12:26 صباحًا / 24 نوفمبر، 2024
آخر الاخبار

استمرار مسلسل سرقة الثورات.(1) بقلم : د شاكر شبير

هل أضحى شعب الكنانة بين مطرقة فلول النظام البائد وسندان إسلام الصفقات؟

 

هل المحاولات الصهيوأمريكية لسرقة ثورة 25 يناير المجيدة هي القاعدة أم الاستثناء؟ هذا أول سؤال لا بد من طرحه لنرى الطريق وإلى اين نتجه؟

 

مراجعة تاريخ الثورات المعاصرة للشعوب للتحرر من الاستعمار يرينا أن الاستعمار لا يعترف بهزيمته أمام الشعوب بسهولة، ويحاول الالتفاف على هذا الانتصار الذي تم تقديم الغالي والنفيس له!

 

فما أن يدرك الاستعمار أن الانتصار أصبح أمرا حتميا لشعب يتطلع للتحرر من نيره، حتى يلجأ لكل الحيل لتركيز الأوضاع وأساليب الخداع لترتيب الأوضاع لصالحه من خلال ما يعرف بسرقة ثورته! وله مراكز أبحاث متخصصة تساعدة في التخطيط لسرقة ثورات الشعوب!

 

فما أن تبين للاستعمار الفرنسي أن ثورة الشعب التونسي قد قاربت على الانتصار، بدأت بالتحرك. فأنشأت على سبيل المثال خصيصا ما يعرف بعصابة اليد الحمراء وتسمى بالفرنسية (La Main Rouge)، وهي عصابة اغتيالات إرهابية تستهدف الرموز الحقيقية للثورة التونسية. قامت بتكوينها أجهزة الاستخبارات الفرنسية. وقد نشطت ببلاد المغرب العربي وبأوروبا.

 

وفي نفس الوقت الذي قام به باغتيال أبطال الثورة الحقيقيين أمثال الزعيم النقابي فرحات حشاد الذي تم اغتياله في 1952، والذي اعترف أخيرا الضابط الفرنسي الذي قام باغتياله، والقيادي الدستوري الهادي شاكر الذي تم اغتياله في 1953، قام الاستعمار الفرنسي بدفع عملائه إلى واجهةالثورة من خلال تلميع تاريخه النضالي المزيف، فوضع الحبيب بورقيبة الذي ثم تلميعه كرجل الثورة في الواجهة! وتم سرقة الثورة التونسية!

 

نفس الشيء حصل في الكونجو ضد الزعيم الوطني باتريس لومومبا، عندما صدروا له تشومبي! وعندما تبين للجميع خيانة تشومبي وعمالته للاستعمار، صدروا له وجها جديدا – موبوتو – كزعيم وطني مقابله، ليقوم باعتقال لومومبا وتسليمه لتشومبي! ولليوم تعاني الكونجو أو ما يعرف بزائيير آثار هذه السرقة!

 

نفس الشيء حصل في المغرب عندما تم تلميع محمد الخامس بنفية لعام ثم إرجاعه كوطني! ومن خلاله تم سرقة الثورة المغربية!

 

في شبه القارة الهندية تعلم بريطانيا أنه ستكون هناك ديمقراطية حقيقية. ولا تريد بريطانيا أن يستمع المسلمون بهذه الديمقراطية أو يكون لهم تأثير على توجهها، فقالت أيها المسلمون .. ماذا تريدون؟ دولة إسلامية؟!

دولة إسلامية تحميكم من اضطهاد الهندوس!

مع أن تعايش الهندوس والمسلمين استمر لأكثر من عشرة قرون قبل قدوم الإنجليز؟

فقامت بدفع محمد على جناح إلى الواجهة بحجة تأسيس دولة إسلامية! وأسست لطغمة عسكرية تتحكم في رقاب مسلمي القارة تحت إسم دولة إسلامية!

إنها دولة إسلامية بمواصفات بريطانية!

 

كان الرئيس عبدالناصر رحمه الله صادقا في حكمة على فشل التجرية الإسلامية في باكستان! ففشلها على مستوى مصالح وتطلعات الشعب هناك هو نتيجة المواصفات البريطانية. ومازال الشعب الهندي المسلم في باكستان يعاني من ظلم واضطهاد الطغمة العسكرية هناك!

 

ومنذ اليوم الأول والتحرك الصهيوأمريكي يحاول سرقة ثورة 25 يناير المجيدة، لقد ضخ منذ اليوم الأول بطابور من العملاء إلى الواجهة!

أتريدون وجها دوليا؟ ها لديكم الدكتور محمد البرادعي!

أم تريدون وجها علميا مرموقا؟ ها هو الدكتور زويل الحاصل على جائزة نوبل!

أم تريدون خبرة طويلة في العمل السياسي؟ ها هو عمرو موسى!

أم تريدون راجل استراتيجي محترف؟ ها هو الدكتور عمرو حمزاوي!

أم تريدون رجلا قويا؟ ها هو أحمد شفيق!

