9:35 مساءً / 19 أبريل، 2025
آخر الاخبار

كتائب الدفاع الإقليمي ، والاستيطان ، بقلم : بديعة النعيمي

كتائب الدفاع الإقليمي ، والاستيطان ، بقلم : بديعة النعيمي

ظاهرة “كتائب الدفاع الإقليمي”، أو كما تُعرف بالعبرية “هاغمار”، هي مجموعات عسكرية شبه نظامية تتشكل من المستوطنين في الضفة الغربية، بدعم وتنسيق مباشر من جيش الاحتلال.

تعكس هذه الظاهرة سياسة صهيونية قديمة متجددة، تقوم على تسليح المدنيين اليهود تحت غطاء أمني، وتوظيفهم كأذرع ميدانية في خدمة المشروع الاستيطاني والهيمنة الأمنية، خاصة في المناطق التي تشهد احتكاكا دائما مع الفلسطينيين.

ظهرت هذه الكتائب بعد عملية السابع من أكتوبر ٢٠٢٣, التي شكلت نقطة تحول كبرى في التعامل الأمني والعسكري لدولة الاحتلال داخل الأراضي المحتلة. ويبدو أن صدمة العملية دفعت المؤسسة الأمنية إلى تبني سياسات أكثر تطرفا تتضمن إشراك المدنيين في المهام العسكرية، في ظل تراجع ثقة يهود الشتات في دولة الاحتلال بقدرة الجيش وحده على تأمين المستوطنات، خاصة تلك المعزولة في قلب المدن والبلدات الفلسطينية.

من الناحية التاريخية، لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تعتمد فيها دولة الاحتلال على تسليح المستوطنين، فقد سبق ذلك منذ الانتفاضة الأولى ١٩٨٧، وتزايد خلال الانتفاضة الثانية ٢٠٠٠. كما ويمتد هذا النوع من التسليح إلى ما قبل قيام الدولة بعقود وأقصد منذ إنشاء أول مستعمرة على أرض فلسطين.

وما يميز كتائب “الدفاع الإقليمي”، طابعها المؤسسي والرسمي، حيث يتم تدريب أفرادها وتسليحهم ببنادق من طراز “إم ١٦”، كما يتم منحهم صفة أمنية تكاد توازي صفة الجنود النظاميين، حتى أن بعضهم يرتدي الزي العسكري الصهيوني.

هذه الكتائب، التي تضم أكثر من ٥٥٠٠ مستوطن، تُعد بمثابة جيش ظل يعمل بشكل مباشر في خدمة مشروع السيطرة على الضفة الغربية وتوسيع الاستيطان.

سياسيا، تمثل هذه الظاهرة تكريسا لسياسة الأبارتهايد الصهيوني، حيث تُمنح طائفة من المدنيين اليهود صلاحيات أمنية داخل أراض محتلة، في حين يُحرم سكان الأرض الأصليون من أدنى حقوق الحماية أو الدفاع عن النفس. بل وتتحول هذه الكتائب إلى أداة مباشرة للاعتداء على الفلسطينيين، وفرض وقائع جديدة على الأرض عبر التهجير القسري، وحماية البؤر الاستيطانية، وفرض الطوق الأمني حول التجمعات الفلسطينية.

من الجدير بالذكر أن هذه الكتائب تنشط في كافة مدن وبلدات الضفة الغربية، لكن التركيز الأكبر لها يتمركز في مدينة الخليل، المعروفة بتعقيداتها الأمنية ووجود مستوطنات في قلب أحيائها. وقد شهدت المدينة في السنوات الأخيرة تصاعدا في وتيرة اعتداءات المستوطنين، ما يجعل وجود هذه الكتائب مقدمة لانفجار واسع قد يعيد مشهد الانتفاضات الفلسطينية إلى الواجهة.

وأخيرا يمكن القول أن كتائب “الدفاع الإقليمي” ليست مجرد رد فعل أمني طارئ، بل انها تشكل جزءا من بنية الاحتلال العميقة، الهادفة إلى تكريس الاستيطان وتحويل المستوطن إلى جندي دائم. وهذا ما عمل ويعمل عليه “بتسلئيل سموتريتش” و “بن غفير” حاليا بهدف إقامة بؤر استيطانية تعمل على تطويق البلدات الفلسطينية وقد أفردت مقالا لهذا الموضوع..


فمتى يستيقظ العرب على هذا الخطر الذي سيمتد إلى عقر دارهم؟؟

شاهد أيضاً

اسعار الذهب اليوم

اسعار الذهب اليوم

شفا – جاءت اسعار الذهب اليوم السبت 19 أبريل كالتالي :عيار 22 69.600 دينارعيار 21 …