
شفا – تدين الجبهة العربية الفلسطينية بشدة ما ورد في تقارير إعلامية عن إبلاغ وزارة العدل الأميركية لمحكمة اتحادية بقرار رفع الحصانة عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، وعدم اعتبارها جزءاً من الأمم المتحدة، بما يفتح الباب أمام مقاضاتها داخل الولايات المتحدة، في تطور خطير ينسجم تماماً مع المشروع الصهيوني لتصفية قضية اللاجئين.
إن هذه الخطوة الأميركية تُعد امتداداً مباشراً لنهج إدارة ترامب الذي ابتدأ بقطع التمويل عن الوكالة، في ولايته الاولى واستمر في عهد ادارة بايدن اللاحقة بالتواطؤ والصمت، وهي اليوم تتوج بمحاولة تجريم الوكالة من خلال قضايا ملفقة تمهد الطريق لتقويض دورها التاريخي والإنساني في خدمة ملايين اللاجئين الفلسطينيين.
وتأتي هذه الخطوة في إطار الهجمة الشرسة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الأونروا، والتي شملت مؤخراً إغلاق مدارسها في مخيم شعفاط بالقدس، ومداهمة وإغلاق مقرها الرئيسي في المدينة، علاوة على الاستهداف الممنهج لمقراتها ومراكز إيوائها في قطاع غزة عبر القصف والتدمير، في سياق حرب الإبادة المفتوحة التي يشنها الاحتلال على شعبنا.
إن هذه الهجمة المزدوجة، الأميركية-الإسرائيلية، على الأونروا، ليست إلا محاولة مكشوفة لشطب حق العودة وتصفية قضية اللاجئين، باعتبارها جوهر القضية الفلسطينية، تمهيداً لفرض حلول تصفوية تتجاوز قرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها القرار 194, وتنفيذ خطة ترامب بتهجير واقتلاع شعبنا من قطاع غزة.
إننا في الجبهة العربية الفلسطينية نُحذّر من خطورة هذه السياسات ونطالب الأمم المتحدة والدول الحرة في العالم بالتحرك العاجل لحماية الأونروا ومواصلة دعمها، كرافعة إنسانية وسياسية لقضية اللاجئين، وندعو جماهير شعبنا وقواه الحية إلى الوقوف صفاً واحداً في وجه هذه الهجمة، وفاءً لحق العودة ورفضاً لكل محاولات التصفية.