3:24 مساءً / 28 أبريل، 2025
آخر الاخبار

وداعا البابا فرنسيس ، بقلم: د. ميلاد جبران البصير

وداعا البابا فرنسيس ، بقلم: د. ميلاد جبران البصير

وداعا البابا فرنسيس ، بقلم: د. ميلاد جبران البصير


اسمة الحقيقي خورخي ماريو بيرجوليو ولد في بوينس ايرس في الارجنتين بتاريخ 17 ديسمبر 1936 من عائلة مكونة من خمسة افراد وهو الاخ الأكبر بينهم، جذوره تعود الى اقليم بيومنتة – تورينو الايطالية والدة كان يعمل محاسبا هاجر الى الارجنتين بحثا عن حياة أفضل لة ولعائلة.


في عام 1969 تم رسمة كاهن حيث تدرج في داخل الكنيسة الارجنتينية والايطالية ايضا حيث عاش جميع مراحل التطورات السياسية التي عاشتها الارجنتين حتى تم اختيارة بتاريخ 13 مارس 2013 ليصبح على رأس الكنيسة الكاثوليكية بابا الفاتيكان. في تلك اللحظة الكاردينال بيرجوليو اختار اسم جديد له حيث اختار اسم فرنسيس وذلك على اسم القديس فرنسيس من مدينة اسيزي حيث انه من اتباع اليسوعيين. يذكر ان بروتوكولات الفاتيكان تعتبر من اشهر واعقد البروتوكولات الموجودة في العالم , حسب هذا البرتوكول في لحظة انتخاب البابا يتوجب علية اختيار اسمة الجديد كبابا وهو في عام 2013 اختار اسم فرنسيس وهذا كان بحد ذاته علامة واضحة على كيفية تفكيرة وكيفية ادارتة للكنيسة على المستوى العالمي.


رحل الى الامجاد السماوية عن عمر 88 عاما قضاها في الدفاع عن الضعفاء والفقراء والمهاجرين حيث انه خلال ترأسة للكنيسة على المستوى العالمي اظهر انه يختلف عما سبقوه من بابوات حيث حاول اجراء التعديلات والتجديدات على الكنيسة ليس فقط من الناحية الادارية بل ايضا من ناحية الشفافية المالية فهو صاحب المقولة الشهيرة ” القديس بطرس لم يكن له حساب في البنك” وهو اول بابا امر في تشكيل محكمة لمحاكمة احدى الكرادلة ، وهو البابا الذي فتح ملف التحرش الجنسي للاطفال من قبل رجال الدين المسيحين وهو اول بابا يوكل سيدة للتترأس فرع مهم من فروع الكنيسة الكاثوليكية .


رحل البابا الذي ناضل من اجل حقوق الفقراء والمهاجرين، وكان سدا منيعا في الدفاع عن القضية الفلسطينة وعن حقوقة المشروعة في الاستقلال والحرية. هو البابا الذي طلب في شهر نوفمبر من العام الماضي ان يقوم الجتمع الدولي ومحكمة العدل الدولية في تقصي الحقائق للتأكد اذا كان جيش الاحتلال ارتكب جرائم الابادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني , رحل البابا الذي كان اسم غزة واسم فلسطين والاراضي القدسة على لسانة كل يوم حيث كان يتواصل يوميا مع الكاهن الارجنتيني في غزة ليطلع على تطورات الامور وليطمأن عن السكان المسلمين والمسيحين وخاصة الاطفال منهم وحتى اخر كلاماته التي لفظها يوم عيد الفصح , اي قبل يوم واحد من رحيلة في حاضرة الفاتيكان التي كانت تعم في المصللين من جميع انحاء العالم، حيث بطريقة مفاجئة خرج البابا في ساحة الفاتيكان وهو على الكرسي المتحرك وتمنى للجميع عيدا سعيدا وقال ايضا ” الاوضاع الانسانيةفي غزة مزرية ” .


البابا الذي عشقته الشعوب كونه مدافعا صلبا عن السلم والسلام العالميين، الذي امر الكنائس الايطالية ان تفتح ابوابها للتستقبل طالبي اللجوء السياسي القادمين من افريقيا والعالم العربي والاسلامي. والذي ترأس دولة الفاتيكان والتي تعترف بدولة فلسطين ولها علاقات دبلوماسية معها، رحل البابا الذي استقبل مرات عديدة الرئيس الفلسطيني محمود عباس. بعد صراع شديد مع المرض وبعد عزلة قوية على المستوى العالمي حيث بقي في الساحة مدافعا عن حقوق الضعفاء من اجل السلام وضد السلاح والتسلح الذي اتهمة البعض انه ضد السامية لأنه فقط يدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني, وقاد دولتة في اتجاه السلم والتعايش والاخوة بين الشعوب فهو البابا الذي التقى في شيخ الازهر ووقع معه على وثيقة الاخوة بين الشعوب ، الذي قال ” الاوضاع في فلسطين ارهاب وليس حرب” رحل البابا الذي ادان دون تحفظ استعمال العنف ضد الشعب الفلسطيني الاعزل , بتاريخ 07 اكتوبر 2024 البابا بيرجوليو صرح قائلا ” انا معكم تحت القنابل ” فاتهم بانه معادي للسامية .


