من أكثر الجُمل التي يقوم الرجل بترديدها إذا ما أراد أن يبحث عن حجة أمام المجتمع ليتزوج بامرأة ثانية، قوله: “زوجتي لا تهتم بنفسها” ويقصد هنا أنها لا تهتم بجمالها وشكلها وأناقتها وجسدها. كذلك عندما تقترن هذه الحجة بأنها لا تهتم به! وهذا الاهتمام يأخذ أشكالاً عدة واحتياجات كثيرة. قد يكون الرجل صادقاً في تبريراته، لكن ألا يجب علينا قبل أن تَفسد هذه العلاقة أو تنتهي تماماً أن نبحث عن سبب هذا الإهمال الناتج عن المرأة؟
المرأة التي تُحب هي امرأة لا تشعر أنها من الساكنين على كوكب الأرض، إنها تقف على شيء ما يشبه السحاب، تقف فوق قمة الأبراج العالية، تُناطح الأحلام والخيالات البيضاء التي تلوّنت بشكل حياتها. أنا هنا أتحدث عن المرأة – العاشقة – وأن تكون في نفس الوقت – معشوقة – ولا أتحدث، ولا أحب أن أتحدث عن حالات الحب من طرف واحد، أو حب غير متوازٍ “عاطفياً” بحيث تحمل المرأة كمًّا أكبر من مشاعر الحب، ودائماً في هذه الحالات يكون من يحب أكثر سواء (امرأة – أو – رجل) هو من يعاني أكثر في العلاقة.. إذ إنه كلما قلَّت مشاعر الحب كلما قلَّ حجم المعاناة!.. وبكل صراحة في الغالب أو كما نرى من الحالات السائدة فإن النساء حسب تكوينهن العاطفي الذي يُتقن (الإخلاص) فإنهن في الغالب الحلقة الأضعف في تلك العلاقة
لن أدخل عميقاً في هذا، والأفضل أن أعود إلى قضية (الاهتمام)، فالمرأة بطبيعتها تنحو إلى البحث عن الجمال، وهذا نراه بداية من الفطرة في طفولتها عندما تريد وضع الطفلة الصغيرة وضع مساحيق التجميل، وارتداء الملابس اللافتة للنظر. إذن لنتفق أن اهتمام المرأة بشكلها وجمالها فطرة أُنثوية، لذا فهي حينما تُهمل هذا الجانب فالسبب أولاً وأخيراً هو – الرجل – والعيب في هذا التقصير ليس منها إنما من الرجل، ولا تتحمّل المرأة مسؤولية هذا التقصير بالكامل، إنما يتحمّل الشريك الرجل الجزء الأكبر من وصولها إلى مرحلة مخالفة الفطرة الأُنثوية وإلى حيث مرحلة الإهمال في نفسها شكلاً ومضموناً، وإهمالها لشريكها وقريب قلبها.. لأن المرأة تحتاج إلى الحب في كل وقت، وإذا فقدته أو قلّ حجم الحب الذي تحتاجه من شريكها، فإنها تفقد كل شيء بما في ذلك هويتها في هذه الحياة، هذه الهوية هي (أُنوثتها) وهذا أصعب أنواع الفقْد بالنسبة للمرأة، ووصولها إلى هذه المرحلة هي نتيجة تراكمات تعيشها وسط حياة عاطفية بعيدة عن التحفيز المستمر، فتظل في حالة انتظار للحظة الأولى التي عاشتها مع شريكها، تلك اللحظة التي بلغت فيها أعلى الدرجات، وحين تلتفت إلى واقعها لن تجده
يظل الرجل في حياتها هنا مجرد خيالات، تبقى معها وكأنها على شاطئ في دبي، أو أغنية من ترانيم السعادة بصوت وردة الجزائرية تتراجع بين الأمواج، تظل بها في كل الخيالات تقف على سحابة من سماء عاصمة الضباب “لندن” أو مع هواء نقي فوق جبال “مونار” تبقى تحلق تلك المرأة وحدها مع أجمل الخيالات، فيما هو في واقع بائس ينتقل بين امرأة وأخرى يبحث عن الحب فلا يجده