10:07 مساءً / 23 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

عندما احتل الايتام المقاعد الخلفية!! بقلم : أفراح شوقي

اعتدنا الاحتفاء بالايتام… نحن بلد الحرب والثورات….مازلنا نذرف الدموع لاجلهم.. محظوظون هم كم جمعوا من دموعنا… وظلوا يتابعون المشهد بصمت عبر المقاعد الخلفية.. وامامهم تجري منابر الخطابة كل يوم … صابرون هم.. كم احتلموا منا كلمات الازر وعيونهم صوب احذيتهم الممزقة.. خجلون هم .. كم كتموا كركرات ضحكاتهم البريئة قبل ان تنطلق عبارات سيداتي وسادتي الحضور..وهي ذات الكلمات التي حفظوها عن ظهر قلب وربما عن بطن روح تعلمت الوجع ولم تعد تعبىء بالكلمات..

 

قبل ايام كنت مدعوة لحفل نظمته موسسة حكومية لرعاية الايتام في العراق.. انظروا كم هو مدهش العنوان.. هناك ازحمت كاميرات الفضائيات.. كيف لا .. فالمحتفى بهم ايتام العراق.. يااااااه كم هو صعب عنوانكم ياايتام العراق…كانت القاعة مزدحمة بالحضور .. وجوه من كبار القياديين المسؤلين في الدولة ومعهم الحاشية طبعا المدراء والسكرتارية والحماية والعمات والخلات ايضا .. خلفهم جلس الموظفون الصغار وترجل وقوفا مصوري الفضائيات واغلقت الدائرة تقريبا.. بحثت عن ايتام العراق… وجدتهم في المقاعد الخلفية.. صغار يلوحون بالاعلام العراقية ريثما تأمرهم مدربتهم بذلك.. كان العرض الاول مسرحية للطفولة لم يلتقط منها الايتام سوى الكلمات اما الصور فقد ابتلعها من هم في الصف الاول…

 

وبعدها سمعت صوت ضحكات مخنوقة وعرفت ان خطابات السيداتي سداتي قد تليت..

 

مشاريع دعم دور الايتام والاحداث والمشردين والمتسولين وممن هم بلا مأوى، ظلت طيلة سنوات طويلة تتسيد كل المناسبات… وتتصدر خطط اي مشروع حكومي او حتى اهلي يلتمس القائمون عليه اضفاء اللمسات الانسانية والاعلانية عليه.. وربما نجحت مرة واخفقت في مرات اكثر.. لان الفتق كما يقال بالعراقي اكبر من الركعة.. وان بضعة لوحات للرسم او بناطيل واحذية رياضية لاتحل مشكلة الايتام في العراق.. اقامة فعالية للترويح عنهم غدت فاشلة ايضا بعد ان ملو مقاعدهم الخلفية والتصفيق بين فقرة واخرى..

 

مالحل اذن؟؟ انبقى نلوح بمناديل دموعنا حزنا على الايتام والمعوزين من الصغار في بلدي؟؟ ام نحترم انفسنا ونكف عن التصفيق لاية مسرحية لاتتقرب من اليتيم الا من خلال كاميرا الفضائيات.. كلنا يعلم ان طواحين الحروب والاقتتال في بلدي خلفت اجيال من الايتام في العراق مازالوا بلا حماية ولا ضمان حقيقي .. و ينظم معهم المعوزون والاحداث ممن لامعيل لهم في السجون الاصلاحية ببغداد .. تلك التي غدت كدور العجزة.. ليس فيها من مظاهر الحياة سوى اسرة النوم وساحة جرداء صغيرة خصصت كما قيل للعب كرة القدم لاكثر من 52 حدثا، هم عدد المتواجدين في دار الاحداث والاصلاح للذكور في منطقة الكرادة.. مازلت ارى وجهوههم امامي .. صفراء موحشة، ينقصها الاحساس بالحياة بقدر ماعانت من الموت والاهمال وضياع حظن الاب والوطن معاً.

أفراح شوقي

شاهد أيضاً

لماذا يعاني الإعلام الغربي من فوبيا فلسطين؟ بقلم : منى أبو عمارة

لماذا يعاني الإعلام الغربي من فوبيا فلسطين؟ بقلم : منى أبو عمارة

لماذا يعاني الإعلام الغربي من فوبيا فلسطين؟ بقلم : منى أبو عمارة على غرار النكبة …