تجلّت مواقف وآراء كل من رئيس الجمهورية التركية عبد الله غول و رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بشأن القضية الكردية في الفترة الأخيرة أكثر من أي وقت مضى، و ذلك من خلال تصريحاتهم المتتالية و التي أدلوا بها في كل مناسبة صادفتهم. حيث كشفت تصريحاتهم عن حقيقة أنهما باتا يوليان أهمية كبيرة للقضية الكردية و يضعونها في مقدمة القضايا الهامة التي تشغلهم و تشغل الأوساط السياسية في تركيا. فقد أعلن عبد الله غول إثر عودته من زيارته الأخيرة لأمريكا، أنهم سيحققون أمورا إيجابية بشأن القضية الكردية، و أعرب عن تفاؤله بإيجاد الحلول لهذه القضية. و من جهة أخرى أعلن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان مرات عديدة، أن ” سياسة الإنفتاح” بشأن القضية الكردية، ستثمر لا محالة.
و من جهة أخرى فإن تأكيد عبد الله غول على دور حزب السلام الديمقراطي في إيجاد حلول للقضية الكردية بقوله: أن هناك مهة كبيرة تقع على عاتق حزب السلام الديمقراطي بهذا الشأن، و من جهة أخرى كشف أردوغان عن قبولهم حزب السلام الديمقراطي كطرف مخاطب في المفاوضات المحتملة مع الأطراف الكردية، تشيرإلى حقيقة واحدة، و هي أنه بالفعل سيكون لحزب السلام الديمقراطي كطرف سياسي، دورا بارزا في أي حوار محتمل في المرحلة القادمة.
و لكن التطورات و النقاشات المتبادلة بين جبهة الحكومة و بين الجبهة الكردية، متمثلة في حزب السلام الديمقراطي، تشير إلى أنه و حتى الآن لم يتوصل الأطراف إلى صيغة جمعية لبدء المفاوضات.
و الأسباب الأساسية التي تمنع الأطراف السياسية من الوصول إلى صيغة معقولة ترضي الجميع، تكمن في تباين آراء هذه الأطراف حول النقاط الجوهرية، و من بينها الحكومة التركية، و حزب السلام الديمقراطي، و إمرالي، و حزب العمال الكردستاني. و لعل تصعيد حزب العمال الكردستاني لعملياته العسكرية و نقل جبهة الحرب إلى العمق التركي، و إستخدامه ذلك كورقة ضاغطة من أجل حض الحكومة التركية على الإستعجال في إيجاد صيغة لبدء المفاوضات، و ردود الفعل التركية القاسية تجاه هذه العمليات، تشكل النقطة الأهم في هذا التباين و الإختلاف.
نظرة أردوغان لحل القضية الكردية:
ففي مقال للكاتب( فكرت بيلا)- كاتب العمود في صحيفة مللييت، يوجز الكاتب نظرة بعض الأطراف السياسية من القضية الكردية، و بشأن نظرة أردوغان يقول الكاتب:
إن موقف رئيس الوزراء من القضية الكردية، تستند على نظرته التي تؤكد على أن القضية الكردية قد وصلت للحل المناسب، عندما يقول:
” لقد تم حل القضية الكردية في تركيا، و لكن هناك فقط بعض المشاكل المتعلقة بالمواطنين الكرد”.
و كذلك و حسب رأي أردوغان فإن النشر باللغة الكردية غير ممنوع، و قناة ( ت،ر،ت 6) ينشر برامجه باللغة الكردية مدة 24 ساعة في اليوم، و كذا إصدار الجرائد و المجلات و الكتب باللغة الكردية غير ممنوع، و قريبا سيتم الإقرار بتعليم اللغة الكردية عبر دروس إختيارية، و إن اللغة الرسمية للدولة ليست واحدة، و كون اللغة التركية لغة رسمية للدولة لا يعني منع التعلم باللغات الأخرى.
نظرة حزب السلام الديمقراطي لحل القضية الكردية
و يتطرق الكاتب فكرت بيلا في مقاله لنظرة حزب السلام الديمقراطي بشأن حل القضية الكردية بقوله:
بالنسبة لجبهة حزب السلام الديمقراطي، فإن الخطوات التي تقدمت حتى الآن بشأن إيجاد حلول للقضية الكردية، غير كافية، و إنه يتوجب الإعتراف باللغة الكردية كلغة رسمية، و بالتالي الإعتراف بالهوية الكردية و منح الكرد حق الإدارة الذاتية المستقلة، و تثبيت ذلك في النسخة الجديدة من الدستور التركي، و بالإستناد إلى ذلك، يتوجب تأسيس إدارة ذاتية في المناطق التي تسكنها غالبية كردية، على أن تكون لهذه الإدارة مؤسساتها القضائية و التشريعية و التنفيذية الخاصة بها، و لها نظام أمني خاص، و نقل أوجلان من السجن إلى إقامة جبرية، أو إطلاق سراحه، و إعلان العفو العام.
*زاوية أسبوعية تنشر في صحيفة كردستاني الكردية.
دلشا يوسف