
إعلام عربيٌ من أجل الأمة ، صوتٌ للحق، جدارٌ في وجه التطرف” بقلم : الصحفي سامح الجدي
في يوم الإعلام العربي، نجدد العهد على أن يكون إعلامنا أكثر من مجرد ناقل للخبر، بل حاملًا لرسالة الأمة، مدافعًا عن قضاياها، صانعًا لوعيها، وحارسًا لكرامتها. إن اللحظة التي نعيشها تفرض علينا مسؤولية مضاعفة في مواجهة التحديات، وفي مقدمتها خطاب الكراهية والتكفير والتخوين، الذي ينهش في وحدة مجتمعاتنا ويهدد مستقبل أجيالنا.
نحن اليوم بحاجة إلى إعلام عربيٍ ملتزم — أي ملتزم بأخلاقيات المهنة، صادق مع ذاته وشعوبه، متمسك بثوابت أمته. إعلامٌ لا يكتفي برصد الأحداث، بل يسهم بفاعلية في بناء الرأي العام الحر، يعزز صمود المواطن العربي أمام محاولات الإحباط والتهميش، ويقدم نموذجًا إيجابيًا للمثابرة والأمل.
إن إعلامًا يتبنى قضايا الأمة — فلسطين، التنمية، الحريات، الكرامة الإنسانية — هو الإعلام الذي يرسخ الهوية، ويفتح نوافذ الأمل، ويكسر محاولات التزييف والتشويه. إعلامٌ يرى في كل مواطن عربي طاقة يجب أن تُحترم، وصوتًا يجب أن يُسمع، وطموحًا يجب أن يُحقق.
ومحاربة التطرف لا تكون فقط بإدانته لفظيًا، بل بتقديم خطاب بديل: خطاب العقل والاعتدال والانفتاح، خطاب يؤمن بالاختلاف ويؤسس للتنوع، ويرفض كل أشكال الإقصاء والكراهية. إعلامٌ يعرف أن الكلمة مسؤولية، وأن التغطية الإعلامية الخاطئة قد تكون وقودًا للفتنة بدلًا من أن تكون جسرًا للسلام الاجتماعي.
وفي هذه المناسبة، دعونا نرفع شعارنا: “معًا لإعلام عربيٍ ملتزمٍ وواعٍ”، إعلامٍ يبني ولا يهدم، يوحد ولا يفرق، يؤمن بالإنسان ويحترم إنسانيته، ويسير بثقة نحو تحقيق تطلعات المواطن العربي بالحرية، والكرامة، والتنمية الشاملة.
فليكن إعلامنا دائمًا معبرًا عن ضمير الأمة، وشريكًا في صناعة مستقبلها المشرق.