
شفا – قال السفير الصيني لدى كمبوديا وانغ ون بين إن التعاون الودي والوثيق بين الصين وكمبوديا أصبح نموذجا يحتذى به في بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية ونمطا جديدا للعلاقات الدولية.
وأضاف وانغ، في مقابلة مكتوبة مع وكالة أنباء شينخوا، أنه تحت التوجيه الإستراتيجي للرئيس الصيني شي جين بينغ والقادة الكمبوديين، دخل بناء مجتمع صيني ــ كمبودي ذي مستقبل مشترك عصرا جديدا يتسم بالجودة العالية والمستوى الرفيع والمعايير العالية”.
وأشار إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين الصين وكمبوديا أُقيمت في عام 1958، وتطورت صداقتهما التقليدية التي عملت الأجيال المتعاقبة من القادة الصينيين والكمبوديين على تعزيزها باستمرار، لتصبح نموذجا يحتذى به في الاحترام المتبادل والمعاملة المتساوية بين الدول ذات الأنظمة الاجتماعية المختلفة والأحجام المختلفة.
وأكد السفير أن السنوات الأخيرة شهدت نموا مطردا في تعاونهما الودي والعملي تحت التوجيه الإستراتيجي لكبار قادة البلدين.
وقال إن الجانبين يعملان على تنفيذ خطة عمل جديدة بشأن بناء المجتمع الصيني ــ الكمبودي ذي مستقبل مشترك، من خلال تعزيز المواءمة بين مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين والإستراتيجية الخماسية لكمبوديا، وتوسيع أبعاد إطار التعاون “السداسي الماسي” وتسريع بناء “ممر التنمية الصناعية” و”ممر الأسماك والأرز”.
وحققت هذه الجهود نتائج مثمرة، حسبما ذكر وانغ.
أولا، توسع حجم تجارتهما البينية بشكل ملحوظ بفضل اتفاقية التجارة الحرة للشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة واتفاقية التجارة الحرة بين الصين وكمبوديا. فقد ظلت الصين أكبر شريك تجاري لكمبوديا على مدى 13 سنة متتالية. وفي عام 2024، بلغ حجم تجارتهما البينية 17.83 مليار دولار أمريكي، بزيادة نسبتها 20.7 في المائة على أساس سنوي.
كما أن الموافقة على دخول المنتجات الزراعية والسمكية الكمبودية عالية الجودة مثل الأرز والموز والمانجو واللونجان وجوز الهند وسمك الباسا إلى السوق الصينية لم تُثْر فقط موائد المستهلكين الصينيين، بل أسهمت أيضا في زيادة دخل المواطنين الكمبوديين.
ثانيا، استمر التعاون الاستثماري في التعمق. فقد ظلت الصين أكبر مصدر للاستثمارات الأجنبية في كمبوديا على مدى 13 سنة متتالية، حيث امتدت الاستثمارات إلى مجموعة واسعة من القطاعات، بما في ذلك النقل والطاقة والزراعة والتصنيع والسياحة والمناطق الاقتصادية الخاصة، فضلا عن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتميزت هذه الاستثمارات بتنوعها الكبير وحجمها الواسع ونتائجها القوية.
فعلى سبيل المثال، في قطاع الطاقة، أنجزت الشركات الصينية حتى نهاية عام 2024 بناء وتشغيل 10 محطات للطاقة الكهرومائية ومحطتين للطاقة الحرارية في كمبوديا، بقدرة مركبة إجمالية تمثل أكثر من 60 في المائة من إجمالي قدرة البلاد. وقد وفر ذلك ضمانا قويا للكمبوديين بالنسبة “للحصول على الكهرباء” و”التمتع بإمدادات موثوقة من الكهرباء”.
ثالثا، أدى التعاون متبادل المنفعة إلى تحسين معيشة السكان. فقد أصبحت المشروعات الصينية ــ الكمبودية الكبرى الجارية ضمن التعاون في إطار الحزام والطريق، مثل منطقة سيهانوكفيل الاقتصادية الخاصة وطريق بنوم بنه-سيهانوكفيل السريع ومطار سيام ريب أنغكور الدولي، محركات رئيسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في كمبوديا، وأسهمت في خلق عشرات الآلاف من فرص العمل المحلية.
وبالإضافة إلى ذلك، ساعدت الصين كمبوديا في بناء أو تحسين حوالي 4000 كيلومتر من الطرق وتشييد أكثر من 10 جسور ضخمة، فضلا عن تنفيذ العديد من المشاريع “الصغيرة ولكن الذكية” في مجال الرفاه العام، بما في ذلك الطرق الريفية وشبكات إمدادات المياه، الأمر الذي حسن بشكل كبير الظروف المعيشية للسكان المحليين.
وأشار وانغ إلى أن التبادلات الشعبية بين الصين وكمبوديا، باعتبارها ركيزة رئيسية للصداقة والتعاون بين الصين وكمبوديا، شهدت دفعة قوية من خلال عام التبادلات الشعبية بين الصين وكمبوديا 2024. وعلى مر السنين، قدمت برامج التعاون الطبي بما في ذلك “رحلة القلب المحب” و”الرحلة المشرقة” و”رحلة الابتسامة” خدمات رعاية صحية ذات جودة للمجتمعات المحلية في أكثر من 20 مقاطعة ومدينة كمبودية.
وذكر السفير أنه يتوقع استمرار توسع التبادلات الشعبية تحت توجيه مبادرة الحضارة العالمية التي اقترحتها الصين، والتي حسبما قال، ستعود بالفائدة على مجالات متعددة بدءا من الثقافة والشباب والإعلام ومراكز الفكر والسياحة والتكنولوجيا، وصولا إلى الرعاية الصحية وترميم الآثار الثقافية.
وقال إن التاريخ والواقع أثبتا أن الصين وكمبوديا جارتان جيدتان، وشقيقتان مخلصتان، وصديقتان حميمتان، وشريكتان وفيتان، تتقاسمان السراء والضراء وتقفان إلى جانب بعضهما البعض في أوقات الشدة والرخاء.
وأضاف أن الصداقة بين البلدين ليست علاقة قائمة على المصالح المؤقتة، وليست تدبيرا وقتيا، ناهيك عن أن تكون مواجهة تكتلية.
إقرأ المزيد حول أخبار الصين ،، إضغط هنا للمتابعة ..
بل إنها تستند إلى الاحتياجات العملية للتنمية الوطنية والنهضة في كلا البلدين، وتخدم المصالح المشتركة للأمتين والشعبين، وتتسق مع الاتجاه التاريخي للتضامن وتقوية الذات والتنمية المشتركة بين دول الجنوب العالمي، وفقا لما ذكره وانغ.
وأشار إلى أنه في ظل المشهد الدولي المتقلب والمتحول وما يشهده العالم من تحديات متزايدة، تلتزم الصين وكمبوديا بدفع السلام والتنمية والتقدم في العالم.
وأضاف وانغ أن الصين ستواصل العمل يدا بيد مع كمبوديا للمضي قدما بصداقتهما الخالدة وتوطيد الثقة الإستراتيجية المتبادلة وتعميق التعاون متبادل المنفعة من أجل الارتقاء بصداقتهما التقليدية إلى آفاق جديدة، وتقديم مساهمات جديدة لتعزيز السلام والاستقرار والتنمية والرخاء على الصعيدين الإقليمي والعالمي.