لست شيوعياً كما قيل لكم ياسادتي الكرام
ولايمينياً كما قيل لكم ياسادتي الكيرام
مسقط رأسي في دمشق الشام !
هل واحد من بينكم يعرف أين الشام؟
هل واحدمن بينكم أد من سكن الشام؟
رواه ماء الشام
كواهه العشق الشام
تأكدوا يا سادتي لن تجدوا في الاسواقِ الورود كلها وردة كالشام
وفي الدكاكين الحلى جميعها لؤلؤة كالشام
لن تجدوا مدينة حزينة العينين كالشام
نزار قباني- من قصيدة من قتل الامام-
عندما كنت أسكن في المهجر , لاجئا و مهاجراً كانت احد طرق العودة الرئيسية إلى بلدي هي الشام مثل محطة للراحة والثقافة, و عند زيارتى الى دمشق, زرت شارع الامين في أول سفرة لي إلى الشام من عام 1988 م قادماً من هلسنكي حيث ان الشام هي محطة للكتاب والقهوة الاصيلة . أحسست بأنها تجربة جديدة ذات نكهة غريبة لأن الشام تذكرني بالموصل بدأت تتلاطم امواج الذكريات متدفقة الى مخيلتي سترجع أيام الطفولة والصبا فكنت اسافر مع والدي ووالدتي أليها فأجد طباع الناس في كل مجالات الحياة تتشابه الى حد كبير جداً من طبيعة السوريين لقد أحببت سوريا والسوريين جداً وبدأ حب سوريا يجذبني أليها كلما رجعت من هلسنكي الى بلدي فاتخذ طريق الشام و اعود ادراجي عبر عبق تاريخها و اصالتها واثارها وسخاوة اهلها لانني اتخذتها ملاذا امنا لراحة الفكر و قراءة الكتب الاان الشام بحق هي مهد الحضارة
كثيرا ما كنت اتردد الى شارع الامين , هذا الشارع القديم واعتدت الجلوس في قهوة البستان- تلك القهوة كانت نقطة التقاء الثوار و السياسيين كافة , وعرفت الكثير من الكتاب و الشعراء والمثقفين السوريين كورداً وعرباً لأن الشام فيها العديد من القهاوي والمنديات الفكرية والسياسية والقهوة البستان كانت المنبر والصرح الذي عبره عرفت المزيج السوري بكل اطيافه ونسيجه المختلف بأفكاره ومذاهبه تطلعاته و
أراءه الحرة .
في الشام لا يشعر المرء في حضن هذه المدينة بالغربة أبداً تسحرك وتضحك لصدرها لانها أم تراف تعطف على ولدها تداري دمعة عينها كل هذا الحب الذي اكنه في فؤادي للشام خلال ثمانية سفراة ظلت أحببت الشام واهل الشام
تتصف الشام وضاحية الشام القديمة مثل الميدان والصالحية والشاغور- والبزورية وسوق الحميدية ومناطق اخرى بالبيوت العربية الجميلة الواسعة,ازقتها الضيقة المبلطة بالاحجار الراقي والنقاء في العلاقات واحترام الضيف وانحائه اللهوف والموسيقا العذبة والاماكن الجميلة عشقها كما كان يرويها نزار قباني في قصيدته الاانها بحق عذوبة المجد وشمس لا تغيب .
كنت اتخذ الطريق البري عند عودتي الى بلدي وزرت بعض المدن السورية واقمت بضعة ايام في قامشلي تقربت الى سكانها وكتابها ضواحيها واسواقها وشوارعها وكذلك زرت القرى المجاورة لهذه المدينة واقمت علاقة صداقة معهم لا ناس طيبين ومثقفين حقيقين في اشاعرهم كتبهم ومقالاتهم النابعة عن تاريخهم وحبهم لوطنهم وارضهم كل مرة اعبرفيها نهر- الخابور واترك سوريةالحبيبة وراء ظهري مودعاً أياها كنت اقول في كينونة نفسي طلجات حسي لماذا ؟ لا نبني( جسراً للصداقة) يوصل ما بين العراق وسوريا حيث التاريخ المشترك الثقافة الواحدة وبالفعل نشرت في احد الصحف العراقية وعدة صفحات الاكترونية مقالاً اناشد فيه الرئيس السوري لبناء هذا الجسر ما بين بلدين على الخابورالجميل
والاحداث تدور اليوم وباتت سوريا تعيش في وقتنا الحاضر حياة صعبة مزرية وأصبح الربيع العربي يضرب بيد في الحديد سوريا العزيزة .
ندى أرواح تزهق دمائا تراق و عيونا تنزرف منها الدموع ممزوجة بالدم و صرخات تشق عنان السماء , البيوت تقصف و تهدم و الأطفال يموتون و النساء ثكالى و الرجال يستشهدون أكتب اليوم و قلبي على الشام و كل المدن السورية مثلما كان دوما قلبي على أربيل و بلدي يوميا ندى أمام أعيننا مدن سوريا الجميلة التي هي جنة الله على الأرض تحرق و تدمر أمام هذا الصمت العربي و العالمي و الإنساني و دول الجوار لها ساكنة صامتة و نحن أمام التلفاز و كل ما لدينا أن نقوله( إنا لله و إليه راجعون)
إنني اليوم لا أكتب للرئيس السوري بأن يبني جسرا بين بلدنا بل أكتب له أن يسحب دباباته و طائراته و يكف عن قتل الأبرياء العزل من السوريين العزل, الذين لم يطلبوا سوى الحق في العيش بكرامة و الحرية .
يا سيادة الرئيس, بإسم الله و اسم الإنسانية و كل الضمير الإنساني الحي في كاف أنحاء الدنيا و جميع بقاع المعمورة نطلب منك الكف عن الضرب هذا الصمت العازل و قتل الأطفال و قصف القرى و المدن السورية و ليست من حقكم تدميرها و قتل شعبها .
على الدول المجاورة لسوريا المساهمة في وقف هذه المجزرة الكبيرة بحق الإنسانية لأنها تتشارك مع سوريا بحدود المصالح المشتركة منذ فجر التاريخ المنصرم هذا البلد الجميل الذي ذبلت وروده و تساقطت أوراق أشجاره فأختلطت بالدم الأحمر و الفقر و التشرد و الهجر و يجب على الحكومة السورية فتح باب الحوار مع جميع الأطراف بما فيها دول الجوار و كل الأطراف الدولية لوقف هذه البربرية بين كل هذا الصمت و السكوت الغربي و الصرخات و النداءات التي لا تسمع للبشرية القاطبة و كل السياسيين في دول العالم أي الربيع يزهر بعد تدمير الشام و هذا النهر من الدم السوري… أي الربيع هذا بل هو فصل من فصول الدم و القتل لإناس لم يطلبوا إلا حريتهم من يد الدمار( لو كان نزار قباني حيا لأنتحر عند ابواب دمشق..)
.
يا سيادة الرئيس ,
أوقفوا بحور الدم التي أنتم بدأتم بسفكها و جريانها في الشوارع و أزقة الشام حتى أمتزجت رائحته برائحة القهوة لم نعد نعرف رائحة القهوة السورية بل هناك فقط رائحة الدم و النار و البارود , أطلب منك يا سيادة الرئيس أن توقفوا دباباتكم و طائراتكم و جنودكم في ملاحقة الناس في شوارع الشام .
هذه رسالة دمعتي إلى سوريا العزيزة و قبلتي إلى الشام
خسرو بيربال
دمشق الشام- شارع الامين/ قهوة البستان طاولة رقم 33