر أنه يمكن الاستفادة من ذلك بالرغم من خصوصية التجربة الفلسطينية وتمايزها، منوها إلى أن الأهم يتمثل فيما توافقت عليه اللجنة وجرى تقديمه للشبكة المنظمة للورشة.
وأضاف أن التوصيات خلصت إلى ما يمكن توفيره من قبل الشبكة الدولية للحقوق والتنمية من إمكانات فنية ولوجستية تمكن اللجنة من إنجاز مهامها في المصالحة المجتمعية حال توفر المناخ السياسي المناسب لذلك، وأشار إلى أن القائمين على الشبكة أبدوا استعدادا كبيرا للتعاون مع اللجنة وفق ما تراه مناسباً وبما يحقق المصلحة الوطنية الفلسطينية والعمل على توفير كافة الإمكانات التي تسهل على اللجنة تأدية مهامها.
بدوره، دعا الدكتور ياسر الوادية رئيس تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة كافة القوى والفصائل الوطنية والإسلامية إلى الإسراع في تنفيذ اتفاق المصالحة وإزالة حالة الإحباط التي تسود الشعب الفلسطيني بعد تجميد ما تم الاتفاق عليه في إعلاني القاهرة والدوحة.
وشدد في تصريح صحافي على أن الانتخابات الفلسطينية المقبلة ستعزز انقسام الوطن إن لم يتم إجراؤها في كل محافظات الوطن، مؤكدا أن توقف تطبيق اتفاق المصالحة سيذهب بالقضية إلى طريق الضياع.
وقال الوادية إن الانقسام مزق شرائح المجتمع الفلسطيني وأطلق سهامه باتجاه قتل جسد الوطن لاعتقال أحلامه برؤية الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.