شفا – يتابع الفلسطينيون صباح الأربعاء القادم ظاهرة فلكية نادرة، حدثت آخر مرة عام 2004، وستتكرر بعد 105 أعوام من الآن، وتتمثل في عبور كوكب الزهرة “فينوس” بين الأرض وقرص الشمس.
وأوضح مدير مركز البحوث في جامعة الأقصى بغزة عضو المجلس الأعلى لعلوم الفضاء والفلك في الوطن العربي البروفيسور سليمان بركة في تصريح خاص لوكالة “صفا” أنّ هذا العبور سيبدأ عند الساعة 1:06 صباح الأربعاء القادم (6 يونيو/حزيران) ويستمر حتى الساعة 7:37 صباحا، أي بواقع 6 ساعات و 31 دقيقة.
لكنه بين أنه “عند بدء الظاهرة، فإن الشمس في فلسطين تكون خلف الأفق ولا نراها، ولكي نراها يجب أن نرى الشمس، وهذا لن يكون إلا بعد شروق الشمس”.
وأكد أنَّ “هذا الكوكب سيدخل على سطح قرص الشمس، ليس دخول تلامس ولكن دخول ظل، حيث إنه بعيد عن الشمس مسافة 100 مليون كيلو متر تقريبًا، وسيمر كنقطة سوداء تنزلق على سطح قرص الشمس”.
إجراء الأمان
وأشار إلى أنّه بالإمكان رؤية المشهد الكوني بأمان عبر تلسكوب مزود بمرشح ضوئي أو بنظارات معدة لرؤية كسوف الشمس وخسوف القمر، أو عبر صورة أشعة “إكس” التي يستخدمها المواطنون لتصوير العظام إذا كانت داكنة، “فقد يسبب التحديق في قرص الشمس بدون حماية للعين ضرر سريع ودائم بالعين”.
وحسب بركة، سيظهر كوكب الزهرة عند مروره بين الأرض والشمس كنقطة صغيرة، لأن الأرض أصغر من الشمس بمليون و 300 ألف مرة، وبالتالي أكبر من الزهرة بمليون و 300 ألف مرة ويزيد، حيث إن الزهرة كوكب مماثل للأرض من حيث الحجم تقريبا.
وبين أن حدوث هذه الظاهرة النادرة لا يتم بشكل دوري، لأن الفلك الذي يدور فيه كل كوكب وأقماره ليست دائرية، وليست في استواء واحد، مشيرا إلى أن آخر عبور لهذا الكوكب الملقب “فينوس” كان عام 2004، وأن عبوره القادم سيتم في عام 2117 أي بعد 105 سنوات.
ظاهرة ينتظرها العالم
وقال البروفيسور بركة -وهو ممثل الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك في فلسطين- إنّ الفلكيين في كل العالم ونخبة كبيرة من علمائنا ينتظرون هذه الظاهرة، في محاولة لكشف بعض الأسرار المخفية لهذا الكوكب، وتوقع أن “تظهر بعض الاكتشافات العلمية التي لازال يحتفظ بها الكوكب لنفسه”.
ونوه إلى أنّ عبورا مشابها يحدث كظاهرة كونية، وهو عبور كوكب عطارد، “لكنه صعب الرصد لأنّ عطارد أصغر حجما من الزهرة وأقرب منها إلى الشمس وبالتالي أبعد عن الأرض”.
وكوكب الزهرة أقرب إلى الشمس من الأرض، لذلك فإنه يكون بنفس الناحية التي تكون بها الشمس عادة، ولذلك فإن رؤيته من على سطح الأرض ممكن فقط قبل الشروق أو بعد المغيب بوقت قصير، ولذلك يطلق عليه أحيانا تسمية “نجم الصبح” أو “نجم المساء”، وعند ظهوره في تلك الفترة، يكون أسطع جسم مضيء في السماء.
غزة تتابع
وقال بركة: إننا “في فلسطين، رغم كل الظروف الصعبة والحصار والظلم والقهر، نريد أن نقول للعالم أننا مثل أحسن دولة في العالم، لنا اهتماماتنا في هذا المجال، نتأمل في السماء وأفلاكها، ونتابع أخبار العالم، وأن جمهورنا من متخصصين وطلاب وعمال وربات بيوت قدموا لمشاهدة هذه الظاهرة الكونية”.
وأوضح بركة أنه تم الإعلان عن منطقة الكتيبة غرب غزة مكانا مركزيا لمعاينة الظاهرة الكونية، خاصة البناية العالية خلف ساحة الكتيبة، “لأننا نريد أن نستمتع بأكبر وقت ممكن من عبور الكوكب بيننا وبين الشمس”.