بابا فرنسيس غير دولة الفاتيكان وغير الكنيسة العالمية التي ترأسها منذ عام 2013 والان الفاتيكان والكنيسة العالمية تجد نفسها امام معادلات جديدة على المستوى الداخلي والعالمي بخصوص السلم والحرب، التعايش والاخوة بين الشعوب. موقف الفاتيكان والكنيسة العالمية يعتمد على خليفة بابا فرنسيس والذي سيتم اختياره في الايام القادمة من قبل الكرادلة من جميع انحاء العالم. فهل سيتم اختيار بابا يسير على خطى الراحل لتكملة مسيرته او ان دولة الفاتيكان والكنيسة تعودان للوراء؟


خبر رحيل بابا فرنسيس أشعل الاعلام العالمي والرأي العام العالمي المسيحي وغير مسيحي لأن رجل فقدته الإنسانية، نعم رحل جسديا ولكن تعاليمه وتصرفاته ستبقى تنير السيبل امام الجميع.


في هذة الظروف تستعد الفاتيكان والكنيسة وبالتعاون من الدولة الايطالية لتحضير مراسيم دفن البابا والتي سيعلن عنها لاحقا، أنه من المؤكد أن يصل الى دولة الفاتيكان والى العاصمة الايطالية روما مئات ومئات من رؤوساء وملوك الدول من جميع انحاء العالم للمشاركة في مراسم تشييع جثمان هذا الرجل الذي فقده العالم اجمع. فيما يتم ادارة دولة الفاتيكان والكنيسة العالمية من قبل مجمع الكرادنة والذي يضم 252 كاردينالا من انحاء العالم حتى انتخاب البابا الجديد.


إن طريقة انتخاب البابا فريدة من نوعها وتعتبر من اقدم الطرق الديمقراطية في العالم حيث ان عدد الكرادنة في العالم هو 252 ، موزعين على النحو التالي ( 107 من اوروبا, منهم 54 يمكنهم الانتخاب، امريكا الشمالية والجنوبية 60 منهم 38 في امكانهم الانتخاب، اسيا 30 يمكنهم الانتخاب 20 ، افريقيا 27 يمكنهم الانتخاب 17 اثنيا 5 يمكنهم المشاركة في الانتخاب، ولكن حسب القانون المتبع في الكنيسة يحق للكرادلة الذي اعمارهم لم تصل الى 80 عاما المشاركة في الترشيح وفي الانتخاب ايضا لذلك فإن 117 كاردينال لا يحق لهم المشاركة ( يذكر أن رتبة الكاردينال هي اعلى رتبة في داخل الكنسية الكاثوليكية بعد البابا).


عندما يقرر مجمع الكارادلة يوم الانتخابات يدخل الذين لهم الحق الى كنسية سيستينا في الفاتيكان وهي من اجمل واشهر الكنائس في العالم حيث يتم عزلهم عن العالم الخارجي على جميع الاصعدة , لا صحف ولا اعلام ولا تلفاز ولا هواتف وذلك لكي لا يتم التأثير عليهم في عملية انتخاب البابا في طريقة متبعة منذ مئات السنوات.


يتم انتخاب البابا الذي يحصل على 3/2 من لهم حق الانتخاب اي 90 صوت، تتم عملية الانتخاب بطريقة سرية وفي حال عدم الوصول الى الثلثين تكرر عملية الانتخاب مرتين في الصباح ومرتين في المساء. وفي كل مرة ينشر الخبر عن طريق الدخان الابيض او الاسود والذي يتم اخراجة من حاضرة الفاتيكان ففي حال عدم حصول اي مرشح على الثلثين يخرج دخان اسود وفي حال تم الامر يتصاعد الدخان الابيض، وفي هذه الحالة ومن شباك حاضرة الفاتيكان يظهر رئيس مجمع الكرادلة ويبشر بانتخاب البابا ويقول ذلك في اللغة الاتينية القديمة ” افيموس بابا” بمعنى لدينا بابا، والبابا المنتخب يختار اسمة الجديد والذي يصبح اسمه كبابا ويلقي كلمة قصيره من هناك


على المستوى الايطالي واقول كفلسطيني يوجد 3 كرادلة في الامكان ان يكونوا مرشحين، وهم: الكاردينال الايطالي كاردينال الاراضي المقدسة بفلسطين وهو بيتسا بابلا، كاردينال مدينة بولونيا الايطالية زوبي ووزير خارجية الفاتيكان الحالي الكاردينال بارولين . ويوجد ايضا كاردينال عراقي يمثل الشرق الاوسط لويس ساكو.


املنا ان تختار الكنيسة بابا يسير على منهج الراحل فالعالم في أمس الحاجة لقائد روحي وديني محب ومدافع عن السلم والسلام والتعايش السلمي والاخوة بين الشعوب كما كان.. وداعا بابا فرنسيس والى جنات الخلد يا من علمتنا الثبات والاصرار والوقوف بجانب الحق والعدالة وان بقينا وحيدين في الساحة.

شاهد أيضاً

حسين الشيخ يستقبل القنصل العام الفرنسي

حسين الشيخ يستقبل القنصل العام الفرنسي

شفا – استقبل نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ونائب رئيس دولة فلسطين، حسين …