لك ما شئت بعدها
أجبر نفسك على النسيان
وإن لم تستطع ….
عانق وسادتي
وأغفُ تحت مطر الذكريات
…
سأبقى هناك خلف الضباب
اتركني هناك وتابع
اركل صخور القهر
وتابع
…
كن قوياً …
كن قوياً لأجلي…
تعلم أنني لا أحتمل رؤية الحزن في عينيك
كن قوياً …
لأجل أطفالي…
ألا يكفيهم أنني ألبستهم ثوب اليتم دون اعتذار
عانقهم ولا تنس أن تغطيهم ليلاًً
لقد اعتادوا أن ينادوني
كلما سقط الغطاء المخملي عن السرير
كانوا ينادونني مرات ومرات كل ليلة
مع الوقت سيعتادون على مناداتك
وربما يسقطون أغطيتهم المخملية قصداً…
حتى تأتي إليهم…
غطهم وقبّلهم…
وداعب شعرهم المسترسل على الوسادة
حتى يثقل النوم أجفانهم
…
لك ما شئت بعدي
احرق ثيابي إن أردت
أو ضعها على باب مسجدِ
أو احتفظ بها لطفلتي…
ربما…
ستحب أن تلبس رائحة أمها يوما ما
…
لك ما شئت أن تفعل..
بصوري ..
وخاتم الزواج..
وبطاقة هويتي…
لك ما شئت أن تفعل بكل أغراضي
إلا..إلا..إلا
كتاباتي….
أرجوك ….
لملم صفحاتي المتناثرة
فوق طاولتي….
واحتفظ بها
ربما ستمتد لها يد القدر
وتداعبها خيوط الشمس
…
وإن شدك إلي حنين
قلّب بعض صفحاتي
فهي ما كنت أنا بكل حالاتي
ستجد خواطر أيامي الماضية
ومخططات لأحلام غدي…
…
يا من حملتني فوق أجنحة السعادة
سامحني….
سامحني إن تركتك تحضر قهوتك الصباحية بنفسك
و إن عدتَ متأخراًَ ولم تجدني بانتظارك
سامحني…
إن سعلتَ ليلة ولم آتيك بكوبٍ من الشاي والليمون…
حبيبي…..
سأغمض عيني وأتكئ على لمساتك
دعني أغفو على ساعدك للمرة الأبدية
سأترك لك وسادتي…
دون أنا…
…
وإن زرتَ قبري صباح عيد…
لا تبك أرجوك…
مرر يدك الدافئة فوق شاهدتي…
وأقرأ الفاتحة…
وما تيسر من كتاب الرحمن
تكفيني باقة حبق …
تعطرت بطهر أنفاسك
فتت وريقاتها فوقي…
أو ازرعها على يميني
سأرقد بسلام هناك…
أنتظر لقاءً…. لا بد منه بعد الفراق
عبور درويش