
” رثاء ” ، بقلم : هالة دغامين
لا تنم يا ولدي بين أكفان الحروب، وتوابيت مغلفةٍ بالورود، لا تنم وتترك فؤادي يبكيك الدهر طول ، فأحلامك لازالت ورديةً لم تتحقق.
ويا ويلي بعمر الصبا أرثيك أم أرثي نفسي من بعد رحيلك يا ولدي، دعني يا مهجة فؤادي لا أودعك الوداع الأخير ،انهض كي نزرع الحقول برتقال وليمون، وننثر بذور الورود على الوادي، وبين السهول حسرات وآهات.
عتاب طويل ممزوج بالفقد والانكسار
انهض يا ولدي من سُباتك العميق؛ كي نعيد الذِكريات، ننهض بيومٍ صيفيّ على صوت الوقواق، والشّمس حارقة بصحن السماء تتغنى ، وخبز الطابون تعبق رائحته في الأرجاء، و قطاف ثمار التين تزين الإناء، وعناقيد العنب تتلألأ للقطاف، مناقيش الزعتر تأسر الفؤاد.
لا تنم يا ولدي، بين أكفان الحروب، والتوابيت المغلفة بالورود.
دم ولدي يُراق، وكبدي يتمزق إرباً، مشيت بموكب تشييع جثمانك بخطواتِ مثقلةٍ متعبةٍ، وفؤادي يعتصر ألماً.
الرياح هوجاء تدفع بجسدي النحيل لكلا الاتجاهين، أَجهشَت بالنشيج ، فذرفت عيناي بحاراً وأنهاراً، بكيت طوال دهرِ عليك.
فأين عروبة الأوطان، وأين العرب والأعراب.
- – الكاتبة – هالة دغامين – فلسطين .