التقليد الاعوج بقلم : سلوى الطريفي

التقليد الاعوج بقلم : سلوى الطريفي

يعتقد البعض أن اتباع العادات والتقاليد التي ورثها عن الأب والجد والتي تتمثل في بلده ويتغنى بها شعبه كأنها فريضة من الفرائض وواجب من الأمور الدينية وأن عليه تقليد الاسلاف لأنه من التابعين.

ونسي ان اقوام الانبياء خالفوا شرع الله من اجل العادات التي ترعرعوا عليها وكأنه نهج حياة حتى لو كان على حساب معصية الله.
كما حدث مع قوم صالح حين قالوا له …
﴿ قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَٰذَا ۖ أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ﴾ (سورة هود . 62)…

حتى العبادات كانت تعتبر عادات وكأن الدين تقليد كلمات وحركات …

كما ان بعض الناس يقلدون غيرهم بكل ما يفعلون ويتكلمون، والالفاظ البذيئة وكلام الشارع الذي يتداوله بعض الشبان في الشجارات ويقع وسب الذات الالهية ولعن الدين بحجة العصبية والغضب .. والعذر الاقبح من الذنب “اعتياد بعض الناس عليها” وهذا متعارف عليه …
بكل تهاون، لا حرمة لدين ولا حتى احترام للمحافظين على شرائع الله.

ليس من العرف والاعراف ان تقلد الناس باللباس واتباع اخر صيحات الموضة والموديلات وقد تكلف نفسك بشراء ما لا تحتاج وفوق طاقتك وربما تستدين من اجل أن تقلد الناس وترتدي كما يرتدون وربما تتلف ما لديك وتلقي بها في مكب النفايات لأجل التقليد …
لماذا لا تلقي بالعادات البالية في السراب وتنتهج نهجا يناسب قدراتك وطموحك واحلامك …
اجعل لنفسك هوية خاصة، اترك بصمتك واثرك، اجعل لنفسك نمطا خاصا، تميز عن غيرك، لا تقلد بل جدد.

المحافظة على العادات الحسنة كالتكافل الاجتماعي والترابط الاسري .. لماذا لا تتمسك بها وتقلد المحافظين عليها؟
لماذا يكون التقليد فقط بالأمور السلبية التي ترضي الشيطان وتغضب الرحمن؟

سمة الجميع تناقل المعلومات في خضم المعرفة والتطور وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي واقبال البشر عليها بشكل جنوني .. !
ولكن الملاحظ والمستهجن تقليد الاخرين بكل حركة وكلمة وحتى بالوان الثياب وشراء الاحتياجات والذهاب الى اماكن معينة .. حتى تناول المأكولات لدرجة ان الامر يصل الى الغيرة التي تؤدي الى مرض وهوس …
انت لست جهاز الي “روبرت” تحركك مشاعر الناس وافعالهم ولباسهم ومأكلهم ومشربهم وطريقة عيشهم، اصنع لنفسك مساحة تعيش فيها وتنطلق الى طريق يشبهك لا يشبهم .. ليس من المنطق ان تحيى على حسب رغبات الناس واهوائهم انت قائد نفسك .. لما لا تدعهم هم يقلدوك.

من أنواع التقليد السلبية والتي تدخل من باب السخرية والاستهزاء .. تقليد الحركات والاصوات من باب اضحاك من حولك …
انتبه انه ذنب عظيم ان تقلد لأجل اتباع الهوى ويغويك الشيطان.