 

يستهدف التحرك الصهيوأمريكي في المنطقة لسرقة ثورة 25 يناير:

 

الهدف الأول للتحرك الاستعماري لسرقة ثورة 25 يناير هو حماية إسرائيل والمصالح الاستعمارية في المنطقة من خلال تمييع القضية الفلسطينية وتحويل جهاد حماس إلى مجرد عمل سياسي خال من المضمون! وهو أهم هدف استراتيجي للتحرك لمحاولة سرقة ثورة 25 يناير! ولن يتم تذويب بصورة مباشرة حتى لا يستفز الأمر شعب الكنانة! بل على الطريقة الساداتية وطريقة الصفقات، أي بإذابة الخصوصية في عمومية أكبر وتذويبها!

 

فمنذ عهد عبد الناصر كان للفلسطينيين الحق في التملك على ارض الكنانة. وهو نظام قريب من النظام السوري في التعامل مع الفلسطينيين. وعندما أراد السادات معاقبة الفلسطينيين لعدم تأييدهم له في تناولة للمسألة الفلسطينية و وقوفهم ضد كامب ديفيد، لم يقم بإصدار قرار بذلك، بل أخذ القرار منحى آخر. لقد أصدر السادات قرارا بالسماح للعرب بالتملك في مصر، وهو قرار لا يعني الفلسطينيين، فلم يستفد الفلسطينيون منه، لأن هذا الحق يمتلكوونه قبل القرار. لذا فهم غير معنيين بالقرار.

 

بعدها بفترة قامت الحكومة المصرية بحملة صحفية على العرب (وبالذات الخليجيين) وإساءة استخدام التسامح المصري معهم! وقالت الصحف المصرية بأننا فتحنا قلوبنا لإخواننا العرب للتملك في مصر فعاثوا في الأرض فسادا! وأوجدت الحملة المبرر المنطقي والمقبول لإصدار قرار بمنع العرب من التملك في مصر! وبالفعل صدر قرار بذلك! ووبين السطور شمل القرار الفلسطينيين! يعني هل الفلسطينيون على راسهم ريشه لنستثنيهم؟!

 

ما عمله السادات أذاب الخصوصية الفلسطينية في عمومية العرب. أي مبدأ إذابة الخصوصية في عمومية أكبر، بحيث يتم إخضاع هذه الخصوصية لتلك العمومية! إذابة خصوصية فلسطينية في عمومية عربية أو إسلامية! وهو ما يعني إذابة خصوصية حماس في عمومية الإخوان المسلمين! يعني عليك يا حماس أن تمشي على نهج الإخوان، لماذا الشذوذ عن نهجهم؟! مع أنهم يعرفون أن حماس ليست رديفا للإخوان المسلمين. مؤسسوا حماس ليسوا كلهم من الإخوان المسلمين. الشهيد الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي ليس من جماعة الإخوان المسلمين ولم ينتمي يوما لها! وكثيرون أحياء لا أريد ان أعدد اسماءهم، ليسوا من حركة الإخوان المسلمين! لكن هذا يتم من خلال صفقات من تحت الطاولة! وهذا ما يؤرقني في فيلم صعود الإخوان المسملين!

 

وأقول إنها صفقات لظهور اتفاق الدوحة بين أبي مازن وماسبقه من إعلان حمد الجاسم أن حماس انتهت كحركة مقاومة! صفقات لإذابة خصوصية حماس في عمومية حركة الإخوان، وبالتالي القضاء على شق الجهاد من برنامج الحركة. وهو ما أكد عليه حمد بن جاسم بأن حماس قد انتهت كحركة مقاومة! أيعقل أن يعني لك بأنني وافقت على تزويجك ابنتي، أن لك الحرية في تزويجها لمن تريد؟! الشعب الفلسطيني انتخب حماس لتخاذل أبي مازن والوجوه الكالحة حولة، فهل يعقل أن يأتي خالد مشعل بدون خجل ليقول تنازلنا لك ابو مازن عن رئاسة الوزراء!

 

نحن لسنا ضد صعود حركة إسلامية عندما يكون ذلك الصعود دون صفقات تحت الطاولة. لقد فرح كل المسلمين والعرب في العالم لفوز حركة الإنقاذ في الجزائر لأنه تم دون صفقات مشبوهة. ودون أن ترسل الجبهة وفدا من الحركة إلى واشنطن ليقدم نفسه. ليطمئن بعدها كارتر إسرائيل بأن لا تقلق من صعود الإخوان المسلمين!

 

واليوم تتم سرقة ثورة 25 يناير من خلال تواطؤ الإخوان المسلمين بمساعدة فلول النظام البائد. لقد تم سرقتها بالفعل إن لم يكن هناك

تحرك واع لإجهاض عملية السرقة.

وبالله التوفيق،

شاهد أيضاً

سمى سوما حسن عبدالقادر

قرار المحكمة الدولية باعتقال نتنياهو وجالانت وارتداد النظام الدولي على نفسه ، بقلم : سوما حسن عبدالقادر

قرار المحكمة الدولية باعتقال نتنياهو وجالانت وارتداد النظام الدولي على نفسه ، بقلم : سوما …