شعرت بالسعادة البالغة مثل كل مصرى عندما رأيت انه اصبح لمصر رئيس مدنى منتخب،وشعرت بسعادة اكبر عندما وجدته يتمتع بصفات المتواضعين البسطاء،ويتحدث الى غالبية الشعب الفقير بلغة بسيطة دون تعقيد،فهو رجل بسيط متواضع متدين،عاش فى الريف ويدرك مشاكل الريف وابناء القرى الفقراء ويشعر بالالام المصريين،وكانت خطاباته متزنة ومستقرة ومتصلة مع الاحداث،زادت قوة بقوة،قوة مع سيرالاحداث،فقوة حديثه تأتى بشعوره بمدى تماسك الشعب به واماله الكبيره عليه فى تحقيق بعضاً من احلامه،وكان خطابه فى الميدان بمثابة الرجل الثورجى الذى لا يخشى السياسة وموازين القوة،وزاد الرجل رسوخاً واتزاناً فى خطابه فى جامعة القاهرة،وكان كل شكر قدمه واجب،فكان حريصاً ان يرسل شكره لكل الطوائف والفئات،ومدح الجيش والشرطة والقضاء بشكل اعمق،لتأثيرهم فى خروج مصر من فترة الى فترة،ولا يمكن نسيان ان الجيش والقضاء هما سبباً رئيساً فى فوز الدكتور محمد مرسى بعد اختيار الشعب،كل ما قاله الرئيس فى خطاباته يستحق التقدير والثناء،ثناءًعلى كلاماته ومواقفه تجاة المسائل الملحة والضرورية،ولا يمكن انكار ان الرجل يريد الاستقرار والتلاحم بين كل الشعب ويسعى الى نبذ الخلاف وترك الماضى وراء ظهورنا والنظر الى الامام،فهو يتحدث بعيون مختلفة،عين تعنى التصالح والبدأ فى فترة جديدة يعمها الاستقرار والعدل والبناء والمساواة بين كل المصريين،وعين مقاومة الفساد ومحاسبة الفاسدين والقصاص للشهداء،وهذا بالفعل هو المطلوب فى تلك الفترة الحالية،أى نحتاج للتغيير والتدرج الناعم دون احداث فوضى او هدم وبناء،بل هو الاصلاح دون شعور المصريين بالقلق والخوف من المستقبل،وكان حديثه لاهل الفن والسياحة والاقباط بمثابة رسالة طمأنينة،وكان حديثه عن احترام مصر للاتفاقيات الدولية رسالة حب وسلام للعالم،بان الرئيس الجديد يريد الاستقرار لمصر قلب الشرق الاوسط ولا يسعى لافتعال شعارات او احداث تأثيرات فى المنطقة،ولعل كلماته ” اننا لا نصدر الثورة “،كانت فى محلها تماماً واتفقت مع دعمه لشعب سوريا،كل ما جاء فى خطاباته متفق عليه ويلقى احترام الجميع وتحية تقدير للرئيس الجديد .
الا اننى لم يفاجئنى فى خطاب سيادة الرئيس بعد مدحه الكثير والواجب للمجلس العسكرى،سوى انه نسى العاطلين والفقراء،ولا يمكن ان يكون ذلك سهواً فى خضم الاحداث المتلاحقة،فمن الملاحظ ان الرئيس فى كل خطاب يبدأه بما نساه فى خطابه السابق،وهذا شيئا فى منتهى الدقة والحرص على معرفة كل الافعال والردود حول كل خطاب له،وأعتقد ان هناك من يقوم بتوصيل تلك المعلومات للرئيس فيما ينسى،والحق ان ما ينساه الرئيس ليس قصداً او نكراً له،وانما لكثرة الحديث والمواضيع والتى قد تحتاج لساعات،لكننى مصراً للغاية على ان الفقراء والعاطلين كان يجب ذكرهما،فى سطر،او فى كلمات قليلة،لان هولاء الفقراء والعاطلين هم اساس الثورة،وهم من دافعوا عنها،وهم من ينتظرون الكثير من الرئيس لرفع معاناتهم،فلم نسمع فى حديث الرئيس عن ماذا سوف يفعله لهولاء،لان الوقت عامل مهم ولا يقدرون على الانتظار اكثر من ذلك،لقد انتظروا كثيراً ويحتاجون اليوم الى سماع اى قرارات مبشرة لهم او ترسم الابتسامه على وجوههم،ففى مصر نحو 12 مليون عاطل عن العمل،ونحن 50% من الشعب فقراء،علاوة على المرضى،مرضى الكبد والقلب الذين لا يستطيعون العلاج،فهل بالفعل نسى الرئيس الفقراء والعاطلين ؟
سيادة الرئيس لقد عان الشعب الكثير،وكل امله فى الله ثم سيادتكم،والامر يحتاج لقرارات جريئة،اننا نود قرارين فقط الان تسعد بهما الملايين “:1- مصر خالية من العمالة المؤقتة- قرار رئاسى بجعل مصر خالية من العمالة المؤقتة،والقرار الاخر ” 2- بدل اعانة لكل عاطل او فقير تحت خط الفقر – لا يجد ما يوفر له قوت يومه،-قراران فى منتهى الاهمية والضرورية،ولا يمكن تأجيلهما يوماً واحداً،تحياتنا سيادة الرئيس ووفقكم الله .
د.سرحان سليمان
الكاتب الصحفى والمحلل السياسى والاقتصادى
شاهد أيضاً
قرار المحكمة الدولية باعتقال نتنياهو وجالانت وارتداد النظام الدولي على نفسه ، بقلم : سوما حسن عبدالقادر
قرار المحكمة الدولية باعتقال نتنياهو وجالانت وارتداد النظام الدولي على نفسه ، بقلم : سوما …